فعاليات سياسية عربية وإسلامية ودولية تشيد بكلمة خادم الحرمين الشريفين للشعب السوري

ميقاتي وصفها بـ«الحكيمة» والحريري اعتبرها منعطفا في مسار الأحداث

TT

ثمن عدد من الفعاليات والمنظمات الإسلامية والخليجية والدولية الكلمة التاريخية، التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الليلة قبل الماضية، لأشقائه في سوريا، فقد أشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بالموقف الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين، ووصفه بـ«الحكيم»، وقال في تصريح له أمس «إن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى وقف العنف وإراقة الدماء وإلى الإسراع في الإصلاحات المنشودة من شأنها النأي بسوريا عن المزيد من دورات العنف وتحقيق أماني الشعب السوري الشقيق».

من جانبه، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، بالكلمة وما تضمنته من دعوة صادقة ومخلصة لوقف نزيف الدم، والبدء في إصلاحات شاملة وسريعة في هذا البلد، وقال «إن خادم الحرمين الشريفين بهذا الموقف القومي المشرف والشجاع عبر عن الرفض القاطع لإراقة الدماء في سوريا، وتواصل سقوط القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري، مبرهنا بأنه دائما ما يعبر بلسان جميع الشعوب العربية والإسلامية، التي يعتصرها الألم والحزن، لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية الصعبة، التي يعيشها هذا الشعب العزيز».

وأضاف الدكتور الزياني أن «الدعوة الصادقة التي وجهها خادم الحرمين لتغليب الحكمة والعقل فرضتها المسؤولية القومية والإسلامية التي يتحملها الملك عبد الله كزعيم عرف بمواقفه العروبية والإسلامية المخلصة، وسعيه الدائم لتحقيق كل ما فيه الخير والعزة والكرامة للشعوب العربية والإسلامية وكقائد حكيم نذر نفسه لكل عمل خير يحمي مصالح الأمة ويجمع كلمتها ويوحد جهودها»، وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين يؤكد في هذه الدعوة بكل وضوح حرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وضرورة وقف العنف وحقن الدماء الزكية، والعمل لكل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب السوري في الإصلاح والتقدم. فيما رحب من جهته نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بالمواقف العربية الداعمة لحقوق الشعب السوري.

وقال خدام في حديث إذاعي أمس «لا شك أن الكلمة التي وجهها الليلة (قبل) الماضية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لأشقائه في سوريا كانت بمثابة إطلاق شرارة التحرك العربي باتجاه دعم الشعب السوري وإنقاذه من الجرائم التي يتعرض لها».

بينما قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها للأشقاء في سوريا «شكلت منعطفا في مسار الأحداث في سوريا». وأوضح الحريري، في بيان له أمس، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تعبر عن رؤية حازمة «لن تترك سوريا في مهب الريح».

ورأى سعد الحريري «أن الكلمة أتت في لحظة مفصلية من هذه التطورات، ليتوج الموقف العربي برؤية صادقة وحازمة، أطلقت التحذير من مخاطر الاستمرار في أعمال العنف وإراقة الدماء والانجرار نحو الفوضى، وأعلنت من موقع القيادة العربية المسؤولة والحكيمة أن المملكة العربية السعودية لن تترك سوريا وشعبها في مهب الريح».

وأضاف في بيانه «من الطبيعي لكلمة خادم الحرمين الشريفين أن تتصدر المواقف العربية والإقليمية والدولية، وأن تشكل منعطفا في مسار الأحداث التي تجري في سوريا، وأن تقول لكل العالم إن لسوريا أشقاء لها عليهم حق الرعاية والتضامن والأخوة».

كذلك نوه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز بما جاء في كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز وموقف السعودية تجاه ما يحصل في سوريا، إضافة إلى تصريحات الكثير من الجهات في العالم العربي، لا سيما الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. جاء ذلك خلال لقائه في لبنان أمس الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، حيث بحث الجانبان التطورات السياسية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.

وفي مكة المكرمة، أشادت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بالكلمة.

وجاء في بيان أصدره الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، أمين عام الرابطة، وصف خلاله كلمة خادم الحرمين بأنها «رؤية حكيمة، وغيرة إنسانية مخلصة، أكدت حرص المملكة العربية السعودية على تحكيم العقل والإصلاح الذي يحقق الكرامة والعزة لسوريا وشعبها»، وأن هذا نهج قادة المملكة وحرصهم على أمن واستقرار البلاد العربية والإسلامية، ومعالجة مشكلاتها بالوسائل الصحيحة المنطلقة من هدي الإسلام.

وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة إذ تؤكد على ما دعا إليه خادم الحرمين فإنها تؤكد أهمية بذل المساعي العربية والإسلامية لإنقاذ سوريا وشعبها مما حذر منه خادم الحرمين، مبينا أن رابطة العالم الإسلامي ترى فيما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين من رؤى ثاقبة نهجا عمليا، وهو ما أكد عليه المؤتمر العالمي الذي عقدته الرابطة في شهر شعبان الماضي بعنوان: «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول»، الذي شارك فيه لفيف كبير من العلماء وقادة الرأي فيها، ودرسوا المشكلات التي تواجه بعض شعوب الأمة، وبينوا الحلول الإسلامية لها، مشددين على النهج الإسلامي في الإصلاح.

وأضاف أن المؤتمر أكد أهمية تبوؤ العلماء مكانتهم الرفيعة في الأمة، والقيام بواجبهم في التصدي للأزمات الراهنة، بتبيان الموقف الشرعي في المستجدات، وتقديم النصح والتوجيه.

وطالب الدكتور التركي علماء سوريا بالقيام بمهمتهم في بيان الحق، وبيان حرمة الدم المسلم، التي أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، داعيا العلماء إلى تقديم النصح بالأخذ بالحلول الشرعية للمشكلات.