«6 أبريل» تتهم السلطات وفلول الحزب الوطني بتنفيذ مخطط لتفكيكها

قالت إنها تعيد ترتيب صفوفها لمواجهة دعاوى انقسامها

TT

بعد سيل الاتهامات التي ألقيت عليها من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتي تنوعت ما بين العمالة الخارجية والخيانة ومحاولات تفتيت الوحدة الوطنية.. تواجه حركة «شباب 6 أبريل»، إحدى أبرز الحركات المصرية التي أشعلت «ثورة 25 يناير»، حربا إعلامية شديدة تتعلق بنشر أنباء مستمرة عن انشقاقات داخلية تتعرض لها الحركة وانقسامات داخلية بما ينبئ بقرب تفتيتها.

وفي حين نفت الحركة، التي تعد تجمعا شبابيا سياسيا ليس له آيديولوجية واضحة، وجود أي انشقاق داخلها، اتهمت بعض الأجهزة الأمنية والسيادية بتدبير مخطط لتدميرها وإقصائها عن الحياة السياسية. وتعمل حاليا الحركة على لملمة جبهتها الداخلية وإظهار تماسكها أمام الرأي العام، حتى لا تبدو وكأنها تأثرت بمثل هذه «المزاعم»، على حد وصفها.

وعرضت وسائل إعلام محلية وموقعا «فيس بوك» و«تويتر» بيانات لأفراد قالوا إنهم من الأعضاء المؤسسين للحركة بمحافظات الإسكندرية وكفر الشيخ والبحيرة، تؤكد الانفصال عن «جبهة أحمد ماهر» مؤسس الحركة، والانضمام للجبهة الديمقراطية. وقال المنفصلون في أحد بياناتهم «إنهم قرروا ترك الحركة لغياب الشفافية والديمقراطية». واتهم المجلس العسكري «6 أبريل» بمحاولة التحريض على الفتنة بين الشعب والجيش، وقبل نحو أسبوعين قال اللواء حسن الرويني، عضو المجلس العسكري، إن «6 أبريل» تتلقى تمويلا وتدريبا خارجيا لخلق توترات بمصر، لكن القوى السياسية والحزبية في مصر رفضت هذه الاتهامات وأكدت على وطنية الحركة باعتبارها أحد المحركين الأساسيين للثورة، إلا أن قطاعا كبيرا من الشارع المصري والأشخاص الذين يمكن اعتبارهم «غير مسيسين» تأثروا بمثل هذه الاتهامات، خاصة أنها تصدر من المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة كبيرة لدى الشعب المصري، وعبروا عن سخطهم من ممارسات الحركة، وتشككهم في تحركات بعض أفرادها.

يقول حسين محمد، أحد الشباب الذين شاركوا في الثورة، دون أن ينتمي لأي جهة سياسية: «مثل هؤلاء الشباب غير المؤهلين والذين لا تظلهم قيادة موحدة وشخصيات كبيرة معروفة.. لا يمكن الوثوق بهم، لقد بدأت فعلا في التأكد من صحة اتهامات المجلس العسكري ضدهم بمرور الوقت».

لكن الناشطة السابقة بالحركة أسماء محفوظ، والتي أعلنت انسحابها بذريعة أنها تريد أن تكون أكثر حرية في التعبير عن رأيها بدلا من أن تلتزم برؤية الحركة فقط، أكدت أن الانشقاقات في الحركة هو أمر طبيعي ويحدث في أي حزب سياسي، مشيرة إلى أن طبيعة الحركة التي تكونت عام 2008 خلال أحداث المحلة، من شباب بعضهم غير مسيس أصلا وبعضهم خرج من أحزاب قديمة بسبب مشكلات داخلية فيه، جعلها تتشكل من تنوعات فكرية متعددة وهو ما يحدث مثل هذا الانقسام «المحدود» والذي تضخمه وسائل الإعلام.واتهمت محفوظ بعض الجهات من النظام السابق والكارهين للحركة بتعمد عمل مثل هذه الانقسامات، وإشعال الموقف داخل الحركة للقضاء عليها، متوقعة فشل مثل هذه المحاولات، وأن الحركة في كل اتهام تخرج منه أكثر تماسكا وتوحدا وتأييدا شعبيا لها.

وأكدت حركة «6 أبريل» في بيان لها، أن الحركة الأصلية موجودة في جميع المحافظات ولا تعاني من أي انشقاقات وليس لها علاقة بكل الحركات والجبهات المزيفة التي تظهر يوميا، مستنكرة محاولات بعض وسائل الإعلام نشر أخبار كاذبة عنها. وقالت إن «هناك مخططا قذرا لتفكيك وتشويه وتدمير الحركة بتخطيط من بعض الأجهزة الأمنية والسيادية واستبدال القوى الشبابية التي كان لها دور في الثورة بقوى شبابيه أخرى جديدة تتجاهل الأهداف الحقيقية للثورة».

ونوه البيان بأنه بعد ثورة «25 يناير» ظهرت مجموعات مشبوهة تحت اسم «حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية»، أو «حزب 6 أبريل»، و«الجناح المسلح لحركة 6 أبريل التابع للجبهة الديمقراطية»، لكنه أكد أن كل هذه المجموعات مجهولة وليست لها أي علاقة بالحركة الأصلية التي نشأت منذ إضراب «6 أبريل» 2008.

وقال محمد عادل، المتحدث باسم الحركة، إن «هناك بعض الشخصيات المجهولة، تحاول إلقاء بعض التهم الكاذبة باسم الحركة، في محاولة منها لنفاق أعضاء المجلس العسكري». واتهم عادل فلول الحزب الوطني بفبركة مثل هذه البيانات، مؤكدا أن الحركة ترفض استخدام العنف بأي نوع من أنواعه، وذلك ردا على ما نشر حول تأسيس «الجناح المسلح للحركة».

ونفت «حركة شباب 6 أبريل الإسكندرية»، ما نشرته بعض وسائل الإعلام بشأن وجود انشقاقات داخلية، وأوضحت أن الأمر عبارة عن قيام بعض الأعضاء الجدد بالحركة وبعض النشطاء المستقلين بتكوين كيان جديد بالإسكندرية بنفس الاسم خارجين بذالك عن الشرعية.