بعد السعودية.. الكويت والبحرين تستدعيان سفيريهما من دمشق للتشاور

كلينتون تحمل داود أوغلو رسالة إلى الأسد * واشنطن تشدد على أهمية «إعادة عناصر الجيش إلى الثكنات» * الحريري: ما يحدث في سوريا «مجزرة مفتوحة»

دبابات و بعض آثار الدمار في دوار البحرة - حماة
TT

لحقت الكويت والبحرين بالسعودية واستدعت العاصمتان سفيريهما لدى سوريا للتشاور، وفقا لما ذكرته وكالتا أنباء البلدين أمس.

وأشارت الكويت إلى أنه يتوقع أن يعود سفيرها من دمشق في غضون 48 ساعة، وفقا لما صرح به وزير الخارجية الكويتي، الشيخ محمد الصباح أمس. وقال الصباح للصحافيين إن أحداث سوريا ستكون مدرجة على رأس قائمة المحادثات التي سيجريها وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية المقبل. وفي المنامة، أعلن وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن «مملكة البحرين قررت استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور». وقال إن «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور وتؤكد على أهمية انتهاج الحكمة».

ويأتي هذا بعد وقت قصير على إعلان خادم الحرمين الشريفين استدعاء سفير بلاده من دمشق، احتجاجا على التطورات التي تشهدها سوريا. وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز «إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية». وأضاف أنه يتعين على سوريا «إيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان».

من جهته دعا رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري الحكومة الحالية إلى إعادة النظر في «الالتحاق الكامل» بالنظام السوري، والنأي بنفسها عن «القمع» الذي يتعرض له الشعب في سوريا، واصفا ما يجري فيها بـ«المجزرة المفتوحة»، وقال الحريري في بيان «إن ألف باء العلاقات الأخوية المميزة مع سوريا، يقتضي في هذه اللحظة الاستثنائية من تاريخ المنطقة أن يعبر اللبنانيون، بكل مواقعهم الرسمية والسياسية والروحية والثقافية، عن تضامنهم مع الشعب السوري الشقيق، في المحنة التي يتعرض لها».

إلى ذلك جددت الولايات المتحدة مطالبتها للنظام السوري بوقف المواجهات العسكرية في البلاد، مشددة على أهمية «إعادة عناصر الجيش إلى الثكنات» بحسب تصريح من وزارة الخارجية الأميركية. وبينما تكرر واشنطن إدانتها لقمع المتظاهرين في سوريا، تبذل جهودا وراء الكواليس لبناء ائتلاف من دول مهتمة بالشأن السوري للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتجد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسها في مواجهة أزمة متفاقمة في سوريا مع خيارات قليلة، مما يدفعها إلى تصعيد تعاونها مع الدول ذات التأثير المباشر على سوريا. وعلى رأس لائحة تلك الدول تركيا، حليف واشنطن في حلف الشمال الأطلسي «الناتو» والمتعاونة معها في ملفات عدة أساسية. واتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بنظيرها التركي أحمد داود أوغلو عشية توجهه إلى سوريا لبحث آخر المستجدات في سوريا.

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، أن كلينتون «شكرت وزير الخارجية لقبوله السفر إلى سوريا ولدور تركيا في معالجة هذه الأزمة». وأضاف في بيان صدر مساء أول من أمس أن كلينتون «رحبت بنية وزير الخارجية توصيل رسائل من الرئيس التركي ورئيس الوزراء حول قمع الحكومة السورية للمتظاهرين السلميين». وحملت كلينتون داود أوغلو رسالة من واشنطن نفسها وهي أن «على سوريا إعادة عناصر الجيش إلى الثكنات فورا وإطلاق جميع المعتقلين المعنيين»، أي المتظاهرين والمعتقلين السياسيين. وقال تونر إن كلينتون طلبت من نظيرها التركي إعادة التأكيد على هذه الرسائل، كما أنها «بحثت الدعم الأميركي للانتقال إلى الديمقراطية في سوريا». ومن جهة أخرى، تراقب الولايات المتحدة بتمعن الخطوات التي تقوم بها عواصم عربية للتعامل مع الأزمة السورية. وكان هناك اهتمام بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجه للشعب السوري والمطالب بوقف القتال، بالإضافة إلى اهتمام بسحب السفراء من قبل دول خليجية عدة. ويذكر أن إدارة أوباما نفسها حرصت على إبقاء سفيرها في دمشق روبرت فورد، بعد إجراء مشاورات معه في واشنطن الأسبوع الماضي. وقال تونر إن فورد «يواصل مهامه كسفير وسيبقى متواصلا مع الحكومة السورية لتوضيح أهمية كف نظام الأسد عن قمع الشعب السوري، وسيبقى متواصلا مع الشعب السوري». وأفاد بيان وزارة الخارجية الأميركية أن كلينتون وداود أوغلو «رحبا ببيان جامعة الدول العربية المندد بالعنف المتواصل والعمليات الأمنية ضد المتظاهرين السلميين في سوريا بالإضافة إلى البيان من مجلس التعاون الخليجي». ومن جهة أخرى، أفادت تقارير إخبارية أميركية أمس أن مسؤول ملف مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل في وزارة الخارجية الأميركية فريد هوف توجه إلى تركيا لإجراء مشاورات مع المسؤولين الأتراك هناك. وهوف هو من أكثر المسؤولين الأميركيين اطلاعا على الملف السوري وقد زار سوريا مرات عدة خلال السنوات الماضية، بشكل رسمي وغير رسمي.

وبينما تراجع عمل هوف على ملف السلام مع تعقد ذلك الملف خلال الأشهر الماضية، إلا أنه أصبح منشغلا بالتطورات في سوريا منذ اندلاع التظاهرات فيها. وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن تحديد أسباب زيارة هوف إلى أنقرة، خاصة أن هوف عمد منذ توليه منصبه الإبقاء بعيدا عن التصريحات الإعلامية.