الحكومة المصرية توافق على إقامة مليونية «في حب مصر» بميدان التحرير

منظموها من «الصوفيين والليبراليين» تمسكوا بإقامتها رغم اتهامها بـ«تمزيق الصف»

مظاهرات الليبراليين ستتواصل في مليونية «في حب مصر» («نيويورك تايمز»)
TT

رغم الانقسامات الكبيرة بين صفوف القوى والتيارات السياسية المصرية بجميع أطيافها، حول المشاركة في المظاهرة المليونية يوم الجمعة المقبل، أصرت التيارات الداعية لها والتي تضم مجموعة من الصوفيين وبعض الأحزاب الليبرالية على تنظيمها، وقالوا إنها لا تسعى إلى الصدام مع أي من القوى، كما أصروا على نزولهم في ميدان التحرير وعدم الاستجابة لدعوات نقلها لميدان عابدين أو قاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

وتحمل مظاهرات يوم الجمعة القادم اسم «في حب مصر»، للتأكيد على الهوية المصرية ومدنية الدولة، ردا على جمعة 29 يوليو (تموز) الماضي، والتي خرجت فيها التيارات الإسلامية لميدان التحرير. ووافق الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، على تنظيم المليونية في ميدان التحرير، عقب صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، مطالبا بعدم قيام أي اعتصامات تالية من شأنها تعطيل مصالح الجماهير وعجلة العمل والإنتاج.

وأكد شرف خلال لقائه في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس وفد اللجنة التنسيقية التي دعت للمظاهرة، برئاسة الشيخ علاء الدين ماضي أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والدكتور عبد الجليل مصطفى ممثلا عن الجمعية الوطنية للتغيير، والمهندس إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصري، بمقر مجلس الوزراء، على حق المصريين في التظاهر السلمي في أي مكان من دون إخلال بالأمن أو تعطيل المصالح والمرور.

وتواردت أنباء عن نية الدكتور عصام شرف المشاركة في «الاحتفالية» في ميدان التحرير. وقال عصام شعبان المتحدث باسم الحزب الشيوعي إن الوفد دعا شرف للإفطار الجماعي في الميدان والمشاركة في الاحتفالية.

وتمسك أعضاء الوفد بتنظيم المليونية في ميدان التحرير، دون أي مكان آخر، وتعهدوا بإخلاء الميدان في منتصف الليل بعد تنظيفه، على أن تتخلل تلك الفترة صلاتا المغرب والعشاء وصلوات للإخوة الأقباط واحتفالات ثقافية وإفطار للمشاركين.

وطالب الشيخ أبو العزائم بضرورة إعلان موقف مجلس الوزراء من الدستور والاعتداءات السلفية على الأضرحة والكنائس والتمييز الديني، وتفعيل قانون الغدر، ووعد شرف بإصدار بيان عن مجلس الوزراء يحدد الموقف من مدنية الدولة وتفعيل قانون الغدر ومناهضة التمييز الديني.

من جهتها، أعلنت حركة شباب 6 أبريل مشاركتها في المليونية للمطالبة بالتأكيد على الهوية المصرية ومدنية الدولة، مشيرة إلى أنه لا توجد أي نوايا لديها للاعتصام، محذرة في الوقت نفسه من محاولة منع المظاهرات المليونية السلمية القادمة. ودعا اتحاد شباب الثورة كل أفراد الشعب المصري والقوى السياسية والدينية للمشاركة في الإفطار الجماعي يوم الجمعة القادم بميدان التحرير، وطالب بأن يكون إفطار «وحدة الصف».

لكن في المقابل، رفضت العديد من القوى المشاركة في المليونية، مؤكدة أنها تعمل على تفكيك الوحدة الوطنية وتظهر انقساما في صفوف المجتمع. وحدثت انقسامات كبيرة بين الصوفيين، خاصة بين الكيان الرسمي «المجلس الأعلى للطرق الصوفية» وبعض الطرق الصوفية المنضوية تحت لوائه من جهة أخرى، حيث أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية بيانا رفض فيه الدعوات التي أطلقت من جانب بعض مشايخ الطرق الصوفية إلى المليونية المقبلة، مؤكدا رفض كل حديث مزعوم عن مليونية صوفية مزمع عقدها، إذ لم يصدر عن المجلس الأعلى أو رئيسه قرار بذلك. وأضاف المجلس أن «جموع الطرق الصوفية وعددها 76 طريقة صوفية ترفض هذه المليونية المزعومة، اللهم إلا عددا لا يزيد على أصابع اليد الواحدة من طرق صوفية معلومة».

وحذر المجلس من إثارة الفتن التي تضر بكيان الوطن وتضرب وحدة الصف الوطني وذلك لمصلحة قوى خارجية معلومة.

وقال رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب «المصريين الأحرار» الليبرالي، الذي أعلن عدم مشاركته في المليونية «لنراع حرمة هذا الشهر الكريم ونعط فرصة لهذا الوطن العزيز لالتقاط أنفاسه»، مشيرا على صفحته بموقع «تويتر»: «أرى أنه لا داعي لمليونية جديدة للقوى الليبرالية الوطنية والصوفية ردا على مليونية تفريق الشمل ونقض العهد، فلنترك الصورة كما هي ونتحد جميعا».

وقال الناشط السياسي زياد العليمي ممثل «ائتلاف شباب الثورة»، لـ«الشرق الأوسط»، إن الائتلاف ما زال يدرس إمكانية مشاركته من عدمها في المظاهرة، مشيرا إلى أنه «يتحفظ على الشكل الحالي للدعوة لأنه يسهم في تفتيت الوحدة الوطنية». وفي المقابل دعا الائتلاف لـ«سهرة رمضانية وسحور» بمنطقة شبرا (شمال القاهرة)، الخميس المقبل تحت عنوان «روح التحرير في كل الميادين».

وقال القائمون على الدعوة إنها تأتي «تقديرا لما قام به أهل شبرا من دور بطولي في إنجاح الثورة المباركة، وما قدموه من شهداء ومصابين كانوا وقودا لهذه الثورة ومشعلا لها.. ولأن شبرا تمثل نموذجا يحتذى به في التعايش بين المسلمين والمسيحيين».