قصف يعيد التوتر بين الكوريتين ويهدد بوادر الانفراج

الشمال أطلق قذائف مرتين خلال ساعات والجنوب لجأ للطلقات التحذيرية

امرأة تلتقط صورا لأطفال أمام نصب تذكاري عن الحرب الكورية في «المتحف التذكاري للحرب الكورية» في سيول أمس (أ.ب)
TT

أعلنت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية أطلقت أمس قذائف مرتين قرب الحدود المتوترة على البحر الأصفر، مما دفع البحرية الجنوبية لإطلاق طلقات تحذيرية. وجاء هذا الحادث، الذي جاء بعد بوادر انفراج في علاقات بيونغ يانغ مع المجتمع الدولي، ليزيد التوترات القائمة بمحاذاة الحدود البحرية المتنازع عليها التي شهدت خلال السنوات الأخيرة مناوشات دامية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الجنوبية فقد وقع الحادث الأول في الواحدة بعد ظهر أمس، (04.00 بتوقيت غرينتش) حينما سقطت قذيفة كورية شمالية قرب الحدود. وبثت البحرية الكورية الجنوبية المتمركزة في جزيرة يونبيونغ تحذيرا ثم أطلقت ثلاث طلقات تحذيرية من مدافع «كي 9» ذاتية الإطلاق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث بلسان وزارة الدفاع الجنوبية قوله إن المدفعية الساحلية للشمال أطلقت قذائفها مجددا الساعة 7.46 مساء بالتوقيت المحلي باتجاه الحدود، ورد الجنوب مجددا بطلقات تحذيرية. وقال المتحدث: «أطلقت كوريا الشمالية قذيفتين وسقطت قذيفة قرب الخط الحدودي. وأطلقنا ثلاث طلقات من مدافع (كي - 9). ولم يتم إطلاق النار بعد ذلك، غير أننا نرصد الوضع عن كثب». وقالت الوزارة إن إطلاق النار في المرة الأولى ربما جاء في إطار تدريبات.

وجاء إطلاق النار الحدودي بعد بوادر انفراج من جانب الشمال خلال الأسابيع الماضية؛ حيث أعربت بيونغ يانغ عن رغبتها في استئناف المحادثات السداسية حول نزع سلاحها النووي. وأجرى مبعوثون نوويون من الكوريتين محادثات نادرة في بالي بإندونيسيا الشهر الماضي، وزار مسؤول كوري شمالي رفيع نيويورك لاحقا لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأميركيين.

وتقف القوات في يونبيونغ وغيرها من الجزر الحدودية على أهبة الاستعداد منذ القصف الذي جرى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وأسفر عن قتل أربعة كوريين جنوبيين بينهم مدنيان فضلا عن إلحاق أضرار بعشرات الأبنية. وعززت كوريا الجنوبية قواتها وأرسلت المزيد من العتاد إلى الجزر الحدودية.

وقد أثار إطلاق النار ظهر أمس فزعا في يونبيونغ حيث يعيش 1800 مدني إضافة إلى حامية بحرية. وقالت مسؤولة محلية في الإقليم الذي تتبعه الجزيرة: «تأهب السكان لإخلاء منازلهم والنزول إلى المخابئ، حيث لم تكن هذه المرة الأولى التي يشهدون قصفا». وتابعت قائلة قبل إطلاق النار الثاني في المساء: «غير أن الأمور هدأت قبل وصولهم إلى المخابئ».

يذكر أن خط الحدود، المعروف باسم «الخط الشمالي»، رسمته الأمم المتحدة من جانبها بعد الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، ويرفض الشمال الاعتراف بالخط ويقول إنه يمكن أن يتحرك باتجاه الجنوب.

وكان الخط الحدودي قد شهد اشتباكات بحرية قاتلة في عامي 1999 و2002 وكذلك في نوفمبر 2009. وتتهم كوريا الجنوبية جارتها الشمالية أيضا بنسف سفينة حربية كورية جنوبية قرب الخط الحدودي في مارس (آذار) 2010 مما أدى إلى مصرع 46 شخصا. وينفي الشمال التهمة، غير أنه قصف يونبيونغ بعد ذلك بسبعة أشهر في أول هجوم على منطقة مدنية في الجنوب منذ الحرب الكورية. وقال الشمال إن القصف جاء ردا على مناورات كورية جنوبية بالمدفعية انتهكت مياهه.