مقتل مدنيين في عمليات عراقية ـ أميركية مشتركة يعقد مفاوضات التمديد

متضررون: لماذا تهاجموننا؟ نحن أناس أبرياء

TT

للمرة الثانية في أسبوع واحد، أسفرت غارة أميركية - عراقية استهدفت متمردين عن مقتل مدنيين. وقال شهود عيان في قرية الإسحاقي، جنوب تكريت: إن القوات الأميركية فتحت النار على مدنيين وألقت قنابل يدوية في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضي أثناء الغارة. وقال سكان القرية: إن القوات كانت ترد على إطلاق النار من أشخاص في القرية، ثم أطلقت نيرانا تسببت في مقتل صبي في الـ13 من عمره وضابط شرطة لم يكن في دوام عمله. وأقر مسؤولون عسكريون أميركيون بتنفيذ العملية دون الإفصاح عن الكثير من التفاصيل الخاصة بها.

وقال الجنرال جيفري بوكانان، المتحدث باسم القوات الأميركية، في بيان: «لقد كانت عملية مكافحة ضد الإرهاب بتخطيط وقيادة عراقية. وحظيت العملية بدعم أميركي تضمن مروحيات. وشارك القليل من المستشارين الأميركيين في العملية، على الرغم من أن القوات العراقية هي التي كانت تسيطر على العملية وكانت مسؤولة عن كل الأوامر التي تنفذ على الأرض». وأوضح: «بسبب القتال الذي أعقب ذلك، جاء رد المزيد من القوات الأميركية». وأضاف: «لقد كانوا يقومون بتأمين المنطقة، لكن لم يشاركوا في العملية». لكن لم يذكر البيان ما إذا كانت القوات الأميركية على الأرض أطلقت نيرانا أم لا. ورفض المتحدث باسم القوات العراقية الخاصة التعليق.

من المؤكد أن العملية، التي تأتي بعد غارة فاشلة في 30 يوليو (تموز)، تعقد المحادثات السياسية المقلقة بشأن بقاء القوات الأميركية في العراق بعد انسحابها المقرر بحلول نهاية العام الحالي. وفي ظل ضغوط من مسؤولين أميركيين يقولون سرا بضرورة بقاء بعض القوات الأميركية، أعلنت الحكومة العراقية، يوم الأربعاء الماضي، عن بدء مفاوضات بشأن استمرار بقاء القوات الأميركية.

وهاجم بعض السياسيين العراقيين الأميركيين بسبب غارة يوم الجمعة وانتقدوا القوات الأميركية في الصحف المحلية بسبب التعدي على سيادة العراق. وبحسب مسؤولين أميركيين عسكريين، كانت العملية التي تمت في قرية الإسحاقي تستهدف خلية من المتمردين الذين كانوا يجمعون متفجرات. ولم يتضح بعدُ ما إذا تم القبض على المتمردين أم لا. وقال مسؤولون يوم الجمعة إنهم قدموا دعما من المروحيات، مشيرين إلى احتمال أن يكون قد أعطى هذا انطباعا خاطئا بأن الغارة عملية عسكرية أميركية. كذلك قالوا إنه كثيرا ما يتم الخلط بين القوات العراقية والأميركية بسبب تشابه المعدات والتقنيات.

لكن يوم السبت بعد طرح المزيد من الأسئلة، استنادا إلى تقارير شهود عيان تفيد بمشاركة الأميركيين في الغارة، أصدر الجيش بيانا يقول فيه إن بعض القوات الأميركية قد شاركت في العملية. وقال أحد المسؤولين المحليين واثنان من شهود العيان إن إطلاق النار بدأ عندما أطلق أحد سكان القرية النار على القوات، ظنا منه أنهم لصوص. وقالت ناجية غماس، أم الصبي التي تبلغ من العمر 51 عاما: «لقد سمعنا طلقات نار بالقرب من منزلنا واستيقظ ابني واتجه إلى الحديقة لأنه كان خائفا. لقد أطلقوا عليه وعلى زوجي النيران».

وأسفرت الغارة، التي شنت في 30 يوليو، بالقرب من قرية الرفيعات التي تشتهر بمزارع الكرم، عن مقتل 3 من بينهم شيخ عشيرة. وتضاربت التقارير حول ما إذا كان قد تم إطلاق النار على القوات قبل أن تفتح هي النار أم بعده. وصرح الجيش الأميركي بأن الأميركيين شاركوا مع العراقيين، لكن الغارة كانت مثيرة للجدل بسبب عدم العثور على الهدف. وقال مسؤولون محليون: إن المنطقة ليست معقلا للمتمردين على الرغم من إيواء بعض أهلها للمتمردين يوما ما تعاطفا معهم.

ويود الأميركيون لو أن بعض القوات الأميركية بقيت في العراق لتكون قوة تقابل إيران. ويعتقد الكثير من السياسيين العراقيين وقادة في الجيش العراقي أنهم بحاجة إلى مساعدة الأميركيين في التدريب. على الجانب الآخر، يقول رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن الإبقاء على القوات الأميركية في العراق ما هو إلا استمرار للاحتلال.

وبالنسبة إلى محمد فرحان، المزارع في قرية الإسحاقي، البالغ من العمر 62 عاما، أصبح الجدال السياسي شخصيا. وقال إن القوات الأميركية والعراقية دقت على باب بيته في الثانية صباحا من يوم الجمعة وشدوا وثاقه هو و3 من أقاربه واقتادوهم خارج المنزل. وأوضح أن القوات الأميركية والعراقية فتشت منزله وسرقت شيكا منه وصادرت كذلك جواز سفر أخيه. وتساءل فرحان قائلا: «لماذا تهاجموننا؟ نحن أناس أبرياء».

* خدمة: «نيويورك تايمز»