«مدونو» الثورة المصرية ينتقدون احداث الشغب في لندن

مدونة لمثير الشغب: «أنت لا تنهب لتعترض على قتل شاب.. وإنما تستخدم مقتله للنهب»

شرطي وكلبه يتجه نحو سيارة تحترق في وسط بيرمينغهام بوسط بريطانيا (رويترز)
TT

انتقم المصريون والتونسيون لمقتل خالد سعيد ومحمد البوعزيزي بالإطاحة بأنظمتهم القمعية سلميا دون القيام بسرقة مشغلات «دي في دي».

وقام مدونون مصريون تابعوا أحداث الشغب في لندن مباشرة على شاشات التلفزيون، بالنقاش حول أسباب الاشتباكات العنيفة بين الشباب والشرطة مع استمرار أعمال الشغب في العاصمة البريطانية لليلة الثالثة، والتي ذكّرت بعضا منهم بمعاركهم الضارية في شوارع القاهرة قبل أشهر.

وأشار دان ريفيرز، مراسل قناة الـ«سي إن إن»، بعد دقائق من إجباره على البقاء خلف خطوط الشرطة - وذلك في الوقت الذي تم إلقاء الزجاجات عليه وعلى المصور التابع له في حي بيكام جنوب لندن - إلى أن أحداث الشغب اكتسبت زخما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد ريفيرز على أن ديناميكية هذه الأحداث تذكره بالمظاهرات التي وقعت وانتشرت عبر مدن في الشرق الأوسط بداية العام الحالي.

وعلقت مدونة مصرية وناشطة، تكتب تحت اسم زنوبيا، أثناء مشاهدتها لتقرير ريفيرز من بيكام أن «مراسل الـ(سي إن إن) في لندن يتصرف كما لو أنه في منطقة حرب». وبعد دقائق أضافت «يا إلهي إنهم يقومون بمهاجمة طاقم عمل الـ(سي إن إن) في لندن على الهواء». وفي محاولة لمعرفة ما يحدث من ضرر طلبت زنوبيا، التي شاركت في المظاهرات التي أجبرت الرئيس المصري السابق حسني مبارك على التنحي، من متابعيها على موقع «تويتر» أن يقوموا بشرح ما يحدث.

وذكرت مذيعة براديو القاهرة، تكتب تحت اسم «لينا نايل إف إم»: «اندلعت المظاهرات في شمال لندن عقب إطلاق نيران من قبل الشرطة. وكانت المظاهرات قد بدأت بصورة سلمية ثم تحولت إلى أعمال عنف من خلال إضرام النيران في السيارات والمباني». وخلال تنقل زنوبيا بين محطات الـ«سي إن إن» و«الجزيرة» التي تغطي مظاهرات لندن، كتبت «حقا لا أدري لماذا يضرم المتظاهرون النيران في المتاجر والبيوت».

وقبل أن يخبر ريفيرز مشاهدي الـ«سي إن إن» أن مثيري الشغب في لندن مهتمون بالنهب أكثر من التظاهر، كانت زنوبيا قد قامت بكتابة ملاحظة مشابهة من مسافة تبعد كثيرا عن هذا المراسل حيث قالت «أنا آسفة، لكنك لا تنهب لكي تعترض على قتل أحد الشباب، وإنما تستخدم مقتله للنهب».

وتبنى مصعب الشيمي، مدون آخر بالقاهرة وناشط أسهم في حركة المظاهرات في مصر، وجهة نظر مماثلة عما يحدث الآن في لندن، حيث كتب على موقع «تويتر»: «إن النيران تأكل المباني وتتعرض المتاجر للنهب، فيما يهتف العديد من النشطاء واصفين ما يحدث بالثورة».

وبعد نشر صور توضح محل إلكترونيات في لندن تعرض للنهب، أضاف المدون المصري «رغم أن وحشية الشرطة هي التي أدت إلى اندلاع الثورات في مصر وتونس، فإن المصريين والتونسيين انتقموا لمقتل خالد سعيد ومحمد البوعزيزي من خلال مظاهرات سلمية أطاحت بالأنظمة القاتلة لا بسرقة أجهزة دي في دي».

بعد ذلك، قامت مدونة وناشطة أخرى تدعى نورا شلبي بنهره، وذلك لقيامه بتبسيط أعمال الشغب في لندن، وقالت «يا أستاذ مصعب، تذكر أن البلطجية في مصر الذين قاموا بالهجوم على المتظاهرين بتحريض من نظام حسني مبارك لم تكن لهم علاقة بالثورة، وقام الشعب بإيقافهم. تحتاج لندن إلى القيام بالأمر نفسه». وبعد برهة قالت نورا «أنا لا أشجع أعمال النهب أو إشعال الحرائق، لكن عندما تقوم بتهميش مجتمع لعقود طويلة، فعليك أن تتوقع حدوث أمر مماثل».

وقال علاء عبد الفتاح، مدون مصري بارز، كان قد تحدث بوضوح عن كراهيته لإفلات ضباط الشرطة المصريين من العقاب في عمليات القتل التي حدثت في الماضي «يبدو أن هذا يحدث على نحو دوري في أوروبا، حيث تقوم الشرطة بقتل ولد مسكين وتندلع أعمال الشغب، وبعد ساعات لا يتحدث أحد عن القتلة من رجال الشرطة وإنما عمن قاموا بالنهب». وبعد فترة قصيرة، أضاف «عندما يكون هناك عمل غير عادل تقوم به الدولة ضد مجتمع مهمش بالفعل علينا أن نتوقع حدوث أزمة».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»