اعتصامات دعم الانتفاضة السورية تجوب المناطق اللبنانية وتخوف من احتكاكات في الشارع

نائب في «المستقبل»: التحركات ستتسع في الأيام المقبلة لأنه من العار السكوت عن المجازر

صورة وصلت لرويترز من ناشط تظهر دخانا يتصاعد في دير الزور
TT

على الرغم من تجنب «تيار المستقبل» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، وغيره من الأحزاب اللبنانية المعارضة، تبني أي من التحركات والاعتصامات الداعمة لانتفاضة الشعب السوري التي تجوب المناطق اللبنانية في كل من الحمرا إلى تعلبايا وسعدنايل وكترمايا وغيرها، يوميا بعد صلاة التراويح، قال نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان أندراوس «حان وقت التحرك»، كاشفا عن أن «مروحة الاعتصامات والتحركات ستتسع في الأيام المقبلة، لأنه أصبح من العار السكوت عن المجازر الحاصلة في سوريا تحت أنظار العالم أجمع». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نستطيع أن نبقى متفرجين، فالدم يسيل في دولة جارة وبشكل جبان. في ليبيا الطرفان مسلحان وهناك معارك حقيقية، أما في سوريا فالوضع مغاير كليا، النظام يواجه المعتصمين العزّل الذين لا يملكون سكينا حتى، بأبشع أنواع القتل، ويرتكب المجازر بحقهم».

ولفت أندراوس إلى أنه «في حال استمرت مواقف الحكومة اللبنانية فيما يخص الملف السوري على غرار موقفها في مجلس الأمن، فإن المعارضة ستتحرك في الشارع، وهذا حقها، للمطالبة بالحريات، وللقول إن نصف الشعب اللبناني وأكثر يملك رأيا آخر».

وإذ استهجن أندراوس «سعي بعض المجموعات المؤيدة للنظام السوري في لبنان لمواجهة التحركات السلمية الداعمة للناشطين بالقوة، دعاهم للتعبير عن وجهة نظرهم في مناطق بعيدة عن الأماكن المحددة سابقا من قبل الناشطين الداعمين للشعب السوري»، وشن أندراوس حملة عنيفة على حزب البعث في لبنان قائلا: «من يمثل هذا الحزب في لبنان فليذهب ليقاوم ويعبر عن رأيه في سوريا»، معتبرا «حزب البعث في لبنان مجرد فرع من حزب الله، ومنضويا تحت السلطة الإيرانية».

في المقابل، أكد النائب عن حزب البعث، قاسم هاشم، أن «المعارضة تزج لبنان اليوم، من خلال التحركات في الشارع، في متاهات هو في غنى عنها في هذه الظروف»، مشددا على أن «لا أحد يمكن أن يضمن عدم انفلات الأمور في الشارع إذا استمرت التحركات على هذا النمط من التدخل في الشؤون السورية الداخلية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هم كانوا يحملون شعار عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وها هم يقحموننا في الشأن الداخلي السوري الذي هو شأن سوري محض».

ولفت هاشم إلى أن «مؤيدي النظام السوري، في ظل استمرار التحركات المضادة، سيستمرون في التحرك في الشارع للتعبير عن رأيهم، وهو ما يندرج في إطار الانقسام في الموقف السياسي تجاه التطورات».

وتنظم «رابطة الطلاب المسلمين في لبنان» اليوم اعتصاما أمام السفارة السورية في منطقة الحمرا في بيروت؛ «احتجاجا على المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري»، وذلك بعدما كان تعرض عدد من الناشطين قبل أسبوع لاعتداء في المنطقة عينها، واحتجاج نواب المعارضة على تحويل منطقة السفارة السورية إلى مربع أمني معزول. وكان «المثقفون الديمقراطيون العلمانيون» نجحوا، مساء الاثنين الماضي، في تنظيم أوسع اعتصام لبناني منذ اندلاع الانتفاضة السورية لدعم الشعب السوري، وذلك في ساحة الشهداء في وسط بيروت.

وكان حشد من المثقفين والإعلاميين اللبنانيين، بمشاركة العشرات من الداعين إلى إسقاط النظام في سوريا، رفعوا أمام تمثال الشهداء اللافتات المستهجنة للموقف اللبناني في مجلس الأمن، ورددوا الهتافات المنددة بالرئيس السوري، والمتضامنة مع الناشطين السوريين. وقد تقدم المعتصمين عدد من نواب وقياديي تيار المستقبل الذين حضروا بصفتهم الفردية. وقد مرت احتجاجات عدد من مؤيدي النظام السوري على تناول الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة في اللافتات والهتافات، على خير مع تدخل القوى الأمنية اللبنانية التي انتشرت بكثافة في المكان.