مصدر عسكري يتحدث عن عودة الحياة الطبيعية إلى حماه.. وناشطون يؤكدون اعتقال 1500 شخص فيها

النظام السوري يواصل حربه ضد دير الزور.. ودباباته تقتحم معرة النعمان

شوارع مدينة حماه خلت من المارة أمس (أ.ب)
TT

واصلت الدبابات السورية قصفها أمس لمدينة دير الزور، شرق سوريا، لليوم الثاني على التوالي، بعد ارتفاع حصيلة قتلى يوم الأحد إلى 76 قتيلا، في موازاة اقتحام قوات الأمن السورية أمس بلدة معرة النعمان الواقعة في محافظة إدلب، وفق ما أكدته منظمات سورية حقوقية، أعلنت في الوقت عينه عن اعتقال أجهزة النظام السوري الأمنية نحو 1500 شخص في أحياء مدينة حماه.

وفيما تعرضت ضاحية الحويقة في دير الزور لقصف عنيف من مركبات مدرعة، حسب ما نقلته وكالة رويترز عن شاهد عيان من المدينة، في ظل استمرار إغلاق المستشفيات الخاصة، وتخوف الأهالي من «نقل المصابين إلى المنشآت الحكومية لأنها تعج بالشرطة السرية»، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 4 قتلى، هم سيدتان إحداهما مع ابنيها، كانوا يبحثون عن ملاذ آمن وما لبثوا أن فارقوا الحياة بعد إطلاق دورية أمنية الرصاص الحي عليهم صباح أمس في الحويقة.

وأكد المرصد استشهاد امرأة في حي الجورة برصاص أطلقته قوات الأمن، التي نفذت حملة مداهمات واعتقالات في الحي الواقع غرب مدينة دير الزور، مشيرا إلى أن الحملة أسفرت عن اعتقال 34 شخصا، حتى ظهر أمس. وترافقت الحملة وفق المرصد مع «عملية ترويع للأهالي في منازلهم وإحراق الدراجات النارية التي يستخدمونها في التنقل».

وفي محافظة إدلب، اقتحمت دبابات وناقلات جند مدرعة معرة النعمان، بعد تمركزها منذ أكثر من شهر شرق المدينة، ورافقتها قوات أمنية نفذت حملة اعتقالات واسعة أسفرت عن اعتقال العشرات. وأكد ناشطون من المدينة أن الدبابات دخلت معظم أحياء المدينة. وفي مدينة حماه، واصل الجيش السوري عملياته العسكرية للسيطرة على الأحياء والساحات، وسط حركة نزوح للأهالي. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن قيام عناصر الأمن برفقة «الشبيحة» باقتحام منازل النازحين، في وقت نقل فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشط من سكان حي الجراجمة في حماه قوله إن قوات الجيش والأمن التي اقتحمت الحي شنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت ما لا يقل عن 1500 شخص من سكان الحي فقط. وكانت مظاهرات حاشدة خرجت أمس في الخالدية في حمص وجاسم في درعا، وأكد شهود عيان محاصرة الجيش والأمن بلدتي زملكا وعربين في ريف دمشق وقطع الاتصالات الأرضية والجوالة كافة.

واستمر أهالي الكثير من المدن والبلدات السورية في الخروج ليلا للتظاهر بعد صلاة التراويح. وكانت أحياء عدة في مدينة حمص شهدت ليل أول من أمس مظاهرات حاشدة، أكبرها في حي الخالدية، مناهضة للنظام شارك فيها الآلاف، وتصدت لها قوات الأمن وأنصار النظام بإطلاق الرصاص ما أسفر عن سقوط جريح واحد على الأقل.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مظاهرة كبيرة انطلقت في مدينة تدمر التي اتسعت فيها الاحتجاجات حيث تخرج المظاهرات بشكل يومي منذ بداية شهر رمضان بعد التراويح»، مشيرا إلى أن مدينة الرستن، شمال حمص، شهدت بدورها مظاهرة حاشدة ضمت آلاف المتظاهرين، وهتفت لحماه ودير الزور والحولة.

وكان الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع السورية تعرض أمس للاختراق. وأفاد بيان نشره القراصنة بتوقيع «مجهول» إثر اختراق الموقع: «العالم يقف معكم ضد النظام الوحشي لبشار الأسد.. اعلموا أن الوقت والتاريخ إلى جانبكم، ولا يمكن لأي عدو خارجي أن يلحق الضرر بسوريا بقدر ما قام به بشار الأسد».