إيران تطالب ألمانيا بتسليم رئيس حزب بيجاك

حاجي: إذا تلقينا ضمانات فنحن مستعدون للتخلي عن السلاح

TT

صرح رئيس حزب بيجاك الكردي المعارض، الذي يخوض مقاتلوه مواجهة عسكرية منذ عدة سنوات مع القوات الإيرانية، بأنه «أرسل برسالة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الدعوة الإيرانية الرسمية التي تطالب بتسليمه لمحاكمته في إيران»، وأنه أكد للمستشارة الألمانية أنه يحمل الجنسية الألمانية، ويناضل من أجل تحقيق حقوق شعبه القومية، وهذا ما تكفله القوانين الدولية.

وكانت الأنباء قد تحدثت عن دعوة وجهها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى السلطات الألمانية يطالبها بتسليم عبد الرحمن حاجي أحمدي رئيس حزب بيجاك الكردي المعارض لإجراء محاكمته داخل إيران، لكن أحمدي أكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه مستعد للمثول أمام محكمة دولية، وليس أمام محكمة إيرانية تلفق له «التهم الباطلة».

وقال أحمدي إن «الضغوطات الإيرانية ضد النشطاء السياسيين في الداخل والخارج مستمرة، وتحديدا ضد قيادات حزب بيجاك، خصوصا تجاهي، سواء كانت عبر السفارات أو القنصليات الإيرانية بهدف تسلميها العناصر المعارضة، وأنا كرئيس لحزب بيجاك رفعت رسالة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أشرت فيها إلى أنني أعيش في المنفى الأوروبي منذ 47 سنة، وأنني حاصل على الجنسية الألمانية، وأن حزبي يناضل في جبال قنديل دفاعا عن حقوق الشعب الكردي وتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران، وسبق لي أن أرسلت برسالة مماثلة إلى كل من أمين عام الأمم المتحدة في أبريل (نيسان) العام الماضي، وإلى السيدة كاثرين أشتون مسؤولة شؤون الاتحاد الأوروبي، أوضحت لهما خلالها أوضاع حقوق الإنسان والأقليات في إيران، وطلبت منهما السعي لإيجاد حل سياسي للصراع الكردي الإيراني، وأن حزب بيجاك ومنذ بداية تأسيسه كحزب معارض طرح خارطة طريق لحل القضايا القومية في إيران بما فيها القضية الكردية، لكن إيران أصرت وتصر دائما على تغليب لغة القوة والقهر والقتل ضد كل التطلعات الكردية نحو تحقيق حقوقهم القومية المشروعة». وأضاف «تطرقت في تلك الرسائل إلى أن إيران ومنذ تأسيس الجمهورية الإسلامية فيها كانت دوما عامل عدم استقرار وتهديد مستمر للمنطقة، وأن تحركاتها الحالية في المنطقة تشكل خطرا كبيرا على أمن واستقرار المنطقة برمتها، حيث إن الشعب الكردي في إيران يتعرض إلى سياسات الظلم والاضطهاد العنصري، وأن هناك الآلاف من المنفيين والمشردين لمجرد اختلافهم مع توجهات النظام الإيراني، وهناك محاولات مستمرة من النظام لمصادرة جميع الحقوق القومية والسياسية والثقافية لمختلف الشعوب والأديان، وأن حزبنا إنما تشكل للدفاع عن تلك الحقوق الإنسانية، وأنه مستعد في هذا الإطار لحوار سياسي هادف، لكن إيران ترفض كل هذه الدعوات التي نطرحها».

وقال رئيس حزب بيجاك «لقد تحدثت في رسالتي إلى السيدة ميركل عن الحشود العسكرية الكبيرة للنظام الإيراني على حدود إقليم كردستان، وشرحت لها الهجمات الإيرانية التي تستهدف حاليا المناطق الكردية والتي أدت إلى نزوح الآلاف من السكان المدنيين، وتعرض عدد منهم إلى القتل نتيجة القصف المدفعي الإيراني». وأكد «إذا تلقينا ضمانات موثقة بالسماح لنا بممارسة النشاط السياسي داخل إيران، وممارسة حقوقنا الثقافية والاجتماعية من دون أن نتعرض إلى الاعتقال والتعذيب والإعدامات، فنحن مستعدون للعودة إلى إيران والتخلي عن السلاح لأننا لن نحتاج إليه في ممارسة العمل السياسي هناك».