مواطنون اقتحموا قسم شرطة جرجا وأحرقوه واستولوا على 400 قطعة سلاح

أسبوع من التوتر في صعيد مصر والجيش يتدخل لتهدئة الأوضاع

TT

سادت أمس حالة من الهدوء الحذر محافظة سوهاج بأقصى صعيد مصر عقب أعمال العنف التي تفجرت يوم السبت الماضي في مدينة جرجا وخلفت اشتباكات بين أهالي قريتين بالمحافظة، تم خلالها تبادل إطلاق النار.

اندلعت شارة الأحداث في ساعة متأخرة من يوم السبت الماضي بين أهالي المدينة وأهالي «نجع عويس» على خلفية مشاجرة بين سائق «توك توك» من نجع عويس، وأحد أصحاب المحال التجارية بمدينة جرجا. وتطور الشجار إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين أودت بحياة ثلاثة أشخاص من مدينة جرجا، وإصابة 19 آخرين من كلا الطرفين بطلقات نارية متفرقة بينهم بعض الحالات الخطيرة. وتجددت أعمال العنف مساء أول من أمس في المدينة التي تبعد أكثر من (500 كلم جنوب العاصمة)، عقب تشييع جثمان منتصر جمال رخا (21 عاما – عامل)، أحد الذين لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات، اشتبك أهالي القتيل عقب خروجهم من المسجد مع قوات الشرطة احتجاجا على تراخي التعامل الشرطي مع الأحداث، مما أثار غضب الأهالي مطالبين بأخذ الثأر وتطورت الأوضاع وقام بعض الأهالي باقتحام قسم شرطة جرجا، وأحرقوه، وسرقوا 400 قطعة سلاح من القسم، وكذا قام بعض الأهالي بقطع خطوط السكك الحديدية، حيث تعطلت حركة سير القطارات لبضع ساعات، في حين فرضت قوات الجيش والشرطة طوقا أمنيا محكما حول مدينة جرجا ونجع عويس.

وتسود المدينة في الوقت الراهن حالة من الهدوء الحذر في ظل وجود كثيف للقوات والقيادات الأمنية في محاولة لتهدئة الموقف والسيطرة عليه.

وقال محمد عبد الرحيم، مندوب مبيعات بجرجا، أحد شهود العيان: «عاد الهدوء مرة أخرى للمدينة وكثير من أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن المركزي بدأت في الانسحاب من الشوارع بعد عودة الهدوء واستقرار الأمور إلى حد ما»، لكن عبد الرحيم أكد أن عودة الهدوء لا تعني انتهاء المشكلة. وقال: «هذا الهدوء لا يعني انتهاء المشكلة خاصة أن هناك أطرافا لا تريد هذا الهدوء وأنه بالفعل بدأت أمس بعض مقاطع الفيديو للأحداث في الانتشار بين أهالي جرجا، تصور بعض المواطنين الذين تم اختطافهم وإهانتهم من قبل أهالي نجع عويس، وأن المغزى من انتشار هذه المقاطع المصورة محاولة البعض إثارة غضب الأهالي وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بالإضافة إلى أن انسحاب قوات الجيش والشرطة قد ينذر بعواقب وخيمة خاصة مع رغبة بعض عائلات الضحايا في الأخذ بالثأر من قتله ذويهم».

وقال محمد حسن، شاهد عيان آخر في الأحداث: «إن بداية المشكلة كانت بسيطة وكان من الممكن أن يتم احتواؤها بسرعة حيث لم تتعد الواقعة مجرد مشكله بين أحد سائقي التوك توك وأحد أصحاب المحلات، إلا أن البعض قام بتضخيم الأمور ووصلت إلى اشتباكات عنيفة أدت لمقتل ثلاثة أشخاص وأثناء تشيع جثمان أحد القتلى قام بعض الشباب بالهتاف لتحريض الأهالي على الأخذ بالثار، مما شجع هذه الجموع التي كانت موجودة أثناء تشييع الجثمان على الهجوم على قسم شرطة جرجا والاستيلاء على السلاح الموجود في مخزن السلاح بالقسم إلا أن الأمور بدأت في الهدوء خاصة بعد تدخل العديد من كبار العائلات في جرجا».

من ناحية أخرى، شهدت محافظة المنيا (250 كلم جنوب العاصمة القاهرة) أمس التوقيع على شروط التصالح بين مسلمي ومسيحيي القرية، عقب أحداث العنف الطائفية التي وقعت بالقرية أول من أمس، وأسفرت عن مصرع أحد الأفراد وإصابة 4 آخرين من قرية نزلة فرج الله التي تبعد عن محافظة المنيا نحو 10 كلم، جاء التصالح بحضور اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا والحاكم العسكري وكبار العائلات بالقرية، بعدما ساهمت لجنة المصالحات في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.