هورموزلو لـ «الشرق الأوسط»: نتوقع إجراءات خلال أيام.. وإذا كانت النية صادقة ينتهي الإصلاح خلال أسبوعين

غل قال للأسد: لا أريد أن أرى أحدا في الإدارة السورية يتحسر على ما جرى عندما يكون الأوان قد فات

إرشاد هورموزلو
TT

تمنت مصادر دبلوماسية تركية أن لا تكون الأحداث التي تجري على مقربة من حدودها الجنوبية «ردا سوريا على النصائح التركية» التي أرسلت إلى الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء الماضي، معتبرة أن عدم حصول تقدم في المقاربة السورية للأزمة من شأنه أن يضع الوضع في مكان لا يريده أحد، فيما كشف كبير مساعدي الرئيس التركي إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس التركي عبد الله غل، قال للرئيس السوري في رسالة خطية إنه «لا يريد أن يرى أحدا في الإدارة السورية يتحسر على ما جرى عندما يكون الأوان قد فات».

وقالت المصادر الدبلوماسية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة تتابع مجريات الأحداث في سوريا، خصوصا مع استمرار العمليات السورية، وآخرها اقتحام بلدة سراقب القريبة من الحدود التركية، مشيرة إلى أنه «إذا كان هذا هو الرد السوري، فالأيام المقبلة صعبة للغاية»، لكن المصادر رفضت «استباق الأمور لأن السوريين وعدوا بخطوات محددة ونحن ننتظر رؤيتها».

ونفى مستشار الرئيس التركي إرشاد هورموزلو أن تكون بلاده قد أعطت دمشق «مهلة 15 يوما»، مشيرا إلى أنها «تتوقع إجراءات سوريا خلال أيام، وإذا كانت النية صادقة، فالإصلاح يجب أن ينتهي خلال أسبوعين». وقال هورموزلو إن «رسالة خطية أرسلت إلى الأسد حملها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكدت على ضرورة التوقف عن إراقة الدماء، كذلك إطلاق سراح جميع المعتقلين، والبدء فورا بإصلاحات تلبي طموحات الشعب السوري».

وأشار إلى أن الرئيس التركي ذكر في رسالته «أنه لا يريد أن يرى أحدا في الإدارة السورية يتحسر على ما جرى عندما يكون الأوان قد فات». مشيرا إلى أن داود أوغلو حمل أيضا وجهة نظر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «ورسالته الواضحة بضرورة التوقف عن إراقة الدماء فورا، وعدم استخدام العنف في قمع المظاهرات السلمية».

وأشار هورموزلو إلى أن السوريين «استمعوا إلى النصائح التركية بوضوح، وكان لديهم تفهم لضرورة سحب القوات والآلات العسكرية من المدن، والسماح لمراسلي الصحف التركية بالدخول إلى المدن المذكورة»، مشيرا إلى أن قسما من هؤلاء زار المناطق السورية، غير أنه أشار إلى أن تركيا تريد أن تكون «هذه حالة دائمة، لا مجرد زيارات منظمة». مشيرا إلى أن بلاده تسعى لتأمين دخول مراسلي الصحافة الأجنبية في تركيا إلى المدن السورية لإطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة ما يجري فيها.

وردا على سؤال عن «مهلة الأسبوعين» التي تحدث عنها رئيس الوزراء التركي، قال هورموزلو إن بلاده تتوقع «تحركا سوريا خلال أيام وليس أسابيع، لكن إذا كانت النية صادقة في تطبيق الإصلاحات، فيجب أن يتم تطبيقها قبل نهاية شهر رمضان»، مضيفا أن بلاده تتمنى أن تكون هذه الإصلاحات بمثابة «الصدمة لتغيير نوعية وشكل النظام وتلبية مطالب الشعب».

أما في حال لم تستجب سوريا، واستمر القمع فإن تركيا «تتوقع أن يحصل ما حذرت منه سابقا لجهة دخول سوريا في مواجهة من طرف واحد مع المجتمع الدولي عبر صدور قرارات صارمة بحقها وتدخل أجنبي فيها»، مشيرا إلى أنه عندما يكون القرار صادرا عن الأمم المتحدة «فإن جميع الدول - ومن ضمنها تركيا - ستكون ملزمة بتنفيذ مضامينه»، نافيا أن تكون سيناريوهات «التدخل العسكري التركي وإقامة منطقة عازلة قد طرحت على طاولة البحث».