الرئيس الصومالي يدعو إلى إرسال مزيد من قوات الاتحاد الأفريقي إلى العاصمة

مفوضية اللاجئين توزع مساعدات في مقديشو لأول مرة منذ 5 سنوات

TT

دعا الرئيس الصومالي الشيخ شريف إلى إرسال المزيد من القوات الأفريقية إلى الصومال لملء الفراغ الأمني في المناطق التي أخلاها مقاتلو الشباب. وأجرى شريف محادثات مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني في كمبالا أمس؛ حيث أطلعه على الإنجازات العسكرية الأخيرة، وإخلاء ميليشيات حركة الشباب العاصمة مقديشو، وناقش الرئيسان أيضا الخطوات التي يجب اتخاذها بعد انسحاب حركة الشباب من مقديشو. وشملت هذه الخطوات إمكانية ملاحقة المتمردين خارج العاصمة. وذكر الرئيس شريف أن مهمة توطيد المكاسب التي تحققت، وملاحقة فلول حركة الشباب خارج مقديشو، تتطلب تعزيز أعداد قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، وطالب بإرسال المزيد من القوات إلى الصومال.

ووعد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، خلال لقائه مع الرئيس الصومالي الشيخ شريف، بإرسال المزيد من القوات إلى الصومال. وذكر موسيفيني أن بلاده سوف تقوم بإرسال نحو ألفي جندي أوغندي إضافي إلى مقديشو لتعزيز بعثة الاتحاد الأفريقي التي تدعم الحكومة الانتقالية. ودعا الرئيس الأوغندي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي إلى أن تكون مستعدة للمساهمة في عملية حفظ السلام في الصومال وإرسال القوات التي تعهدت بنشرها في الصومال. ويواصل الرئيس الصومالي جولته في دول المنطقة؛ حيث وصل، أمس، أيضا إلى العاصمة التنزانية دار السلام. ويهدف الرئيس الصومالي من هذه الزيارات إلى حشد الدعم السياسي والعسكري لحكومته لمساعدتها في الاحتفاظ بالسيطرة على مقديشو بعد الانسحاب المفاجئ لمقاتلي حركة الشباب منها. ويرافق الرئيس شريف، في زيارته لأوغندا، وزير الخارجية محمد محمود حاج إبراهيم، ووزير الدفاع حسين عيسى عرب، ورئيس جهاز المخابرات أحمد معلم فقي، وقائد الشرطة الجنرال شريف شيخ مية، إلى جانب عدد آخر من المسؤولين العسكريين. وسبق للرئيس الصومالي أن زار الأسبوع الماضي كلا من السودان وإثيوبيا وجيبوتي لحشد الدعم الإقليمي لحكومته أيضا.

إلى ذلك، أعرب أبو بكر ديارا، الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في الصومال، عن أمله في أن طرد متمردي حركة الشباب من العاصمة مقديشو يسهل توزيع المعونات الغذائية على النازحين لتخفيف معاناة الشعب الصومالي من المجاعة. وقال ديارا في بيان: «إن طرد المتمردين ودفعهم إلى خارج العاصمة مقديشو فرصة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى عدد أكبر من المحتاجين الذين يعانون الجفاف والمجاعة». وأضاف: «المتطرفون كانوا قد منعوا تقديم المواد الغذائية للمحتاجين الصوماليين، إلا أن العملية الناجحة التي قامت بها بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) وقوات الحكومة الانتقالية، والتي أدت إلى انسحاب المجموعة المتطرفة (حركة الشباب) من مقديشو فرصة لإيصال المساعدة إلى المحتاجين».

على الصعيد الإنساني، بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بنقل المساعدات جوا إلى العاصمة مقديشو، للمرة الأولى منذ 5 سنوات. ووصلت أمس إلى مطار مقديشو أول طائرة تنقل مساعدات للمفوضية، وأن هذه الرحلة هي الأولى من بين 3 رحلات مقررة إلى مقديشو، لتوصيل 31 طنا من المساعدات. وقال المتحدث باسم المفوضية، أندريه ماهسيتش: «بحسب تقديراتنا فإن 100 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، وصلوا إلى مقديشو فرارا من الجوع والجفاف خلال الشهرين الماضيين، بحثا عن الطعام والمياه والمأوى وغيرها من المساعدات»، مشيرا إلى أن «هذه الإمدادات ستنقذ الكثير من الأرواح التي يمكن فقدها بسهولة». وتشمل هذه المساعدات أدوات الطبخ والأغطية البلاستيكية ومواد أخرى.

وأشارت مفوضية اللاجئين إلى تزايد أعداد اللاجئين الصوماليين الفارين إلى اللاجئين في كينيا (مخيم داداب)؛ حيث ارتفع العدد من 1300 شخص يوميا إلى 1500 خلال الأيام الـ7 الأولى من شهر أغسطس (آب) الحالي. وأفادت المفوضية بأنه منذ بداية العام الحالي وصل أكثر من 116 ألف لاجئ صومالي إلى مخيم داداب، منهم 76 ألف لاجئ خلال الشهرين الأخيرين فقط، و80% منهم نساء وأطفال. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي استجاب عدد من الدول، من بينها تركيا وقطر والكويت وإيران، بإرسال مساعدات متنوعة.