وزير الخارجية اليمني: صالح كان سيوقع على المبادرة الخليجية يوم محاولة اغتياله

مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: على اليمنيين تقرير دور صالح

محتجون يمنيون يهتفون ضد نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (رويترز)
TT

كشف وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن الرئيس علي عبد الله صالح كان اتخذ قرارا بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي تقضي بنقل السلطة منه إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، في نفس اليوم الذي تعرض فيه لهجوم على جامع دار الرئاسة في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي ونقل على أثر الهجوم إلى الرياض لتلقي العلاج مع عدد من كبار قادة الدولة والحزب الحاكم، جاء ذلك في وقت تشهد العملية السياسية في اليمن نوعا من الغموض على مستوى نقل السلطة في البلاد. وأكد القربي أن الحل في اليمن لا يمكن أن يكون عسكريا، وأن أي حل لا بد أن يكون حلا سياسيا مبنيا على الحوار. وحذر القربي في حديث نقلته صحيفة «26 سبتمبر» الحكومية من أن عدم الوصول إلى توافق حول المبادرة الخليجية وجهود الأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة فإن ذلك سيؤدي إلى تفجر الموقف وقال: «لا يمكن أن يستمر هذا الموقف بهذه الطريقة إلى ما لا نهاية»، ورأى بأن لا بديل إلا الحوار والاتفاق.

وتعليقا على الأزمة اليمنية، قال مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن موقف بلاده هو أنه «على اليمنيين تقرير دور الرئيس (اليمني علي عبد الله) صالح في البلاد»، مضيفا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لن نتكهن حول تصرفات الرئيس صالح أو وضعه أو خططه المستقبلية للسفر».

كانت «الشرق الأوسط» قد نشرت، أمس، تصريحات لمصادر أميركية واسعة الاطلاع، مطلعة على الملف اليمني، ولديها روابط وثيقة بالإدارة الأميركية، قالت فيه إن صالح لن يعود إلى اليمن. وأفادت المصادر بأن هناك ضغوطا أميركية على صالح بعدم العودة إلى اليمن، إلا أن الخارجية الأميركية تشدد في تصريحاتها العلنية على أن على الشعب اليمني اتخاذ قرار السلطة في البلاد.

وبينما يعمل مسؤولون أميركيون مع عناصر من الحكومة والمعارضة اليمنية على حل أزمة الحكم في البلاد، تحرص إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على عدم الظهور بأنها هي اللاعب الأساسي في هذه الأزمة، كما أنها لا تريد أن تظهر أنها هي التي تحدد مصير حكومة اليمن الحالية أو المقبلة. وقال المسؤول الأميركي: «إن موقفنا لم يتغير، انتقال سلمي ومنتظم وفوري هو في مصلحة الشعب اليمني، ونحن نشجع كل الأطراف للتواصل في الحوار الذي يأخذ اليمن إلى الأمام بسلام».

وأكد المسؤول أن السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فيرستيان، وأعضاء السفارة في صنعاء «يواصلون لقاءاتهم مع مجموعة كبيرة ومختلفة من اليمنيين، بمن فيهم الرئيس المؤكد وأعضاء رفيعو المستوى من الحكومة، بالإضافة إلى أعضاء من المعارضة». وامتنع الناطق عن توضيح الموقف الأميركي أو دور فيرستيان في تحديد الانتقال في السلطة، قائلا: «في النهاية، الشعب اليمني عليه أن يقرر الطريق الذي يسلكه اليمن تجاه مستقبل سالم ومتحد ومستقر، لن أتكهن أو أحاول الحديث بالنيابة» عن اليمنيين.

وتقول المصادر واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط»: إن الرئيس اليمني صالح، عاد إلى اليمن أو لم يعُد «يقدر على وضع نهاية للوضع المتأزم في اليمن إذا وقع على المبادرة الخليجية». وتضيف المصادر أن الخارجية الأميركية أعلنت مرات كثيرة أنها تؤيد المبادرة الخليجية، وأن الرئيس صالح يجب أن يوقع عليها، كما أن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وقع على المبادرة، بالإضافة إلى تجمع أحزاب المعارضة.

وعن احتمال عدم توقيع صالح على المبادرة وعدم العودة إلي اليمن، قال المصدر الأميركي المطلع على الملف اليمني: «صالح شخص عنيد، ويمكن أن يفعل أي شيء. لكن لا بد للعقلاء أن يقنعوه بطريقة أو أخرى».

وبالنسبة للتطورات الأمنية فقد قتل شخص وأصيب اثنان آخران الاثنين في تجدد القصف المدفعي الذي تشنه قوات الحرس الجمهوري على بعض مناطق مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء. وقالت مصادر قبلية إن مدنيا قتل وأصيب اثنان آخران بنيران قوات الحرس الجمهوري أثناء مرورهم من طريق بالقرب من موقع الصمع العسكري بأرحب. وأضاف أن القصف مستمر بشكل متقطع من معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب وبني حشيش. وتتبادل قوات الحرس الجمهوري بشكل متقطع منذ شهرين القصف مع عدد من المسلحين القبليين من قرى مديرية أرحب، وخلف القصف نحو 150 بين قتل وجريح بينهم نساء وأطفال، بينما نزح معظم سكان تلك المناطق هربا من القذائف التي خربت عشرات المنازل وآبار المياه الارتوازية وأتلفت بعض المزارع. وفي محافظة أبين قتل 3 مسلحين متشددين وجرح 5 آخرون الاثنين في اشتباكات بين قوات من الجيش ومسلحين يسيطرون على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن حسبما نقلته وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن مصدر أمني.