محكمة تركية تأمر باعتقال 14 ضابطا بالجيش بينهم 7 جنرالات كبار

اتهمتهم بشن حملة دعائية ضد حكومة أردوغان عبر الإنترنت

TT

أصدرت محكمة تركية أمس أوامر اعتقال بحق 7 جنرالات و7 ضباط آخرين من الرتب الأقل بتهم شن حملة دعائية ضد الحكومة عبر الإنترنت. وجاءت الأوامر على خلفية مخطط مفترض للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ذات الجذور الإسلامية.

ويأتي في مقدمة المسؤولين الكبار المتهمين الجنرال نصرت تاشديلر، قائد الجيش التركي في منطقة بحر إيجه، وجرى تعيينه لتولي القيادة التعليمية بالجيش خلال الترقيات السنوية الأخيرة الأسبوع الماضي، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وجاء أمر محكمة في إسطنبول باعتقال تاشديلر ومتهمين آخرين بعد مرور 10 أيام من استقالة أكبر 4 جنرالات بالجيش التركي بسبب خلاف مع الحكومة بشأن احتجاز عسكريين ذي رتب عالية يواجهون اتهامات للقيام بانقلاب.

ويرى مراقبون أن الاستقالة المتزامنة لرئيس أركان الجيش وقيادات الأذرع العسكرية الثلاث الأخرى بمثابة نصر للحكم المدني في تركيا حيث أطاح الجيش بأربع حكومات خلال 51 عاما بالبلاد.

وتعد القضية ضد 14 ضابطا بالجيش المتهمين باستخدام الإنترنت لتقويض الحكومة ذات التوجه الإسلامي واحدة من سلسلة المؤامرات التي انكشفت في الأعوام الثلاثة الماضية.

وأفاد استطلاع للرأي نشر الشهر الماضي بأن مستوى تأييد الشعب للجيش انخفض إلى 75% مقابل 90% في الماضي بعد الكشف عن المؤامرات الأولى ضد الحكومة.

وقالت قناة «إن تي في» التلفزيونية إن المتهمين بالإضافة إلى الجنرال تاشديلر هم إسماعيل حقي بكين رئيس استخبارات الأركان العامة. وأضافت وكالة الأناضول أن بين المتهمين أيضا الجنرال المتقاعد حسن ايغجيز القائد السابق للجيش الأول، غير أنه لم ترد أنباء على الفور بشأن تنفيذ أوامر الاعتقال.

ويذكر أن نحو واحد من 10 من جنرالات الجيش محتجزون على خلفية محاولة انقلاب مفترضة أخرى في 2003 أطلق عليها اسم «عملية المطرقة» يقول مسؤولو العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان، إنه تم التخطيط لها بعد وقت قصير من وصول الحزب إلى السلطة 2002.

ويواجه المتهمون السجن بين 15 و20 عاما وإن شابت المحاكمة شكوك خطيرة حول مصداقية بعض الوثائق التي تم الاستدلال بها.

ومنذ عام 1960 أطاح الجيش، الذي يعتبر نفسه حاميا للعلمانية في البلاد، بأربع حكومات تركية كان بينها حكومة نجم الدين أربكان في عام 1997 الذي تربى رجب طيب أردوغان على أفكاره. وتخشى النخبة العلمانية في البلاد من القضاء على الجيش (حامي العلمانية) عبر سلسلة الاعتقالات، ويقول بعض العلمانيين إن تركيا إذا استمرت على هذا المنوال فإنها ستصبح مثل إيران أو العراق.