البرادعي يكثف نشاطه والتحامه بالجماهير في إطار حملته لرئاسة مصر

التقى شيخ الأزهر ووصف وثيقته بالمرشدة للدستور الجديد

جندي مصري يقف في نهار رمضاني أمام مسجد الأزهر (أ.ب)
TT

واصل الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة مصر تحركاته الهادفة إلى التواصل مع القوى المختلفة بالبلاد، فبعد أن زار مقرات عدة أحزاب سياسية، طرق البرادعي أمس أبواب مشيخة الأزهر الشريف والتقى شيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ليصبح رابع المرشحين المحتملين للرئاسة الذين يزورون الأزهر، بعد عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وعمرو موسى. وفيما قال علماء دين إن الأزهر أبوابه مفتوحة لمختلف التيارات وهو بيت للمصريين جميعاً ولا يتدخل في الشأن السياسي، وصف مراقبون تحركات «البرادعي» في الفترة الأخيرة ولقاءاته مع مختلف أطياف القوي الدينية والسياسية بـ»البداية» الجديدة للالتحام مع الشارع السياسي.

وخلال اللقاء، أيد شيخ الأزهر آراء الدكتور محمد البرادعى المرشح المحتمل لرئاسة مصر والمتعلقة باحترام العقيدة والأخذ بالمسائل الدينية في الأمور الحياتية في البلاد.

وقال شيخ الأزهر «إن الحرية مقصد أساسي من مقاصد الشريعة، والأزهر يرى أن الشورى ملزمة، ويحرص كل الحرص على إتمام المسيرة الديمقراطية حتى يتسنى للشعب المصري أن يعبر عن إرادته الحرة في اختيار ممثليه وحكامه، وحتى يختار بحرية نظامه الدستوري ونهجه السياسي»، لافتاً إلى دور الأزهر أثناء ثورة «25 يناير» والذي كان متبنياً لمطالبها، داعماً لها، بل مشاركاً فيها عبر مشاركة العديد من علمائه وطلابه.

وشدد الطيب على تأكيد مبدأ المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، مضيفاً أن مشاركة الأزهر في العمل السياسي ليست جديدة وهو يقوم بذلك منذ ثورة ، وما قبل ذلك، معربا عن اتفاقه مع آراء البرادعى فيما يخص احترام العقيدة والأخذ بالمسائل الدينية في الأمور الحياتية.

من جانبه، قال الدكتور محمد البرادعى،»إن الأزهر يمكن أن يكون قوة مصر الرخوة مع الدول الإسلامية واستقلاليته ضرورة»، معلناً تأييده لوثيقة شيخ الأزهر لإصلاح مصر، ووصفها بأنها «وثيقة شاملة جامعة يمكن للقوى الوطنية الاسترشاد بها لوضع الدستور».

وطالب البرادعى بضرورة عودة الأزهر كمنارة للإسلام في مصر والعالم الإسلامي، مؤكداً أهمية استقلال الأزهر من خلال توفر موارد مالية مستقلة له وعودة الأوقاف وهيئة كبار العلماء وأن تكون دار الإفتاء جزء منه.

وقال البرادعي»أصبحنا نختلق مشاكل غير موجودة لنختلف عليها»، مشيرا إلى دعوات البعض لتطبيق شرع الله، مضيفا «إننا في الأساس نطبق شرع الله، وأن المشكلة الأساسية أننا لم نطبق المادة الثانية من الدستور وليس وجود هذه المادة هو المشكلة، فتطبيق شرع الله يحقق العدالة والمساواة، ويعود بنا إلى القيم».

من جهته، علق الدكتور هاني الصباغ أحد علماء الأزهر على لقاء البرادعي بشيخ الأزهر، قائلا لـ»الشرق الأوسط»:»إن اللقاء يؤكد أن الأزهر أبوابه مفتوحة لمختلف التيارات السياسية والدينية وهو بيت للمصريين جميعاً، ويؤكد دائماً على روابط المصريين جميعاً»، مضيفاً: «الأزهر يسعى للتقريب بين مختلف المذاهب والقوي المصرية للتقريب بين وجهات النظر»، لافتاً إلى أن الأزهر لا يتدخل في العمل السياسي، ولا في اختيار مرشح بعينه للرئاسة، فهو مؤسسة وطنية جامعة.

وفي سياق مواز، انتقد البرادعي خلال لقائه مع شباب حزب العدل، الذي تأسس عقب ثورة 25 يناير، الليلة قبل الماضية، الأوضاع التي تمر بها البلاد في المرحلة الانتقالية، وسوء الإدارة من الجميع، وغياب الأمن الملحوظ، وعبر عن استيائه من عدم استخدام قانون الطوارئ لمواجهة البلطجية، رغم أن النظام السابق كان يستخدمه، موضحاً إنه لم يرى حتى الآن خطة جدية لإعادة هيكلة الشرطة.

وقال البرادعي «إن الثورة المصرية بريئة من عدم الاستقرار، وإنها ليست السبب في تعطيل عجلة الإنتاج؛ لكن عدم وضوح الرؤية في هذه المرحلة هو السبب»، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك وثيقة تحدد المبادئ العامة للدستور لتسهل تأسيسه، وإنه لا يجب إجراء انتخابات الرئاسة قبل الدستور، حتى نحدد وظيفة الرئيس أولا، مشيراً إلى ضرورة وجود شخص يدير هذه المرحلة «مثل رئيس وزراء» حتى نخرج من هذه الفترة التي وصفها بالعشوائية.

وانتقد البرادعي الانشغال السياسي بمتابعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك عن متابعة الأهداف الحقيقة للثورة، قائلاً: «الثورة المصرية لم تقم من أجل محاكمة رموز النظام السابق فقط، وإنما من أجل العدالة الاجتماعية وتحقيق مطالب الفقراء».

وطالب البرادعى الشعب بتحمل المسئولية وعدم اختلاق مشاكل مصطنعة حول هوية مصر، مؤكداً على هوية مصر الإسلامية مدللاً على ذلك بوجود المادة الثانية من الدستور.

وقال البرادعى «إن مليونيات الوحدة الوطنية الآن هي تضييع للوقت وعلينا التركيز على التحاور للوصول لطريق يمكن للمصريين العيش فيه بسلام فمصر لديها تجانس أكبر من معظم دول العالم التي تعيش بسلام الآن».

وتخوف البرادعى من إمكانية تزوير الانتخابات البرلمانية القادمة وقال «هذا ما يجعل الاستمرار في المطالبة بالرقابة الدولية على الانتخابات ضرورة، وليس لها علاقة بسيادة الدولة فجميع الدول الديمقراطية لديها إشراف دولي؛ لكن رفضها يؤكد استمرار فكر ما قبل الثورة».

ومن جهته، أكد الناشط السياسي عمرو عبد المنعم أن لقاءات البرادعي الأخيرة تؤكد وجود تغير كبير في توجهه نحو الالتحام مع الأطياف السياسية والشارع، قائلاً لـ»الشرق الأوسط»: «إن البرادعي يسعي لتعريف نفسه من جديد، ويحاول تحسين صورته بعد حملة التشويه التي تعرض لها لكونه لا يتواجد في مصر كثيراً ولا يعرف طريق الشارع».