رئيس السودان الجنوبي يؤكد أن دولته تواجه تحديات كبيرة وتشكيل الحكومة قريبا

قال أمام البرلمان: الفساد وتوفير الخدمات التعليمية والصحية أهم التحديات

TT

أقر رئيس السودان الجنوبي سلفا كير ميارديت أن دولته الجديدة تواجه تحديات كبيرة، مؤكدا أن تشكيل حكومته الأولى بعد إعلان استقلال دولته سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة، مجددا التزام حكومته بمحاربة لا هوادة فيها ضد الفساد الذي وصفه بالتحدي الحقيقي للدولة الناشئة. وشدد كير على أن دولته ستبني علاقات قوية مع دولة السودان المجاورة إلى جانب تحقيق الوحدة بين الجنوبيين، في وقت واجهت فيه جوبا أزمة حادة في الوقود الذي يتم استيراده من كينيا المجاورة رغم أن الدولة الوليدة تعتبر من الدول الغنية بالنفط في المنطقة.

وقال كير في خطاب له أمام البرلمان ومجلس الولايات في جلسة مشتركة إن تحديات كثيرة تواجه دولته الجديدة وحددها بالفساد وتوفير الخدمات التعليمية والرعاية الصحية والبنى التحتية، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غضون أيام ستعمل على إعادة تنظيم القوات الأمنية والشرطة التي تحتاج إلى التنظيم إلى جانب تطبيق القانون. وأضاف كير أن الحكومة القادمة ستعمل أكثر من الحكومة السابقة، خاصة أنها تأتي بعد الاستقلال، وقال: إن بناء الطرق ونشر التعليم هما أساس التنمية في البلاد التي ناضل من أجلها الجنوبيون، وأضاف أن «الأولوية الآن محاربة الفساد بكل قوة وأن المفوضية ستمنح تفويضا كبيرا لتقديم المفسدين إلى العدالة»، وقال: «سنصدر قانونا للمحاسبة وتطبيق الشفافية لتنفيذ الحكم الراشد وسيادة حكم القانون ومحاربة الفساد»، وتابع «المبالغ التي كانت مخصصة لتمويل المشروعات والتي تمت سرقتها خلال السنوات الست الماضية كان بإمكانها أن تنقذ آلاف المواطنين من الموت والمعاناة وتبني عشرات المدارس والمستشفيات وتطعم الكثير من المواطنين»، وقال: «ستجيز حكومة دولة الجنوب خمسة قوانين ضرورية تؤسس للشفافية والمحاسبة التامة في إدارة الموارد المالية والطبيعية والنفطية».

وشدد كير في خطابه الذي استمر أكثر من ساعة على أنه ملتزم بتنفيذ برنامج الحكومة في المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن دولته ستخلق علاقات قوية مع جارتها في الشمال، وتابع «سنخلق حدودا مرنة مع جيراننا في الشمال»، وأضاف أن دولتي الجنوب والشمال يحلان قضية أبيي على أساس سلمي، مشيرا إلى أنه لم ينس قضية أبيي وأنه يعمل حتى يصل إلى حلول نهائية حولها.

إلى ذلك تشهد عدة مدن جنوبية أزمة حادة في الوقود خاصة (الغازولين) وقامت «الشرق الأوسط» بجولة في عدد من محطات الوقود في جوبا وتلاحظ انعدام وقود (الغازولين) فيها، ووصل سعر الغالون الواحد أكثر من 6 دولارات في دولة تعتبر من الدول المنتجة للنفط في المنطقة، ويتوقع عدد من مسؤولي محطات الوقود أن أزمة الوقود يمكن أن تتجدد إن لم يتم حلها بشكل جذري.

وأصبح وقود (الغازولين) الذي يتم الاعتماد عليه في توليد الكهرباء إلى جانب سيارات نقل البضائع يباع في السوق السوداء، وعزا عدد من العاملين في مجال النقل انعدام الوقود لشح في العملة الصعبة. إلى ذلك، قال الأمين العام لاتحاد الوقود جوك فاولينو في تصريحات صحافية إن أسباب أزمة الوقود تعود إلى شح في العملة الصعبة لدى التجار العاملين في مجال الوقود، وأضاف أن لجنة من وزارة الطاقة تم إرسالها إلى نيروبي لشراء مليون لتر من وقود الغازولين، وتوقع وصولها خلال يومين، نافيا ارتفاع أسعار الوقود في كل ولايات الجنوب.

وكانت الأزمة قد نشبت بين الخرطوم وجوبا حيث رفضت الأولى تمرير شحنة نفط من ميناء بورتسودان إن لم تدفع الدولة الجديدة السعر المقابل والذي حددته الخرطوم (32) دولارا للبرميل الواحد، وهو ما رفضته جوبا. وهددت تلك الخطوة بإشعال فتيل نزاع بين الجانبين يكون الأول من نوعه منذ استقلال الجنوب الشهر الماضي، حيث اتهمت جوبا الخرطوم بالسعي لتخريب اقتصاد الجنوب.