برلين تحيي الذكرى الـ50 للجدار الذي فرق بين العائلات والأصدقاء

65% من الألمان يرون أنه من المهم الاحتفاظ بتاريخ ألمانيا الشرقية سابقا

TT

تحيي برلين، السبت المقبل، الذكرى الـ50 لتشييد الجدار الذي قسم المدينة إلى شطرين طوال 28 عاما وفرق بين العائلات والأصدقاء وأصبح رمزا لانقسام أوروبا. وقد استعدت فريدا شولتس، البالغة من العمر 77 عاما، للقفز من الطابق الأول من المبنى 29 في شارع برناور، وقد تدلت ساقاها في الهواء.

وأرادت هذه السيدة المسنة العبور إلى غرب برلين، وحققت ذلك بفضل فرق الإغاثة في برلين الغربية، الذين مدوا بطانية للتخفيف من الصدمة عند وقوعها. حصل ذلك في 25 سبتمبر (أيلول) 1961. وقد التقط مصور المشهد في صورة تذكارية.

قبل شهر و12 يوما من هذه الحادثة، وبالتحديد في 13 أغسطس (آب)، بدأ النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية تشييد جدار إسمنتي تحت نوافذ منزل هذه المرأة، سمي جدار برلين.

وتجتمع مئات الشخصيات السبت بينها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في شارع فريدا شولتس لإحياء الذكرى الـ50 لتشييد ما يعتبره أهالي برلين اليوم «جدار العار».

وليل السبت الأحد من 12 إلى 13 أغسطس 1962، أعطى الزعيم الألماني الشرقي، فالتر وولبريشت، الأمر بإطلاق «عملية روز». وبدأ عشرات الآلاف من جنود ألمانيا الشرقية تشييد «جدار حماية مضاد للفاشية» في وجه ألمانيا الغربية الرأسمالية.

وأرادت السلطات الألمانية الشرقية المدعومة من موسكو وضع حد لنزوح سكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) في مناطق الاحتلال الحليفة ومنعهم من الفرار عبر برلين الغربية الرأسمالية.

وكان أكثر من 2.5 مليون شخص قد غادروا يومها ألمانيا الشرقية التي كان يبلغ عدد سكانها حينذاك 19 مليون نسمة.

وقام الجنود بقطع الطرقات وسكك الحديد المحيطة ببرلين الغربية وتلقت القطارات فجأة الأمر بالتوقف عن العمل واستيقظ أهالي برلين ليجدوا أسلاكا شائكة وسياجا وجدارا إسمنتيا في شوارعهم.

وقال مراسل الإذاعة الوطنية على بوابة برادنبورغ في وسط المدينة ذلك الصباح: «منذ الساعة الواحدة صباحا، يحفر الجنود خندقا يبلغ عمقه وعرضه نصف متر».

واستنكر رئيس بلدية برلين، فيلي برانت، الذي أصبح فيما بعد مستشار ألمانيا الغربية، بشدة، قرار ألمانيا الشرقية.

وصرح في 13 أغسطس: «أمام أعين المجتمع الدولي تتهم برلين مقسمي المدينة بارتكاب جريمة ضد القانون الدولي وضد البشرية». وشيد الجدار على ارتفاع 3.6 متر وضم 302 برج مراقبة وامتد على طول 155 كيلومترا، 43 منها قسمت المدينة إلى شطرين. وبين عامي 1961 و1989، حاول أكثر من 100 ألف شخص الهرب من ألمانيا الديمقراطية بعبور الحدود بين ألمانيا الشرقية والغربية أو جدار برلين. ونجح أكثر من 5 آلاف في الهرب من برلين الغربية، بينما قتل 136 شخصا على الأقل عند أسفل الجدار.

وسقط الجدار بعد 28 عاما وشهرين و27 يوما مع انهيار الاتحاد السوفياتي، فاجتمع أهالي برلين من جديد كما انفصلوا في 13 أغسطس 1961 والدموع تملأ أعينهم.

إلى ذلك، كشف استطلاع حديث للرأي عن أن 65% من الألمان يرون أنه من المهم جدا الاحتفاظ بتاريخ ألمانيا الشرقية سابقا في الذاكرة وإحياء ذكرى ضحايا نظام حزب الوحدة الاشتراكي الألماني الحاكم آنذاك.