الأسد يوسع حملته العسكرية.. وقواته تقتحم مناطق جديدة وتقتل 34 شخصا بينهم أطفال

استمرار العملية في دير الزور ودخول قرى في ريف حماه وعلى الحدود التركية

جنود سوريون بساحة العاصي في مدينة حماه (شبكة شام الاخبارية)
TT

تحدى الرئيس السوري بشار الأسد التحذيرات الدولية والعربية بوقف العنف ضد المدنيين؛ فوسعت القوات الأمنية، أمس، الحملة العسكرية في شرق وشمال غربي البلاد، مما أدى إلى مقتل 34 شخصا، بينهم 4 أطفال على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، و8 أطفال بحسب لجان التنسيق المحلية. وقالت اللجان إن 5 من هؤلاء الأطفال ينتمون إلى عائلة واحدة قتلوا في طيبة الإمام في ريف حماه «وهم يلعبون في الشارع عندما بدأت قوات الأمن بإطلاق نار عشوائي في الشوارع مع قتل عن عمد من قبل القناصة».

من جهته، قال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»: إن 17 شخصا قُتلوا في دير الزور، المدينة الواقعة شرق سوريا التي يقوم فيها الجيش بعمليات. وأضاف أن «الجثث في الشوارع. والدبابات في ساحة الحرية التي شهدت مظاهرات حاشدة» في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كم شمال شرقي العاصمة. وتابع أن «إطلاق النار يسمع في أكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين». وأعلن المرصد أيضا أن قوات الأمن والجيش السورية اقتحمت بالدبابات أمس بلدتي بنش وسرمين في ريف إدلب (شمال غرب)، مما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

وأضاف المرصد أن 6 مواطنين قُتلوا في بلدتي حلفايا وطيبة الإمام شمال حماه، بينهم 3 أطفال، وذلك خلال العمليات الأمنية والعسكرية المستمرة منذ صباح أمس. وأضاف المرصد، نقلا عن سكان طيبة الإمام وحلفايا، أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود عدد كبير من الجرحى، جراحهم خطرة. وأشار إلى وقوع 5 قتلى في إدلب، و3 في حمص، و2 في ريف دمشق، وواحد في اللاذقية. وأشار إلى أن عدد القتلى المدنيين الذين حصل المرصد على قائمة بأسمائهم بلغ 1713 شخصا، ما عدا القتلى في مدينة حماه التي أشار إلى أن أعدادهم قد تصل إلى 500 مدني، إضافة إلى 401 من رجال الأمن والجيش، منذ بدء الانتفاضة.

وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، التي يرأسها عمار قربي، في بيان، أن 26 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات عندما اقتحمت قوات تدعمها الدبابات والعربات المصفحة قرية صوران وقرى أخرى شمال حماة؛ حيث يتركز هجوم بدأ قبل 10 أيام لسحق احتجاجات حاشدة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت المنظمة أن 4 أشخاص قُتلوا في بلدة بنش الواقعة على بعد 30 كيلومترا عن الحدود مع تركيا في هجوم مشابه على البلدة التي شهدت تصعيدا للاحتجاجات التي تطالب بإسقاط النظام خلال شهر رمضان.

وقال شهود لوكالة «رويترز»: إن الدبابات السورية اقتحمت بلدة في محافظة قريبة من الحدود التركية، أمس، ووسعت هجوما على مدينة رئيسية بشرق البلاد. وأضاف الشهود أن عربات مصفحة دخلت فجرا بلدة بنش التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود السورية - التركية. وردا على سؤال حول سبب اقتحام القوات العسكرية لبنش، قال أحد السكان بعد أن تمكن من الفرار من المدينة: «انضمت البلدة بأكملها إلى مظاهرات في الليل بعد صلاة التراويح».

كما دخل طابور مدرعات وسط مدينة دير الزور في اليوم الثالث من هجوم على المدينة. وقال سكان في دير الزور: إن الدبابات تقدمت جنوبا تجاه وسط المدينة بعدما سيطرت على حي الحويقة، وإن القوات اقتحمت المنازل واعتقلت سكانها. وقال الساكن الذي لم يذكر من اسمه سوى إياد: «إنهم الآن على مسافة نحو كيلومتر عن وسط المدينة. عندما ينتهون من منطقة ينتقلون إلى أخرى».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن مائتي شخص اعتقلوا الاثنين في منطقة زملكا التي يطوقها قوات الأمن، قرب دمشق. وقال محامٍ لحقوق الإنسان: «إن الوضع خطير جدا والنظام مهدد من قبل الأسرة الدولية: إما أن يسحب دباباته من المدن وتستمر الاعتصامات حتى سقوط النظام وإما تتحرك الأسرة الدولية للإطاحة بنظام الأسد عبر سحب الشرعية منه».