تحقيق في قطع جندي بريطاني أصبع مقاتل من طالبان

السجن 3 سنوات لجندي أميركي اعترف بقتل مدنيين أفغان للتسلية

TT

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أنها تحقق في معلومات مفادها أن جنديا بريطانيا قطع أصابع متمردين من طالبان قتلوا في معارك في أفغانستان للاحتفاظ بها كـ«تذكار». وصرح متحدث باسم الوزارة «نعلم بهذه الادعاءات ونجري تحقيقا» في الأمر.وذكرت صحيفة «ذي صن» أمس أن جنديا ينتمي إلى الكتيبة الخامسة في الفوج الملكي الاسكوتلندي قد يكون مارس هذه التجاوزات عندما كان يخدم في ولاية هلمند (جنوب) أحد معاقل طالبان.

ونقلت الصحيفة عن مصدر لم يكشف اسمه «يبدو أنه قطع أصابع لمتمردين من طالبان قتلوا في معارك». وأضاف المصدر «تقول الشائعات إن الجندي كان يريد الاحتفاظ بها (الأصابع) كتذكار» مشيرا إلى أن هذه القضية «أثارت صدمة في صفوف الكتيبة».

وبحسب الصحيفة عاد الجندي الذي كان يقوم بأول مهمة له في أفغانستان، إلى بريطانيا هذه السنة وفتح الجيش تحقيقا بحقه. وقد يكون الجندي الوحيد الذي قام بهذه الممارسات. وتنشر بريطانيا كتيبة قوامها 9500 جندي في أفغانستان في إطار قوة ايساف التابعة لحلف شمال الأطلسي، هي الأهم بعد الكتيبة الأميركية.

وفي قاعدة لويس ماكهورد العسكرية (الولايات المتحدة) حكمت محكمة عسكرية أميركية أول من أمس بالسجن ثلاث سنوات على أحد خمسة جنود أميركيين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين أفغان بقصد التسلية مطلع العام الماضي.

وكان آدم سي وينفيلد (23 عاما) وهو من فلوريدا ملاحقا بتهمة القتل العمد والتآمر بهدف القتل.

لكن خلال محاكمته الجمعة أمام محكمة عسكرية في قاعدة لويس ماكهورد قرب سياتل في ولاية واشنطن (غرب) اعترف بواحدة من التهم الموجهة إليه، القتل غير العمد، وهي الأقل خطورة مقابل شهادته ضد الجنود الآخرين في وحدته.

وقد خفضت رتبته العسكرية وحرم من معاشه وطرد بسبب سوء السلوك. وكان يمكن أن يحكم عليه بالسجن 17 عاما. وستخصم الأشهر الـ17 التي أمضاها في السجن منذ توقيفه من العقوبة، لذلك يمكنه الخروج بعد عام ونصف العام.

وحكم في مارس (آذار) الماضي على جندي آخر في الوحدة نفسها هو الكابورال جيريمي مورلوك بالسجن 24 عاما. أما قائد المجموعة السرجنت كالفن غيبس فسيمثل أمام المحكمة العسكرية الخريف المقبل.

والوحدة المعروفة باسم «كتيبة سترايكر» كانت تعمل في محافظة قندهار عند مقتل المدنيين. وتمت ملاحقة خمسة جنود بتهمة القتل وسبعة آخرين بتهمة التغطية على جرائم قتل.

واتهم الجنود الخمسة أيضا ببتر أطراف بعض الجثث والاحتفاظ بأشلاء والتقاط صور إلى جانب الجثث وتناول حشيشة الكيف. ويعتقد أيضا أنهم انهالوا بالضرب على جندي كشف ممارستهم إلى قيادته.

وكان الكابورال مورلوك الشاهد الرئيسي في هذه القضية لأنه قاد المحققين إلى «الغنائم» التي انتزعت من جثث الضحايا. وقد احتفظ الجنود بأصابع وعظام للضحايا.

ووينفيلد الذي استجوبه القاضي العسكري ديفيد كون، كان ملاحقا أيضا بتهمة تعاطي المخدرات. وقد أقر بأنه كان يدرك أنه يرتكب جريمة عند قتله المدنيين لكنه لم يكن قادرا على منع ذلك.

وقال «كان علي منع وقوع الجريمة. كانت لدي خيارات كثيرة في ذلك اليوم، لكنني لم افعل ذلك لأنني كنت أشعر بالخوف».

وتابع أن السرجنت غيبس هدده بالقتل إذا كشف الأمر لأي شخص.

وأكد ايريك مونتالفو محامي وينفيلد خلال الجلسة أن تكرار جرائم القتل وانتشار المخدرات في الكتيبة يدل على غياب القيادة في لوحدة التي ترك أفرادها من دون سلطة. إلا أنه عبر عن ارتياحه للحكم. وقال إن «الحكومة اعترفت في نهاية المطاف بان آدم وينفيلد ليس همجيا مثل السرجنت غيبس». وخلال جلسات الاستجواب والتحقيقات التي أجرتها السلطات العسكرية، أكد وينفيلد أنه ابلغ والده كريستوفر وينفيلد بما يحدث في كتيبته. ويبدو أن الأب ـبلغ السلطات بذلك لكن من دون جدوى. وقال سرجنت في قاعدة لويس ماكهورد التي تتبع لها الكتيبة إنه لا يمكن فعل أي شيء. وكان مورلوك أقر بأنه قتل أو ساعد في قتل ثلاثة رجال خلال مهمة في ولاية قندهار (جنوب)، وبأنه زرع حول جثثهم أسلحة أفغانية للإيحاء بأنهم مقاتلون أعداء.

وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان تم إطلاق النار عن طريق الخطأ قال مورلوك في المحكمة من دون تردد «هدفنا كان القتل». وقدم العسكري تفاصيل عن أول عملية قتل وقال إنه عندما كان يقوم بدورية مع جندي آخر تقدم أفغاني باتجاههما فاختبآ وراء جدار وألقى مورلوك قنبلة يدوية للإيحاء بأن الأفغاني رماها فأطلق زميله النار على الرجل بحسب سيناريو الدفاع عن النفس. ووافق مورلوك على الاعتراف بالتهم الموجهة إليه خلال محاكمته، ما سيؤدي بحسب إجراءات المحكمة العسكرية، إلى تقصير المناقشات والانتقال إلى الحكم مباشرة.

ونشرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في مارس (آذار) ثلاث صور للمتهمين مع ضحاياهم. وفي إحدى الصور يقف مورلوك أمام جثة رجل ممسكا برأسه من الشعر.

واعتذر الجيش الأميركي رسميا على «المعاناة» التي سببتها الصور الملتقطة وممارسات الجنود. وقال في بيان إن التصرفات التي تكشفها هذه الصور «تثير اشمئزازنا كبشر وهي مخالفة لمبادئ وقيم جيش الولايات المتحدة».

وأضاف أن «الصور تتناقض مع الانضباط والاحتراف والاحترام التي لطالما اتسم بها سلوك جنودنا خلال عشر سنوات من العمليات» في أفغانستان.