حماس تضيق الخناق على السلفيين وتطارد مطلقي الصواريخ

في محاولة للحفاظ على التهدئة

ضابط إسرائيلي يشرح للسفير الأميركي في تل أبيب كيفية عمل القبة الحديدية في المنطقة المحيطة بقطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

اتهمت مصادر مقربة من الجماعات «السلفية الجهادية» حكومة حماس المقالة في قطاع غزة بتشديد الخناق على عناصرها، في اليومين الماضيين، في محاولة لتثبيت الهدنة القائمة مع إسرائيل، بعدما شهد القطاع مؤخرا توترات، تبادل معها مسلحون سلفيون والجيش الإسرائيلي الهجمات، في تصعيد لا تريده حماس.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة ضيقت الخناق على عناصر السلفيين بعد حوادث إطلاق الصواريخ، فراحت تلاحق عددا منهم وتستدعي آخرين للتحقيق وتفتش منازل البعض بحثا عن أسلحة وصواريخ، بينما نشرت المزيد من عناصرها على طول الحدود مع إسرائيل منعا لإطلاق أي صواريخ تجاه إسرائيل.

وتحركت حكومة حماس بهذا الشكل بعد تبني الجماعات السلفية إطلاق صواريخ استدعت قصفا إسرائيليا لمناطق في القطاع، وتهديدات بالرد على غزة والتصعيد. ولا تريد حماس أن تنجر إلى مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل، كما أن إسرائيل لا ترجو ذلك الآن.

وقال بيان لجماعة التوحيد والجهاد تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس، «إن حكومة حماس وجهازها سيئ الصيت المسمى بالأمن الداخلي لا يكل ولا يمل عن استدعاء أبناء الجماعة واحتجازهم وإهانتهم والتحقيق معهم على مدار الساعة بتهمة إطلاق الصواريخ والجهاد في سبيل الله، ولا يكاد سجن أنصار المشؤوم يخلو في يوم من الأيام من أبناء جماعة التوحيد والجهاد».

ووصف البيان تصرفات حكومة حماس «بالمشينة»، وقال: إنها تستهدف عناصر الجماعات السلفية وأيضا «شهداءها» عبر اقتحام منازلهم وتخريبها وإهانة أهلها بحثا عن أسلحة. كما اتهم البيان حماس باستمرار اعتقال أمير الجماعة أبو الوليد المقدسي للشهر السادس في سجن أنصار، وقال: إنها الآن «تخيره بين حل الجماعة أو تسليمه إلى مصر، بينما تستدعي أبناء الجماعة وتحتجزهم في أقبية سجونها وتعذبهم وتفتح لهم الملفات تحت مسمى (عضو في جماعة التوحيد والجهاد)».

ولم تعقب حماس على البيان، لا بالتأكيد ولا بالنفي، وهي عادة ما تلتزم الصمت تجاه ما يثيره السلفيون من اتهامات، غير أنها تلاحقهم بقبضة حديدية على الأرض.

وتشهد العلاقات بين السلفيين وحماس توترات كبيرة منذ أعوام، تفجرت في أغسطس (آب) 2009 بعدما أعلن عبد اللطيف موسى أمير السلفية الجهادية في غزة عن تأسيس إمارة فلسطين الإسلامية «أكناف بيت المقدس» واصفا إياها بالمولد الجديد في مدينة رفح جنوب القطاع، وهو ما ردت حماس عليه بعنف شديد فهاجمت معه مسجد ابن تيمية، الذي كان يتحصن فيه موسى وجماعته وقتلتهم، ومن ثم وجهت إليهم لاحقا ضربات شديدة واعتقلت أعدادا كبيرة منهم وقتلت آخرين.

واستأنفت حماس في الشهور الأخيرة مطاردة الجماعات السلفية، بعد تورطهم في قتل المتضامن إيطالي أفيتوري أريغوني، وتوتر الموقف بعد تبنيهم إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، في ظل إعلان حماس التزامها بالتهدئة. وتقول حماس إن أي عمل مسلح يجب أن يتم بالتوافق، لكن السلفيين لا يعترفون بسطوة حماس على غزة، ويصفون حكمها في القطاع بأنه غير شرعي، ويقولون إنه بعيد عن الدين. وفي سياق متصل، أصيبت مسنة فلسطينية، 75 عاما، أمس، برصاص الجنود الإسرائيليين وذلك في مواجهات شرق جحر الديك وسط قطاع غزة. ووصفت مصادر فلسطينية إصابة المسنة بالمتوسطة بعد أن تم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج.

وكانت دبابات إسرائيلية قد توغلت فجرا شرق وسط القطاع وسط إطلاق نار واشتباكات متقطعة مع مجموعات من حماس، بعد يوم واحد من توغل آخر لقوة إسرائيلية مؤلفة من دبابات وجرافات مسافة 500 متر في منطقة حي الشجاعية شرق مدينة غزة.