الصدر يفتي بمقاومة «المدربين» الأميركيين.. ويتهم الحكومة العراقية بالضعف

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: حكاية المدربين حجة للتمديد بوسائل أخرى

جندي أميركي في ساحة لمخلفات الجيش العراقي السابق في منطقة التاجي شمال بغداد أمس (أ.ب)
TT

حسم زعيم التيار الصدري الأنباء التي تم تداولها مؤخرا بشأن موافقة التيار الصدري الذي يتزعمه على بقاء عدد محدود من الجنود الأميركيين لأغراض تدريب القوات العراقية بعد الانسحاب الأميركي نهاية العام الحالي، معتبرا أن كل من يبقى منهم يجب أن يعامل معاملة المحتل. وقال الصدر في بيان، ردا على استفسار من أحد أتباعه بشأن ما إذا كان التيار الصدري يوافق على بقاء المدربين الأميركان، قال في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: إن «كل من يبقى بالعراق من أميركيين سيعامل كمحتل غاشم يجب مقاومته بالمقاومة العسكرية». وأضاف الصدر في رده على الاستفتاء: «وإن الحكومة التي ترضى ببقاء الجنود الأميركيين ولو للتدريب فهي حكومة ضعيفة».

وفي السياق نفسه فقد أصدر زعيم التيار الصدري بيانا آخر أكد فيه أن «الاحتلال يرفض الخروج من أرض الأئمة الأطهار والعلماء الأبرار ولا بد لنا من وقفة ننبذ بها الكافر وجيوش الظلام ونرفض أي تواجد له من قواعد ومدربين وما شابه ذلك». وأضاف «كان الأحرى بالحكومة العراقية أن تقر بالخروج الكامل للأميركان ثم تجلب بعض الشركات من أجل الإعمار وبناء العراق وإعادة الماء والكهرباء والخدمات الأخرى». وأشار الصدر إلى أنه «ليس من المنطقي أن تستجلب الحكومة قوة للتدريب والشعب يتضور جوعا وعطشا وبطالة لا يمكن أن يدرب المحتل جنودنا وشرطتنا رغم وجود البديل لذلك».

من جهته، قال عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري عدي عواد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما جاء على لسان السيد مقتدى الصدر إنما هو تأكيد على ثوابت التيار الصدري وإزالة اللبس عن أي محاولة لتحريف التصريحات أو البيانات التي تصدر عن التيار وتتضمن رأيه وموقفه بما يدور في الساحة العراقية». وأضاف أن «تحفظنا خلال اجتماع الكتل السياسية على بقاء مدربين وتخويل الحكومة إجراء مفاوضات مع الأميركان بهذا الخصوص هي ليست في الواقع سوى حجة لتبرير بقاء الأميركان في العراق بعد عام 2011 حيث لاحظنا أن كبار المسؤولين والقادة العسكريين الأميركان باتوا يصرون على هذا البقاء وكأنهم أحرص منا على تدريب قواتنا مما يعني أن لديهم أجندة من وراء هذا البقاء». وردا على سؤال بشأن ما يقال: إن عدد من يتولى التدريب لن يتجاوز الـ400 عنصر قال عواد إن «هذه المعلومات غير دقيقة حيث إن المعلومات التي بحوزتنا تشير إلى أن من سيبقون يتجاوزون الـ15 ألف عسكري وهذا أمر خارج سياقات التدريب العسكري». وأوضح أن «التيار الصدري لا يطالب بأكثر من تنفيذ الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة العراقية مع الأميركان والتي تشير صراحة إلى عدم جواز بقاء أي أميركي بعد هذا العام»، متسائلا: «أين كان إذن موضوع التدريب وكيف لم تنتبه الحكومة أو الأميركان إلى وجود حاجة للجيش العراقي للتدريب بحيث يتم تضمينها منذ البداية».

وكان المتحدث باسم زعيم التيار مقتدى الصدر، صلاح العبيدي أكد في بيان سابق أن موقف التيار الصدري ثابت وهو ضد بقاء أي جزء من قوات الاحتلال في العراق، مبينا أن «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول موافقة التيار على بقاء عدد من مدربي قوات الاحتلال غير صحيح لأنهم وضعوا عنوان الخبر مخالفا لأصله». وأضاف العبيدي أن «تحفظ التيار على بقاء عدد من مدربي قوات الاحتلال كان بسبب موقفه المبدئي الرافض للاتفاقية الإطارية مع دولة الاحتلال». وأوضح أن «المواقف السياسية للحكومة ضد بقاء الاحتلال مطمئنة، ولكن هناك تخوف من مواقف بعض القادة العسكريين المتذيلة والتابعة للاحتلال، ونحن ننتظر توصيات اللجنة الحكومية حول بقاء مدربين أميركيين في البلاد، ومن ثم نبدي رأينا بهذا الخصوص» وهو ما يتناقض مع الموقف الجديد الذي عبر عنه زعيم التيار الصدري في بيانه ليوم أمس الأحد.