مسؤول إسرائيلي يتهم أوروبا بتشجيع الفلسطينيين على التهرب من المفاوضات

التقى 27 دبلوماسيا في واقعة تحولت إلى «حادثة دبلوماسية محرجة»

TT

شكا 3 دبلوماسيين أوروبيين من التعامل الفظ والمتغطرس لرئيس مجلس الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، الجنرال يعقوب عاميدرور، الذي التقاهم لكي يطلعهم على المواقف الرسمية من المبادرة الفلسطينية للاعتراف بفلسطين دولة على حدود 1967 وقبولها عضوا في الأمم المتحدة. وقالوا إن عاميدرور راح يوبخهم على مواقف بلدانهم ويتهمهم بتشجيع الفلسطينيين على التهرب من مفاوضات السلام.

وقال الدبلوماسيون الثلاثة: إن عاميدرور جعل من لقاء دبلوماسي عادي «حادثة دبلوماسية محرجة» لإسرائيل، وخطابه كان «هجوميا ومتعاليا ومتغطرسا».

كان عاميدرور قد دُعي لتقديم استعراض سياسي أمني أمام 27 سفيرا من سفراء الاتحاد الأوروبي، في 14 يوليو (تموز) الماضي، بعد أن أغرقتهم وزارة الخارجية الإسرائيلية بالبيانات التي تحتج على مواقف أوروبا في اجتماع الرباعية الدولية في واشنطن. وحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن 3 دبلوماسيين ممن حضروا اللقاء شكوا أمام مراسلها من أن عاميدرور اتبع أسلوبا حديثا فظا جدا معهم، وأن السفراء شعروا بالإهانة لمشاركتهم بما وصفوه بأنه «توبيخ للاتحاد الأوروبي». وأضافت: إن الانتقادات الحادة التي أطلقها عاميدرور وأسلوبه في الحديث مع السفراء قد صدمت الدبلوماسيين في دول أوروبية مركزية، وقاموا بإرسال رسائل إلى عواصم بلادهم تحدثوا فيها موسعا عن «هجوم عاميدرور الفظ».

وبحسب أحد الدبلوماسيين، فقد تحدث المستشار الأمني الإسرائيلي بـ«عنف وتعالٍ وغطرسة». وقال آخر: «إن لهجته كانت هجومية»، في حين قال ثالث: «إن بيانات عاميدرور ليست جديدة، لكن أسلوبه كان هجوميا وواعظا.. من الممكن توجيه انتقادات، لكن على الأقل بأدب».

وتبين أن المسؤول الإسرائيلي اتهم الاتحاد الأوروبي بالتحيز الدائم لمواقف الفلسطينيين وتفضيلها على مواقف إسرائيل. وتساءل: «لماذا لا توجهون انتقادات للفلسطينيين؟». وقال: «إن الاتحاد الأوروبي، كمجموعة، غير قادر على اتخاذ موقف متوازن بين الفلسطينيين وإسرائيل». و«لا يمكنكم اتهام إسرائيل بكل شيء»، و«إذا لم يغير الاتحاد الأوروبي موقفه ولا يضغط على الفلسطينيين فإن المفاوضات لن تتجدد».

وهاجم عاميدرور الموقف الذي عرضته وزيرة خارجية الاتحاد، كاثرين أشتون، في لقاء الرباعية الدولية، الذي كان قد عقد في 11 يوليو، الذي عارضت فيه نص بيان اقترحته الولايات المتحدة وتضمن التعبير «إسرائيل دولة يهودية»، ورفض أن تكون الحدود الدائمة بين إسرائيل وفلسطين قاعدة حدود 67. وقال أيضا: «إن سياسة الاتحاد الأوروبي تشجع الفلسطينيين على عدم العودة إلى المفاوضات، وإنما إلى التوجه إلى الأمم المتحدة». وقام عاميدرور بتقسيم خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى قسمين: جيد للفلسطينيين وجيد لإسرائيل. وبحسبه فإن الاتحاد الأوروبي «يدعم الجزء الجيد للفلسطينيين من خطاب أوباما، وليس القسم الجيد لإسرائيل».. وراح يوجههم: «عليكم أن تتحدثوا أكثر مثل هيلاري كلينتون، وأقل مثل سيرغي لافروف».

ومع أن عاميدرور اعتذر عن لهجته الهجومية لعدد من السفراء الذين أسمعوه انتقاداتهم، فإن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي دافع عنه لدى تسرب الحادثة إلى الصحافة، ونفى أن يكون عاميدرور قد أهان السفراء، ونفى ما نسب إليه بشأن كلينتون ولافروف، وقال إن عاميدرور يقيم علاقات جيدة مع السفراء حتى اليوم.