رواتب اللاعبين الضخمة تهدد بأزمة في الدوري الإنجليزي

40 ألف جنيه أسبوعيا تثير السخرية

TT

يعتقد البعض أن كرة القدم الإنجليزية قد استقرت واكتسبت نوعا من التجانس، لكن تعود الأوضاع إلى الاشتعال مرة أخرى. ويرى باري ماكينتوش، الذي يعمل وكيلا للاعب ترانكويلو بارنيتا أن عرض 40000 جنيه إسترليني في الأسبوع على اللاعب كان أمرا «مثيرا للضحك». وأن مثل هذا العرض يجعل من المستحيل بالنسبة للاعب الوسط السويسري أن ينضم إلى نادي نيوكاسل يونايتد بمثل هذا المبلغ المثير للسخرية.

تستنتج ذلك عندما تعلم أنك، لكي تحصل على لاعبين أكثر كفاءة على الساحة الدولية، فإن الأندية الفاحشة الثراء تدفع لهم رواتب الآن تقترب من ربع مليون جنيه إسترليني أسبوعيا، وهو ما يدفعه مانشستر سيتي لسيرجيو أغويرو. هذا الثراء الفاحش لأندية القمة كان السمة المميزة للدوري الإنجليزي منذ توقيع اتفاق أعضائه المؤسسين قبل 20 عاما، والذي تبعه اتفاق سكاي الذي بدأ مع بداية الموسم الثاني عشر فيما بعد. والآن باتت الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الدوري مثار حسد حول العالم، خاصة من منافسين كانوا يحتلون الصدارة في السابق والذين بدأوا في الوقت الراهن يعيدون حساباتهم والنواحي التي أخطأوا فيها. وتقف إسبانيا وحدها - التي يحمل منتخبها الوطني لقب أبطال أوروبا والعالم والذي يفتخر الدوري فيها بوجود ناديين بالغي الشهرة به يضمان لاعبين يتقاضون أيضا 250000 جنيه إسترليني أسبوعيا ـ كحصن ضد القوة الإنجليزية.

ويكفيك على سبيل المثال النظر إلى دوري الدرجة الأولى في إيطاليا. قال أدريانو غالياني، الذي يدير نادي ميلان نيابة عن سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي، في مقابلة «تراجعت الكرة الإيطالية من مطعم خمسة نجوم إلى المطاعم الشعبية. وهو حكم صادم بما يكفي لا شك في ذلك. لكن غالياني قدم إهانة أخيرة بالقول: «إذا واصلنا العمل هكذا فسوف يصل بنا الحال إلى ما وصل إليه الفرنسيون، الفرنسيون الذين وقعوا عقدا تلفزيونيا مغريا مع الجزيرة في الوقت الذي ضخت فيه شركة قطر للاستثمارات الرياضية مبالغ مالية ضخمة في نادي باريس سان جيرمان».

ويقول غيرارد هولييه، مدرب ليفربول وأستون فيلا السابق في مقدمته لكتاب جوي لفجوي «المجد والأهداف والجشع»، المسح الغريب الذي يتتبع الكرة الإنجليزية على مدار عشرين عاما: «الدوري الإنجليزي هو الأفضل في العالم وسوف يظل كذلك لفترة طويلة. لماذا هو الأفضل؟ بسبب العقلية. هنا دائما ما تلعب لتفوز ومن هنا تأتي التسلية».