غموض يخيم على مليونية «في حب مصر» بميدان التحرير

28 حركة سياسية تعلن تأجيلها أسبوعا.. وفصائل أخرى ترجئ موقفها

TT

سادت حالة من الغموض أمس بشأن مصير المظاهرة المليونية التي دعت قوى سياسية لتنظيمها بميدان التحرير غدا (الجمعة) تحت شعار «في حب مصر»، إذ أعلنت اللجنة المنظمة للمظاهرة تأجيلها إلى الجمعة التالية «19 أغسطس (آب)» لاستكمال الترتيبات وحشد عدد أكبر من المشاركين، وقالت مصادر برئاسة مجلس الوزراء المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «القوى الرئيسية الداعية للمظاهرة قررت تأجيلها ليوم 19 المقبل لكن هناك أطيافا سياسية أخرى قد تتمسك بالدعوة».

وعقدت 28 حركة وقوة سياسية اجتماعا استمر حتى وقت متأخر الليلة الماضية بمقر الطريقة العزمية بوسط القاهرة، اتفقت خلاله على تأجيل المظاهرة المليونية حتى 19 أغسطس لانتظار البيان الذي سيصدره الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء خلال أيام، ويعلن فيه القواعد الحاكمة للدستور الخاصة بمدنية الدولة.

وقال عصام شعبان عضو اللجنة المنظمة إن أبرز القوى التي وافقت على التأجيل هي أحزاب الاشتراكي المصري، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والعدل، وغد - أيمن نور، والجبهة الديمقراطية، والكرامة، والتحالف الشعبي، والتجمع، والشيوعي المصري، والجمعية الوطنية للتغيير، واتحاد شباب الثورة، واتحاد الشباب الديمقراطي، وحملة دعم البرادعي، وشباب الجمعية الوطنية للتغيير، وحركة كفاية، واتحاد الفلاحين، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، والجمعية القبطية، ونقابة الضرائب العقارية المستقلة، وائتلاف الفنانين.

وكانت 57 حركة وقوة سياسية قد دعت إلى تنظيم مظاهرة مليونية للتأكيد على مدنية الدولة، بعد أن هيمنت الحركات الإسلامية السلفية على الجمعة قبل الماضية، وهتف أنصارها بإسلامية الدولة.

وعقد ممثلون عن تلك القوى اجتماعا مساء الاثنين الماضي مع الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء اتفقوا خلاله على الإفطار بميدان التحرير وتنظيم فعاليات المظاهرة حتى موعد السحور، بعد أن رفضوا خلال اجتماع آخر مع الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء تأجيل المليونية أو نقلها لمكان آخر غير ميدان التحرير.

وترابض قوات من الشرطة والجيش في ميدان التحرير منذ أول أيام شهر رمضان المعظم بعد أن فضت بالقوة اعتصاما نظمه متظاهرون منذ الثامن من يوليو (تموز) الماضي. ومنعت تلك القوات نشطاء سياسيين من التظاهر عقب الإفطار يوم الجمعة الماضي وفرقتهم بالقوة.

ورغم ما أعلن عن تأجيل المظاهرة، فإن وجود 30 حركة سياسية لم تعلن بعد موافقتها على التأجيل يؤشر إلى أن الميدان سيشهد غدا محاولات من بعض القوى للتظاهر فيه، وسط ترقب لموقف قوات الشرطة والجيش الموجودة بالميدان. وقال أحمد ماهر منسق حركة (شباب 6 أبريل - جناح أحمد ماهر): «لم يتم بعد حسم الموقف سواء بالتأجيل أو إقامة المظاهرة في موعدها»، مضيفا «هناك أحزاب وقوى ما زالت مصرة على التظاهر والنزول إلى الميدان غدا ونحن في الحركة سننتظر لنرى رأي الأغلبية لنطبقه سواء بالتأجيل أو النزول في الموعد المقرر سلفا». وأضاف ماهر: «الأهم من التظاهر هو الاتفاق والإجماع الوطني لتحقيق الهدف من المظاهرة، فهذا يوم للمصريين جميعا في حب مصر، وليس يوم فئة أو طائفة بعينها». وكان المجلس الأعلى للطرق الصوفية قد أعلن رفضه لما أثير في وسائل الإعلام عن مشاركة الصوفيين في مليونية، الجمعة المقبل، مؤكدا أنه لم يصدر عن المجلس أي دعوة إلى أي مظاهرات ولا شأن له بتلك الدعوات.

وكانت حركة (شباب 6 أبريل - الجبهة الديمقراطية) قد أعلنت عدم مشاركتها في مليونية «في حب مصر» إعمالا بقرار الحركة السابق بتعليق الاعتصام والمظاهرات إلا في أضيق الحدود.

وأكد الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصري (الصوفي)، تمسك المنظمين بالمظاهرة، موضحا أنه أخطر مدير أمن القاهرة أمس ومكتب وزير الداخلية لتأمين الميدان غدا.

من جانبها، رحبت جماعة الإخوان المسلمين بتأجيل مليونية الغد، ووصفت التأجيل بأنه قرار حكيم، وقالت الجماعة في بيان لها إن «إخواننا الصوفيين قرروا صرف النظر عن المظاهرة المليونية التي كانوا ينوون القيام بها يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير، وهذا قرار حكيم من شأنه أن يساعد على إعادة اللحمة بين كل القوى الوطنية والسياسية والدينية في مصر». وأضاف البيان: «القرار سيقضي على الاستقطاب الذي يسعى إليه الكارهون للثورة والراغبون في تعويقها أو إجهاضها».