ميدان التحرير بالقاهرة يرفع شعار «مرفوع مؤقتا من الخدمة»

رفض مليونية جديدة به وسباق لتجميله بالتعاون بين المحافظة والجيش

TT

رفع ميدان التحرير، مسرح عمليات ثورة 25 يناير، بالعاصمة المصرية، شعار «مرفوع مؤقتا من الخدمة»، حيث بدأت محافظة القاهرة اعتبارا من أمس في إعادة تجميل وتشجير الميدان الأشهر، بعد أن فض الجيش في مستهل شهر رمضان الحالي اعتصاما استمر قرابة الشهر بالميدان، تولى على أثره الجيش والشرطة إعادة تنظيم الميدان وتسيير حركة المرور بمداخله، وفرض حراسة عليه من قبل قوات الأمن المركزي. وتجري الآن عملية تجميل الميدان على قدم وساق متضمنة إعادة تركيب الأرضيات ورش الحديقة بالمياه وإعادة زراعتها.

في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول مليونية يوم الجمعة المقبل التي دعا إليها 57 كيانا سياسيا، للتظاهر في جميع ميادين مصر تحت شعار «في حب مصر المدنية»، وأكد القائمون على المليونية أنه لا نية للاعتصام بعد المظاهرة السلمية حيث أوضح ممثلو الكيانات الداعية للمظاهرة في مؤتمر صحافي عقد أمس أن هدف المظاهرة هو التأكيد على وحدة الوطن والمطالبة بالحفاظ على مدنية الدولة، مؤكدين أن المظاهرات ستنادي أيضا بالمطالب الرئيسية للثورة وعلى رأسها إعادة هيكلة جهاز الشرطة واستقلال القضاء والإعلام والأزهر الشريف ليكون ضمانة للتدين المعتدل الذي يحافظ على مدنية الدولة، وشددوا على ضرورة وقف أعضاء الحزب الوطني عن المشاركة في الحياة السياسية لمدة دورة كاملة على الأقل، مطالبين بوقف المحاكمات العسكرية.

من جانبه، دعا الدكتور علي السلمي إلى استثناء ميدان التحرير من المظاهرات يوم الجمعة المقبل، إلا أن القوى السياسية المشاركة في المؤتمر لم تبد استجابة كاملة لدعوة نائب رئيس الوزراء، مؤكدين أن القرار سيتم اتخاذه بعد التشاور مع جميع التيارات والأحزاب والائتلافات السياسية.

وقال الشيخ محمد الشهاوي، رئيس المجلس الصوفي العالمي، إحدى القوى المزمع مشاركتها في المليونية، إن تلك المظاهرة لا تخص ولا تعبر عن الطرق الصوفية. مضيفا: «تلك المليونية تعد نوعا من خلط الدين بالسياسية واستغلال الطرق الصوفية من قبل بعض القوى السياسية، وهو ما يعد خلطا للدين بالسياسية، وهو ما يفسد الطريقة الصوفية». وتابع الشهاوي قائلا: «لا داعي لمزيد من المظاهرات فهي تؤثر على عجلة الإنتاج، ومصر بحاجة للعمل في المرحلة المقبلة». داعيا المجلس العسكري لعدم السماح بتنظيم أي مظاهرات في الفترة الراهنة، حتى تتمكن البلاد من استعادة استقرارها وهدوئها، بعد حراك سياسي استمر بشكل مكثف على مدى أكثر من ستة أشهر منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير (كانون أثان) الماضي.

وأكد الدكتور أحمد دراج عضو الجمعية الوطنية للتغيير أن هناك اتفاقا مبدئيا على عدم الاعتصام في ميدان التحرير والاكتفاء بإقامة إفطار وسحور جماعي وإقامة قداس وإنشاد صوفي. لكن الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصري أكد تمسك الطرق الصوفية بإقامة المظاهرة في ميدان التحرير وعدم نقلها لمكان آخر حتى لا يتم إسدال الستار على «جمعة الإرادة الشعبية» التي أقامها السلفيون والإخوان.

وكان أتباع الطرق الصوفية يبحثون طوال الأيام الماضية عن ميدان غير ميدان التحرير لتنظيم المليونية ردا على مظاهرة التيار السلفي يوم 29 يوليو (تموز) الماضي، بعد أن رفض الجيش إقامة أي مليونية أو احتفالية في الميدان الذي يقبع الآن تحت سيطرة أمنية محكمة من الجيش والشرطة، مما أدى إلى اقتراح بعض القوى نقل المليونية إلى ميدان عابدين أو قاعة مؤتمرات القاهرة، واقترح الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء، تنظيمها داخل قاعة المؤتمرات، لكن الداعين للمليونية رفضوا هذا الاقتراح.