مسؤول يمني: صالح وافق على النظر في إعادة إحياء المبادرة الخليجية

زعيم حماة الثورة في تعز لـ «الشرق الأوسط»: توصلنا لاتفاق تهدئة ولا نريد القتال

يمنيان مسلحان في أحد شوارع تعز (رويترز)
TT

قال مسؤول بالحكومة اليمنية أمس ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وافق على النظر في احياء المبادرة الخليجية لحل الازمة في بلاده وضمان الانتقال السلمي للسلطة.

وقال المسؤول ان صالح التقى في الرياض بأعضاء من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم باليمن. وما زال صالح يعالج في الرياض منذ اصابته باصابات بالغة في محاولة اغتيال تعرض لها في الثالث من يونيو (حزيران).

وقال المسؤول لرويترز بعد اجتماع صالح مع اعضاء في الحزب الحاكم (لقد اتفق معهم على بحث سبل احياء مبادرة مجلس التعاون الخليجي وايجاد الالية التي تضمن الانتقال السلمي للسلطة). وأضاف المسؤول ان صالح وافق على العمل مع احزاب المعارضة الرئيسية وجماعات يمنية اخرى ومع هيئات دولية والدول المعنية من اجل التوصل الى طريقة لانهاء الازمة.

وخرج صالح يوم الاحد من مستشفى بالرياض كان يتلقى فيه العلاج منذ الهجوم على قصره.

وقالت مصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة حثت صالح على عدم العودة الى اليمن. وبعد نقاش بشأن اليمن جرى الثلاثاء دعا مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة الى عملية تحول سياسي شاملة ومنظمة يقودها اليمنيون وتحقق مطالب وامال الشعب اليمني في التغيير.

وقالت المصادر إن زيارة الوفد إلى الرياض تأتي في ضوء استدعاء عاجل من صالح لبحث التطورات والمستجدات على الساحة السياسية، في ضوء الأحاديث عن إعادة تفعيل المبادرة الخليجية وتعديلها بما يؤدي إلى تطبيقها وبدء مرحلة انتقال السلطة في اليمن من الرئيس إلى نائبه.

وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن وفدا من المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» غادر إلى مدينة جدة السعودية في سياق مباحثات ومشاورات تجرى لإخراج اليمن من أزمته الراهنة، غير أن المعارضة الرسمية نفت وجود وفد يمثلها في مباحثات بالسعودية.

وعلى صعيد التطورات الأمنية الميدانية، قالت مصادر محلية في محافظة أبين بجنوب اليمن، إن قوات الجيش في اللواء العسكري «25 ميكا» ومعها ميليشيات قبلية، تمكنت من قتل أحد زعماء جماعة «أنصار الشريعة» التي تقول السلطات إنها إحدى اذرع تنظيم القاعدة في اليمن. وأشارت المعلومات الميدانية إلى أن ياسر الشليلي قتل في أحدث المواجهات بين الطرفين في مديرية مودية التي طهرها المسلحون القبليون، قبل بضعة أيام، من وجود المسلحين الذين ما زالوا يسيطرون على مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة.

وكانت قبائل محافظة أبين دعت أبناءها الذين ينتمون لمسلحي «القاعدة» بالعودة إلى قراهم، في حين أباحت القبائل دماء من تبقى من المقاتلين الأجانب، سواء عن المحافظة أو عن اليمن.

وفي محافظة تعز، توصلت السلطة المحلية إلى اتفاق تهدئة مع الأطراف في الساحة من أجل وقف المواجهات المسلحة الدائرة منذ قرابة 3 أشهر في المدينة، وقال حمود خالد الصوفي، محافظ تعز، إن السلطة المحلية وقعت مع «جميع الأطراف بالمحافظة على وثيقة تهدئة والتي من خلالها سيتم سحب جميع المظاهر المسلحة من المدينة ابتداء من الأربعاء (أمس)، وإخلاء المكاتب الحكومية من المسلحين وإعادة ممتلكاتها، واحترام ممارسات العمل السلمي في ظل حماية الأمن وإعادة القيم المدنية للمحافظة». وأعرب الصوفي عن أمله في نجاح هذا الاتفاق للوصول إلى التهدئة، وحرص جميع الأطراف على إنجاحه، داعيا جميع فئات المجتمع إلى تحمل مسؤولياتها في إنهاء الوضع الأمني المتردي في تعز.

من جانبه، أكد الشيخ حمود المخلافي، زعيم المسلحين الذين يحمون الثورة والثوار في محافظة تعز، التوصل للاتفاق. وقال المخلافي لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق وقع في ضوء وساطة بدأها قبل أكثر من شهر ونصف الشهر رجل الأعمال عبد الجبار هائل سعيد انعم، ثم استأنفها وزير الدولة عبد القادر علي هلال. وأشار المخلافي إلى أنه يلمس جدية من محافظ تعز في التوصل إلى تهدئة حقيقية، وأعرب عن أمله في أن تحذو اللجنة الأمنية بالمحافظة حذو المحافظ وتنفذ الاتفاق، وقال إن وجود المسلحين في تعز ليس سوى لحماية الثوار من اعتداءات قوات الأمن والجيش وتعرض ساحة الحرية للقصف وإطلاق النار بعد ما وصفه بـ«المحرقة» التي «جرت في الساحة، حيث أحرقوا خيامنا ومن بداخلها».

وأضاف الشيخ المخلافي أنه لا أحد يريد القتال، وأن المسلحين الذين ينتشرون في تعز لا يحملون سوى أسلحتهم الشخصية (الكلاشنيكوف)، مؤكدا، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن المسلحين لا يحتلون أي مبان لكنهم «اضطروا لبسط سيطرتهم على بعض المنشآت والمباني الحكومية عندما انسحبت قوات الأمن منها وحاول بلطجية النظام نهب تلك المنشآت العامة».

إلى ذلك، قال السفير فيليب بارهام، القائم بالأعمال ونائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة، في تصريحات صحافية بعد تبني مجلس الأمن الدولي لبيان صحافي في وقت سابق أول من أمس حول الوضع في اليمن «أرحب بالرسالة الواضحة الصادرة عن مجلس الأمن حول تحقيق انتقال سلمي ومنتظم في اليمن. فهذا دليل على الشعور المتنامي بالقلق لدى المجتمع الدولي تجاه الأحداث في اليمن. وقد أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق تجاه التدهور الكبير في الوضع الاقتصادي والإنساني والأمني هناك. ونحن نرحب بتقييم المجلس بأن عملية انتقالية سياسية بقيادة يمنية هي أول خطوة تجاه تلبية احتياجات كل اليمنيين. كما أننا نرحب بالمطالبة باحترام الالتزام بضمان إتاحة تقديم المساعدات الإنسانية من دون عراقيل. ونحن ندعم الجهود المستمرة لكل من المستشار الخاص للأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي الرامية لتسهيل عملية انتقال سياسية سلمية وشمولية».

وأضاف بارهام أن «الأزمة المستمرة في اليمن تؤدي لانتكاسه سنوات إلى الوراء. وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفاعا كبيرا، وإلى جانب نقص الوقود فإن لذلك تأثيرا كبيرا على الشعب اليمني والعمليات الإنسانية. كما أدى القتال المستمر في جنوب زنجبار إلى توليد احتياجات إنسانية كبيرة»، مشيرا إلى أن الأزمة اليمنية تثير قلقا خاصا لدى مجلس الأمن بالنظر إلى تداعياتها الأوسع نطاقا على السلام والأمن الدوليين. وقال «لا بد الآن من انخراط كل الأطراف في اليمن في المفاوضات التي تهدف إلى تحقيق عملية انتقال سياسية سريعة. كما يجب إنهاء القتال في الجنوب سريعا، وإتاحة المجال لوكالات الإغاثة بالوصول للمحتاجين». وأشار إلى أن الأمم المتحدة تلعب دورا أساسيا، ويتعين عليها الاستمرار في التواصل مع الدول المجاورة لليمن والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي، وجميعها أطراف تقدم المساعدة لتحقيق نقل السلطة سلميا وبسرعة.