الخارجية الأميركية: رد الأسد على داود أوغلو يظهر عزمه على العزلة

واشنطن توسع من مشاوراتها مع عواصم أوروبية حول سوريا

TT

في وقت رفض فيه الرئيس السوري بشار الأسد المطالب التركية بالكف عن استخدام القوة ضد الشعب السوري، اعتبرت الولايات المتحدة أن الرد السوري مؤشر جديد على رفض الأسد الاستماع إلى حلفائه. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الرئيس السوري بشار الأسد «أظهر أنه مستعد لعزل نفسه، ويريد تلك العزلة». وبعد أن أصر الأسد على أن قواته المسلحة ستواصل ملاحقة «المجموعات الإرهابية المسلحة» خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، اعتبر المسؤول الأميركي لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسد لا يقبل الاستماع إلى أي من رسائل أقرب الأطراف ويرفض الاستماع إلى دول جواره مما يزيد من عزلته». وتندرج «العزلة» من بين أدوات الضغط التي تسعى الإدارة الأميركية إلى استخدامها ضد نظام الأسد، وخاصة من حيث الضغط على علاقات سوريا مع دول مقربة تقليديا مثل تركيا وقطر، وهذا ما شهدته التطورات خلال الأسابيع الماضية.

وكانت زيارة داود أوغلو من الأحداث التي تنظر إليها واشنطن لتقييم التعامل مع الأزمة الحالية مع سوريا والنظام السوري. وحتى ظهر أمس في توقيت العاصمة الأميركية، لم يكن المسؤولون الأميركيون قد حصلوا على معلومات حول ما جرى وراء الأبواب المغلقة خلال اجتماع الوزير التركي مع الأسد ومستشاريه، إلا أن رد الفعل الأميركي كان على التصريحات العلنية التي نقلتها وسائل الصحافة السورية حول ملاحقة «المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقتل المدنيين» وعدم الاستماع إلى المخاوف من استهداف القوات السورية للمتظاهرين السلميين.

وتكثف الإدارة الأميركية من اتصالاتها مع الدول الأوروبية لزيادة الضغط على نظام الأسد خلال الخطوات المقبلة. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن المنسق الأميركي الخاص فريدريك هوف يزور أوروبا حاليا من أجل «التشاور مع حلفاء حول الأزمة المتصاعدة في سوريا». ومن بين العواصم التي يزورها هوف أنقرة وبرلين وباريس ولندن.

وبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسباني خوزيه لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الوضع في سوريا مساء أول من أمس. وبينما كان الرئيس الأميركي اتصل بالزعيمين الأوروبيين لبحث الاقتصاد العالمي، حرص أوباما أيضا على الحديث عن سوريا. وأضاف بيان للبيت الأبيض أن الزعماء «أدانوا استخدام نظام الأسد المتواصل للعنف العشوائي ضد الشعب السوري واتفقوا على التشاور حول الخطوات الإضافية للضغط على نظام الأسد ودعم طموحات الشعب السوري الديمقراطية».

ومن بين الخطوات الإضافية التي تريد طرحها إدارة أوباما فرض المزيد من العقوبات على سوريا وخاصة من الاتحاد الأوروبي، وذلك يتطلب موافقة الدول الأوروبية جميعها. وبينما تحدث الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر عن أهمية «زيادة الضغوط الدولية على سوريا والتوعية حول الوضع في سوريا»، لفت إلى أهمية المواقف من جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون. واعتبر تونر أن هناك «دق طبول متصاعدة، والرسالة باتت أكثر وضوحا للأسد أن عدد أصدقائه يقل أكثر فأكثر».