سلفا كير يؤكد أن بلاده ملتزمة بإعادة النظر في العقود الموقعة مع شركات النفط الصينية

الخرطوم: روسيا والصين تحبطان مجلس الأمن في إصدار قرار إدانة ضدها

TT

أكد رئيس دولة السودان الجنوبي، سيلفا كير ميارديت، أن بلاده ملتزمة بإعادة النظر في العقود الموقعة مع شركات النفط الصينية العاملة في الجنوب، الذي أصبح دولة مستقلة، ونقل لوزير الخارجية الصيني، يانغ جيتشي، الذي أنهى زيارته في جوبا، أن السودان الجنوبي ليس لديه مشكلة في العقود المبرمة بين بكين والخرطوم. إلى ذلك كشف وزير النفط قرنق دينق لـ«الشرق الأوسط» أن بكين أبلغت رسالة للخرطوم بأن أسعار تصدير نفط الجنوب عبر الشمال مبالغ فيها، وقال إن طلب بلاده حول مراجعة العقود قديم كان قبل 6 أعوام هي عمر الفترة الانتقالية، عندما كان السودان موحدا.

وأبلغ كير وزير خارجية الصين، يانغ جيتشي، وهو أول مسؤول صيني رفيع، وأول وزير خارجية من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، يزور عاصمة السودان الجنوبي بعد استقلاله قبل شهر، أن جوبا ملتزمة بإعادة النظر في العقود الموقعة مع الشركات الصينية في إنتاج النفط، بعد أن أصبح الجنوب دولة مستقلة، وقال إن دولة السودان الجنوبي ليست لديها مشكلة في العقود المبرمة بين الخرطوم وبكين، ولكنها ستعيد النظر في العقود التي تخصها، مجددة التزامها بالمحافظة على متانة العلاقات بين جوبا وبكين، داعيا الصين مساعدة بلاده في تطوير البنيات التحتية خاصة مجالات الطرق والصحة والتعليم والزراعة.

من جانبه، قال وزير النفط في السودان الجنوبي، قرنق دينق، لـ«لشرق الأوسط»، إن طلب مراجعة العقود النفطية مع الشركات الصينية ليس جديدا، وأضاف أن حكومة الجنوب قبل الاستقلال وخلال الفترة الانتقالية كانت قد تقدمت بهذا الطلب، وقال: «هذه العقود تم توقيعها خلال فترة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، التي استمرت أكثر من 21 عاما»، وتابع: «ما فعله الرئيس كير هو تجديد لطلبنا السابق، لأننا نرى أن هناك جوانب في هذه العقود يجب تحسينها، خاصة في مسائل المحافظة على البيئة».

وكشف دينق عن تفاهمات غير مكتوبة بين جوبا والخرطوم؛ بأن تسمح الأخيرة بتصدير النفط الجنوبي عبر ميناء بورتسودان، بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين، الأسبوع الماضي، وقال إن حكومة الشمال ستسجل الحسابات وتتم تسوية المطلوب في النهاية، منوها بأن هناك متأخرات تطالب بها جوبا تصل لنحو 500 مليون دولار ليونيو (حزيران) وجزء من يوليو (تموز).

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الصيني، يانغ جيتشي، في تصريحات صحافية، إن بلاده تولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات مع جنوب السودان، وأضاف أن بكين تستعد لاتخاذ مناسبة استقلال جنوب السودان لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كنقطة انطلاق جديدة من أجل تحقيق تطور شامل ومستمر لعلاقات الصداقة والتعاون بين الصين وجنوب السودان، وأضاف أن الصين ستواصل دعمها لجهود جنوب السودان الرامية لصيانة سيادة البلاد واستقلالها.

ومن جهة أخرى، أكد السودان أن مجلس الأمن الدولي فشل في إصدار قرار إدانة ضده، بعد أن أحبطت روسيا والصين تحركات أوروبية وأميركية بإدانة الخرطوم، بسبب الأوضاع في جنوب كردفان ومزاعم دولية بعرقلة إجلاء جرحى قوات دولية من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، والتهديد بإطلاق النيران على مروحية أممية. كما وصفت الحكومة إعلان تحالف بين الحركة الشعبية وعدد من فصائل دارفور بأنه «مرحلة خطيرة».