الطفل ياسين السمالوسي: أحب مصطفى عبد الجليل.. وأكره القذافي ولا أخاف منه

يعتبر نفسه «خطيب الثورة خارج ليبيا»

ياسين السمالوسي
TT

لم تقتصر الثورة في ليبيا على الشباب والمقاتلين الثوار، بل لحق بصفوفها المئات من الصبية والأطفال، فها هو الطفل الليبي ياسين السمالوسي، الطالب بالصف الرابع من المرحلة الابتدائية، يعرف نفسه في حديث مع «الشرق الأوسط» قائلا: «أنا خطيب الثورة خارج ليبيا»، مدللا على ذلك بقوله: «شاركت في الثورة المصرية ،واعتصمت مع أسرتي في ميدان التحرير 18 يوما، وخطبت وقتها وسط الثوار في الميدان، ووقت قيام ثورة 17 فبراير (شباط) في ليبيا، صعدت إلى المنصة في الميدان، وخطبت بعد الشيخ القرضاوي في الناس قائلا: (يجب أن نحيي شهداء ثورة 17 فبراير)، وردد الثوار معي (المجد للشهداء المجد للشهداء)، ودعوت في خطبتي رجال المجلس العسكري المصري أن يعترفوا بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي، بقيادة مصطفى عبد الجليل، والاعتراف بثورتنا».

وقال «العبقري الصغير»، كما أطلق عليه الثوار في ميدان التحرير «كنت أقود مظاهرة أمام السفارة الليبية في القاهرة وفي مؤتمرات القبائل في محافظات مصر، وهتفت قائلا (المجد للشهداء)، (مصر وليبيا إيد واحدة)، (زنقة زنقة دار دار يا قذافي جيبت العار، يا قذافي وينك وينك، دم الشهدا بينا وبينك)، وهتف ورائي الكثير من الليبيين والمصريين».

ياسين لم يتمكن من زيارة ليبيا بعد الثورة أو قبلها بسنوات، لأن والده أحد المعارضين للقذافي، فهو ابن ياسين السمالوسي، المعارض الليبي، رئيس اتحاد الثوار العرب، الذي هرب وأسرته من ليبيا ويقيم في القاهرة منذ عدة سنوات، ولكن تبقى صورة ليبيا في مخيلة ياسين الطفل منذ آخر مرة رآها فيها، فيقول «ليبيا كانت جميلة، بها أشجار متساوية، وحلوة، والناس طيبون، وبها سيارات جميلة مصطفة في صفوف، لكن القذافي تسبب في دمارها ومقتل الكثير من الشهداء وأهالي ليبيا الأبرياء، ليبيا الآن أصبحت دمارا».

ورغم أن ياسين طفل في الثامنة من عمره، فإن عينيه تشتعلان نارا حينما يتحدث عن الثورة، فدائما يشاهد القنوات الإخبارية، ويتابع الوضع اليومي للشارع الليبي، وحين يرى جنود القذافي يردد: «لو كان أمامي القذافي لبهدلته، أنا مش بخاف من حد، القذافي إنسان ليس حاكما إلها، هو مجرد حاكم ينظم شؤون البلد فقط».

ويتابع ياسين قائلا: «لم أخف من الوقوف أمام الملايين في ميدان التحرير، فأنا ثائر وهذه ثورة ثورة»، مشيرا إلى أنه «من أجل الثورة نموت جميعا».

تعرض ياسين لعدة مشاهد لا ينساها ووصفها بأنها دائما تدفعه للأمام وتقويه، فهو لا ينسى وقت محاولة مؤيدي القذافي قتل والده أكثر من مرة في مصر، ورغم هذا كان ياسين يحمل على الأعناق، ويهتف ويقرأ الخطابات أمام الجموع من الناس. يتمنى ياسين أن يعود إلى ليبيا لكي يقابل مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، فياسين يحبه ويحب المجلس الانتقالي، لأنه يراهم عادلين، وضحوا كثيرا بأنفسهم من أجل ليبيا، لافتا إلى رغبته في أن يكون عبد الجليل «رئيسا لليبيا بعد هزيمة القذافي».

ويؤكد ياسين، الذي يحفظ القرآن الكريم أنه «لما ينهزم القذافي، سأخطب في أهالي الشهداء، وأقول لهم: لا تحزنوا لا تحزنوا أبناؤكم لا يموتون».

يذكر أن ياسين استضافته عدة برامج تلفزيونية، وتحدث عن الثورة في ليبيا، وعن معاناة الليبيين، فهو صغير السن ولكنه يتحدث بلباقة كشاب ثائر يعي ويدرك ما حوله من أحداث.