لجنة برلمانية تؤكد اختراقا إيرانيا بعمق 20 كيلومترا للأراضي العراقية

جلسة استثنائية للبرلمان الكردستاني لمناقشة القصف الإيراني

جانب من جلسة البرلمان الكردستاني أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قدمت لجنة الداخلية والأمن التابعة للبرلمان الكردستاني أمس تقريرا أشارت فيه إلى أنه «من خلال الجولة الميدانية التي قامت بها إلى المناطق الحدودية تأكدت من وجود اختراق إيراني من قبل القوات الإيرانية بعمق 20 كيلومترا داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان، وأن الهجمات الإيرانية ألحقت أضرارا بليغة بسكان المنطقة، ولم ترصد اللجنة البرلمانية أي تواجد لمقاتلين أو مقرات تابعة لحزب بيجاك الإيراني المعارض».

ودعت اللجنة البرلمانين العراقي والكردستاني إلى «العمل الجدي والسريع من أجل وقف الاعتداءات الإيرانية، وأن ترسل حكومة الإقليم فرق طوارئ لمساعدة سكان المنطقة وحصر الأضرار بممتلكات المواطنين هناك».

وعقد البرلمان الكردستاني أمس جلسة استثنائية لبحث تداعيات القصف الإيراني بناء على دعوة 38 من أعضاء البرلمان وهي الدعوة التي حققت النصاب القانوني لعقد الجلسات الطارئة، وتباحث أعضاء البرلمان في جميع الجوانب السلبية لعمليات القصف المدفعي التي بدأتها قوات الجيش الإيراني منذ عدة أسابيع ولم تتوقف لحد الآن، حيث عاودت المدفعية الإيرانية أمس وفي تحد واضح لعقد الجلسة البرلمانية قصفها المدفعي المركز لمنطقة «ويزة» التابعة لقضاء جومان الحدوي بعد توقف دام خمسة أيام.

وفي بداية الجلسة تحدث كمال كركوكي رئيس البرلمان عن الأضرار البالغة التي لحقت بالمواطنين الساكنين في القرى الحدودية ومقتل عدد منهم، وإحراق مئات الدونمات من الأراضي الزراعية وبساتين المزارعين هناك، وكذلك المعاناة الإنسانية للسكان المهجرين من هناك. وأعرب رئيس البرلمان عن «إدانته وقلقه البالغ لاستمرار العمليات العسكرية الجارية على الحدود».

وحول الانتقادات الإعلامية التي وجهت إلى رئاسة البرلمان بسكوتها طوال الفترة السابقة وعدم اتخاذ موقف واضح من التهديدات الإيرانية المتكررة، قال كركوكي «للأسف وجهت بعض وسائل الإعلام انتقادات شديدة إلى رئاسة البرلمان لما وصفته بالتخاذل وعدم اتخاذ مواقف صريحة تجاه تلك التهديدات الإيرانية، ولكن ذلك غير صحيح، حيث إن رئاسة البرلمان كانت على اتصال دائم مع رئاسة الجمهورية العراقية ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية العراقية للعمل الجدي لمعالجة الوضع على الحدود، أما على الصعيد الداخلي فقد تباحثنا مع رئاسة الإقليم والحكومة من أجل الدفع نحو معالجة هذه الأوضاع الكارثية على الحدود، إلى جانب ذلك التقينا بالمسؤولين في القنصلية الإيرانية في الإقليم وأبلغناهم قلقنا وإدانتنا الشديدة لتكرار عمليات القصف واستهداف المدنيين العزل، وأوضحنا لهم أننا في الوقت الذي نرفض فيه تماما أي نشاطات عسكرية إيرانية داخل حدود الإقليم، فإننا نؤكد احترامنا لعلاقات حسن الجوار مع إيران والتزامنا بأمن الحدود، وأننا لن نسمح لأية جهة كانت أن تستخدم أراضي الإقليم منطلقا للهجوم على دول الجوار».

وشهدت الجلسة الاستثنائية مناقشات مطولة حول تقارير اللجان الداخلية والبيشمركة وحقوق الإنسان، إلى جانب التقرير المقدم من قبل اللجنة البرلمانية التي تشكلت لمتابعة الوضع ميدانيا، وتحدث أكثر من 40 نائبا برلمانيا حول تلك العمليات وأدانوها بشدة، ويتوقع أن يجتمع البرلمان اليوم لمواصلة الجلسة والخروج بموقف واضح تجاه التهديدات الإيرانية للسكان المدنيين قرب الحدود الدولية المشتركة.