المعلم: سوريا ستخرج من الأزمة أقوى شكيمة

استقبل وفدا من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند

TT

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الجيش بدأ انسحابه من حماه أمس، وقال أمام وفد من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند إن «سوريا ستخرج من هذه الأزمة أقوى شكيمة وأشد بأسا»، معتبرا أن ما تتعرض له سوريا من «تدخلات خارجية وتحريض إعلامي واسع يهدف للضغط على قرارها السياسي المستقل الذي يقف حائلا في تحقيق أجندات خارجية».

وقال بيان سوري رسمي أمس إن المعلم التقى الوفد الذي ضم من جنوب أفريقيا إبراهيم إبراهيم وباولو كورديرو وديليب سينها، إضافة إلى مبعوثين من البرازيل والهند التي تشغل دولهم مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن. وأضاف البيان أن وزير الخارجية السوري شرح للوفد الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية، «نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب».

وبحسب البيان، قال المعلم أمام الوفد إن «وحدات من الجيش العربي السوري أعادت الأمن والاستقرار إلى تلك المدن وبدأت صباح أمس مغادرة حماه، وإن مراسلي وكالات الأنباء ذهبوا لمشاهدة الوضع هناك». وأكد أمامهم تصميم سوريا على الحوار الوطني وتنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد. وأشار إلى إصدار قانوني الأحزاب والانتخابات العامة، معتبرا أنهما «يستجيبان للمطالب الشعبية ويؤسسان للتعددية السياسية وللحياة الديمقراطية التي سوف تتوج بإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة».

وأضاف البيان أن الوزير بين للوفد أن «ما تتعرض له سوريا من تدخلات خارجية وتحريض إعلامي واسع يهدف للضغط على قرارها السياسي المستقل الذي يقف حائلا في تحقيق أجندات خارجية». وعبر المعلم عن تثمينه مواقف الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ولبنان وروسيا والصين التي «وقفت في وجه الحملة التي تستهدف سوريا في مجلس الأمن»، وقال: إن تلك الحملة «لم تأخذ بالمعلومات والوقائع التي قدمتها سوريا المعنية والمسؤولة أولا وآخرا عن أمن واستقرار شعب سوريا وسلامة أرضه ومؤسساته».

ونقل البيان عن أعضاء الوفد تعبيرهم عن «وقوفهم مع سوريا وتضامنهم مع قيادتها»، وأنه «انطلاقا من هذه الصداقة يتشاورون مع سوريا»، مؤكدين «وقوف بلدانهم إلى جانبها من أجل إعادة الأمن والاستقرار وسعيهم المستمر وثبات موقفهم ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية السورية». وأضاف البيان أنهم عبروا عن «ثقتهم بأن الإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد على مختلف المستويات ستخلق واقعا جديدا في سوريا يلبي طموحات وتطلعات شعبها». ونقل البيان عن الوفد توضيحه بأن «المجتمع الدولي مطالب حاليا بالدعوة إلى منح الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي هذه الإصلاحات ثمارها بدلا من إعطاء مؤشرات مشجعة للمجموعات المسلحة لتصعيد الاضطرابات والعنف».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن اللقاء مبادرة من دول مجموعة إيبا. وإيبا مجموعة غير رسمية تضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تشكلت في ظل حكومة الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003 - 2010). وأضاف المتحدث البرازيلي أن الرسالة التي ستنقلها البعثة إلى السلطات السورية تركز على «ضرورة الحوار بين الحكومة والشعب وضرورة وضع حد للعنف واحترام حقوق الإنسان». وقال أيضا إن هدف البعثة «الاطلاع على الوضع في سوريا وتقييم استعداد الحكومة للحوار». والمندوب البرازيلي هو مسؤول دائرة أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية باولو كورديرو.

وقال كورديرو في مقابلة نشرت أول من أمس، وأجريت معه في بيروت قبيل انتقاله منها إلى دمشق، إن الوفد سيجري «حوارا صريحا وحازما. ليس مقبولا استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين عزل». وأضاف في المقابلة التي نشرتها صحيفة «ايستادو دي ساو باولو» البرازيلية: «نريد أيضا حض الرئيس (بشار الأسد) على مواصلة الحوار الذي وعد به».

وأكد المبعوث البرازيلي وجود «تناقض بين الإصلاحات التي وعد بها الرئيس والعنف الممارس في الشارع. الحكومة تقول: إنها قوى غير نظامية مسلحة، ولكن انتشار الدبابات في المدن وإطلاق النار عشوائيا أمور ليست مقبولة».