متابعة صحافيين مغاربة بتهمة نشر «أخبار زائفة» حول انتخابات سابقة

شحتان وكوكاس من «المشعل» يمثلان نهاية الشهر الحالي أمام المحكمة

TT

تقرر مثول ناشر أسبوعية مغربية والمحرر الأساسي فيها أمام المحكمة يوم 29 من الشهر الحالي، بعد أن ارتأت السلطات المغربية متابعتهما بتهمة نشر «أخبار زائفة»، في حين يتوقع أن يمثل ناشر أسبوعية أخرى بالتهمة نفسها وحول الموضوع نفسه. كانت أسبوعية «المشعل» قد نشرت تقريرا كتبه الصحافي عبد العزيز كوكاس يتحدث عن مجموعة من الولاة والعمال (المحافظين) قال إنهم تدخلوا لصالح بعض المرشحين في الانتخابات السابقة، وأشار التقرير، الذي نشرته الأسبوعية في 27 يوليو (تموز) الماضي، إلى أن هؤلاء عملوا على دعم حزب «الأصالة والمعاصرة»، حديث النشأة، الذي أسسه فؤاد عالي الهمة في أغسطس (آب) 2008.

كان الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية المغربي، قد طلب من محمد الناصري، وزير العدل، إجراء «بحث قضائي» بشأن ما نشرته أسبوعية «المشعل». وفي وقت لاحق طلب من الوزير نفسه إجراء بحث مماثل مع أسبوعية «الأسبوع الصحافي» حول الأمر نفسه. ونشرت «الأسبوع الصحافي» بدورها تقارير وتصريحات تتهم محافظين بدعم مرشحي «الأصالة والمعاصرة»، وقالت مصادر من الأسبوعية إن مصطفى العلوي استدعي من طرف الشرطة للتحقيق معه.

تأتي هذه المتابعات في وقت تجري فيه وزارة الداخلية مشاورات واسعة مع قادة الأحزاب حول انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، يتوقع تنظيمها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

واستدعي كل من إدريس شحتان، ناشر «المشعل» وعبد العزيز كوكاس، إلى المقر الرئيسي للأمن في الدار البيضاء؛ حيث أجرت معهما الشرطة القضائية بحثا حول ما نشر. وأبلغ شحتان، الليلة قبل الماضية، بأنه سيمثل أمام المحكمة. في حين قال كوكاس لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي أمس، أثناء وجوده في مقر إدارة الأمن في الدار البيضاء، إن التحقيق معه تركز حول ما إذا كانت لديهم، في الصحيفة، «لائحة» بأسماء الولاة والعمال الذين يقولون إنهم عملوا لصالح حزب «الأصالة والمعاصرة». وأضاف كوكاس أنه كان خارج المغرب واستدعي أمس إلى مقر ولاية أمن الرباط لمواصلة البحث والتحقيق، مرجحا أن يمثل إلى جانب شحتان أمام المحكمة الابتدائية في محافظة عين السبع في الدار البيضاء، في التاريخ نفسه الذي حدد لمثول شحتان.

وأوضح كوكاس أنه نفي توافرهم في الصحيفة على «لائحة»، مشيرا إلى أن ما كتب اجتهاد صحافي تأسيسا على تصريحات قادة سياسيين. وقال كوكاس إن قادة أحزاب سياسية سبق لهم أن تحدثوا عن الأمر نفسه، وقال في هذا السياق إن بعضهم اتهموا ولاة وعمالا بالتدخل لصالح حزب «الأصالة والمعاصرة» عبر التلفزيون الحكومي. ومضى يقول: «الناس كلهم استمعوا إلى نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وعبد الهادي خيرات وحسن طارق، عضوي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحميد شباط، القيادي في حزب الاستقلال، وعبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب (العدالة والتنمية) الإسلامي، يتحدثون عن تدخل ولاة وعمال لصالح حزب (الأصالة والمعاصرة)».

وأدانت نقابة الصحافيين المغاربة أمس «المتابعات والاستنطاقات» التي طالت بعض الصحافيين، وطالبت بوقفها. وقالت إن شحتان وكوكاس تعرضا لاعتقال مقنع. وقالت إنها تعتزم توجيه رسائل إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان وإلى رئيس الحكومة ووزراء العدل والداخلية والاتصال «ليتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذه الانتهاكات».