الشرطة البريطانية تحقق مع شخص جديد في إطار فضيحة تنصت «نيوز أوف ذا وورلد»

كان يعتبر واحدا من كبار محرري الصحيفة.. واعتقاله يرفع العدد إلى 12 شخصا

TT

رغم أن أحداث الشغب في لندن ومدن بريطانية أخرى قد أبعدت الأنظار عن فضيحة التنصت وغيرت من أولويات الحكومة البريطانية والشرطة فإن الأخيرة أعلنت أمس أنها اعتقلت شخصا في بداية الستينات من عمره في إطار تحرياتها التي تدور حول التهم الموجهة إلى صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد»، التي توقفت عن الصدور الشهر الماضي، إحدى مطبوعات مؤسسة إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ «نيوز إنترناشيونال»، الذراع البريطانية لـ«نيوز كوربوريشن».

الشرطة لم تعط تفاصيل كثيرة حول هوية الشخص المعتقل باستثناء أن عمره 61 عاما. لكن قناة «سكاي نيوز» قالت إن الشخص المعتقل هو غريغ ميسكيو، أحد كبار المحررين الذي عمل في قسم الأخبار في الصحيفة خلال السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين. وكان غريغ ميسكيو قد أخبر الشهر الماضي القناة البريطانية التلفزيونية الرابعة قبل اعتقاله أنه يعد العدة للعودة إلى بريطانيا من فلوريدا من أجل التحدث مع الشرطة بخصوص اتهامات التنصت. اعتقاله يرفع عدد الأشخاص من كبار المحررين والتنفيذيين من الصحيفة إلى 12 شخصا منذ بداية الشهر الماضي عندما كشفت صحيفة «الغارديان» أن قضية التنصت مورست بشكل واسع جدا على الكثير من الأشخاص ولم تكن محصورة ببعض المشاهير وأبناء العائلة المالكة. وتبين أن هناك أكثر من 4 آلاف شخص في قوائم الشرطة من الذين استهدفتهم الصحيفة والكثير منهم من أهالي ضحايا العمليات الإجرامية وعمليات التفجيرات الإرهابية. وتوقف صدور «نيوز أوف ذي وورلد» الشهر الماضي بعد 168 عاما من بدء صدورها في أعقاب مزاعم التنصت على هواتف تعرضت للتنصت أحدها يخص مراهقة كانت ضحية جريمة قتل. واضطرت «نيوز كوربوريشن» للتخلي عن عرض قيمته 12 مليار دولار لشراء شبكة «بي سكاي بي» التلفزيونية الفضائية.

وكان آخر اعتقال تقوم به الشرطة كان لستوارت كوتنر مدير التحرير السابق في «نيوز أوف ذي وورلد» الذي استقال من منصبه في 2009 بعد خدمة استمرت 22 سنة تولى خلالها إدارة الشؤون المالية للصحيفة. وكان كوتنر مسؤولا عن الموافقة على أي مبالغ مالية تدفعها الصحيفة. وكان أعضاء في البرلمان قد أبلغوا أن مكتبه هو الجهة المسؤولة عن دفع أي أموال إلى محققين من القطاع الخاص. واستقال على نحو غير متوقع عام 2009 قبل أن تبدأ صحيفة «الغارديان» مباشرة نشر سلسلة من الموضوعات ذكرت فيها أن عمليات التنصت على الهواتف في «نيوز أوف ذي وورلد» نطاقها أوسع كثيرا مما أشارت إليه التحقيقات حتى ذلك الحين.

وقالت وكالة رويترز إن أحد مراسليها زار أول من أمس الثلاثاء بيت غريغ ميسكيو في فلوريدا وتبين أنه لا أثر له في المكان وبدأت الرسائل تتراكم داخل بيته مما يظهر أنه ترك البيت. وقالت الشرطة إن الشخص المعتقل حضر إلى محطة الشرطة بناء على ترتيب مسبق بخصوص تهم التنصت.

وأثار سيل من الحقائق تكشف خلال الشهر الماضي غضبا هز إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية وأوساط الصحافة البريطانية وجهاز الشرطة والزعماء السياسيين، وطالت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي تعرض لانتقادات شديدة ومساءلة أمام البرلمان لاستعانته بآندي كولسون الذي عمل رئيس تحرير الصحيفة خلال الفترة الحرجة من عمليات التنصت كمدير للاتصالات في مقر رئاسة الوزراء. وقد استقال من منصبه بعد اندلاع الفضيحة الشهر الماضي وتم اعتقاله من قبل الشرطة. كما تم اعتقال ريبيكا بروكس الرئيسة التنفيذية لـ«نيوز إنترناشيونال» التي عملت أيضا رئيسة تحرير الصحيفة أيضا في بداية القرن الحالي. وبسبب الفضيحة مثل روبرت مردوخ رئيس «نيوز كوربوريشن» وابنه جيمس رئيس «بي سكاي بي» أمام لجنة برلمانية الشهر الماضي بخصوص التهم الموجهة للصحيفة. وظهر تناقضات في إفادة الابن أمام اللجنة التي طلبت منه توضيحا بعد نفيه أنه على علم بأن التنصت قد مورس بشكل واسع. وأشار المشرعون في البرلمان البريطاني بالفعل إلى أنهم يريدون إعادة استدعاء جيمس مردوخ لتوضيح أدلة قدمها إلى لجنة برلمانية بعد أن شكك فيها مسؤولان كبيران سابقان في «نيوز إنترناشيونال».

وكان مردوخ أبلغ اللجنة بأنه لم يعرف مدى عمليات التنصت على الهواتف في الصحيفة عندما وافق على دفع مبلغ مالي كبير لأحدى الضحايا. لكن المسؤولين السابقين قالا إنهما أطلعاه على دليل يثبت أن الأمر ليس مقصورا على صحافي واحد «مارق». وكان محرر شؤون العائلة الملكية في الصحيفة كلايف غودمان ومخبر خاص قد حكم عليهما بالسجن عام 2007 بعد إدانتهما بالتنصت على هواتف خاصة بمعاونين للعائلة الملكية. وكانت مفكرة المخبر الخاص تحتوي على آلاف الأسماء الأخرى التي لم تجر بعد تحقيقات بخصوصها. وتحقق الشرطة أيضا في مزاعم عن أن بعض الصحافيين دفعوا رشى لضباط في الشرطة مقابل معلومات.