شغب في منطقة «ملونة» بلندن بعد مقتل شاب برصاص الشرطة

حرق ونهب للممتلكات.. واعتقالات وإصابات في صفوف الغاضبين والأمن

سكان يشاهدون الأضرار التي خلفتها أعمال الشغب في توتنهام شمال لندن أمس (أ.ب)
TT

تمكنت الشرطة البريطانية أمس من فرض النظام وإنهاء أعمال الشغب كما اعتقلت 42 شخصا في منطقة توتنهام شمال لندن، بعد أن أشعل محتجون النار في منازل ونهبوا عددا من المتاجر ردا على مقتل أحد السكان المحليين برصاص الشرطة.

وقالت الشرطة إن 26 من عناصرها أصيبوا، أحدهم جراحه بالغة. وأضافت أنها قامت بحملة الاعتقال في أعقاب أعمال العنف التي جرت في توتنهام في وقت متأخر أول من أمس. ودان مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أعمال العنف. وصرح متحدث باسم المكتب بأن «أعمال الشغب التي جرت في توتنهام الليلة الماضية غير مقبولة مطلقا». وأضاف «لا يوجد أي مبرر للعنف الذي واجهته الشرطة والناس أو لتخريب الممتلكات. وتجري الشرطة حاليا تحقيقا في أعمال الشغب وعلينا أن نسمح لهذه العملية بأن تتم». وصرحت الشرطة أمس بأنه لا يزال يتعين عليها التعامل مع «بعض الجيوب الإجرامية المعزولة في منطقة توتنهام». كما أعلن متحدث باسم مديرية شرطة لندن أنه تم إخماد جميع الحرائق.

وقال أحد السكان المحليين لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): الوضع سيئ، وأشعر بعدم الأمان. رأيت رجلا يتعرض لهجوم. يبدو أن هناك غضبا شديدا في توتنهام الليلة. لدى مغادرتي بدأوا يهاجمون مركز الشرطة.

واندلعت أعمال الشغب في توتنهام، التي تقطنها عدة مجموعات عرقية، قبل غروب مساء أول من أمس في أعقاب احتجاج على مقتل الشاب مارك دوغان، 29 عاما، الخميس الماضي خلال تبادل إطلاق النار مع الشرطة. وكان دوغان يستقل سيارة أجرة عندما أوقفه ضباط مسلحون في إطار عملية مخطط لها سلفا. وفر شرطي دون أن يلحق به أذى بعد أن أصابت رصاصة جهاز اللاسلكي الخاص به.

وقال ديفيد لامي عضو البرلمان من توتنهام إن «سكان توتنهام وأسرة مارك دوغان وأصدقاءه يحتاجون إلى أن يفهموا ما حدث مساء الخميس عندما فقد مارك حياته. وبفهم هذه الحقائق سيعود الهدوء». لكن الشرطة شددت على رفضها لأعمال الشغب. وصرح قائد الشرطة أدريان هانستوك في بيان بأن مقتل مارك دوغان، وهو أب لأربعة أطفال «مؤسف للغاية»، وأكد ما أعلنته الحكومة عن فتح تحقيق في الحادث. واعتبر أن «مقتل أي شخص أمر مأساوي للغاية لكن ذلك لا يعطي الأقلية المجرمة الحق في تدمير المتاجر ومصادر الرزق وسرقة مجتمعهم المحلي».

وكان الاحتجاج يسير بشكل سلمي أمام مركز للشرطة، إلا أن مثيري الشغب هاجموا سيارتين تابعتين للشرطة بالقنابل الحارقة مما أشعل النار فيهما. وجرى إحراق حافلة ذات طابقين مع انتشار العنف بسرعة وتدفق عصابات من الشباب المقنعين على المنطقة ليشعلوا النار في المنازل والمتاجر وينهبوا المحلات.

وفي حين وقعت في الآونة الأخيرة أعمال شغب في دول أوروبية أخرى لها صلة بإجراءات التقشف، شددت شرطة لندن وقيادات بالمجتمع المحلي على أن أعمال الشغب هذه سببها مقتل دوغان. ويعيش في منطقة توتنهام عدد كبير من الأقليات وبها مناطق تسجل أعلى معدل للبطالة في لندن. كما أن لها تاريخا من التوتر العنصري بسبب غضب الشبان المحليين خاصة السود من سلوك الشرطة بما في ذلك استخدام صلاحيات الإيقاف والتفتيش.

وقال شاب عامل يدعى كلاسفورد ستيرلينغ من منطقة برودووتر فارم إن الغضب يتنامى في الآونة الأخيرة بسبب ممارسات الإيقاف والتفتيش التي تقوم بها الشرطة. وأضاف لتلفزيون «بي بي سي»: «ليسوا مجرد أطفال سود. هم بشكل عام الشبان المحبطون من طريقة معاملة الشرطة لهم. الجميع الآن يفكرون في الطريقة التي قتل بها السيد دوغان ويريدون إجابات. من الصعب جدا أن نقول لهم إن هذا أسلوب خاطئ لأنهم يعتقدون أنها الطريقة الوحيدة التي سيستقطبون بها الانتباه». وذكرت وسائل إعلام أن بعض السكان المحليين اضطروا للفرار من منازلهم للهروب من العنف.