المغرب ينضم للأصوات العربية المطالبة بوقف نزيف الدم السوري

أئمة وخطباء المساجد في العراق يدينون القمع.. والعربي يتلقى اتصالا من داود أوغلو لإطلاعه على لقاءاته في دمشق

صورة مأخوذة من موقع اوغاريت لمظاهرات في حلب
TT

أعرب المغرب، أمس، عن «قلقه الشديد حيال تزايد أعمال العنف» في سوريا، داعيا «مجموع الأطراف المعنية إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس». وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن «المملكة المغربية، التي يتميز موقفها المعهود بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، تعرب اليوم عن قلقها الشديد وانشغالها العميق حيال الأحداث الأليمة التي تهز سوريا».

وأضافت الوزارة أن هذه الأحداث «مطبوعة بتصاعد التوتر وتزايد أعمال العنف، التي تخلف الكثير من الضحايا، خاصة في وسط السكان المدنيين». وتابع البيان أن المغرب «يدعو مجموع الأطراف المعنية إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس والانخراط في حوار معمق وشامل لصالح وحدة واستقرار وأمن هذا البلد الشقيق».

وأكدت الوزارة أيضا أن المملكة المغربية، «تعرب عن أملها الصادق في أن يتمكن الشعب السوري الشقيق من إيجاد السبيل الملموس وذي المصداقية الذي يستجيب لتطلعاته المشروعة في الديمقراطية وطموحاته الطبيعية للتقدم، بعيدا عن أي لجوء مفرط للعنف أو القمع».

وينضم المغرب إلى قائمة الدول العربية التي بدأت بالخروج عن صمتها الطويل، للتعبير عن القلق من أعمال العنف ضد المدنيين في سوريا. وبعد قطر التي استدعت سفيرها من دمشق في يوليو (تموز)، أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأحد، استدعاء سفير المملكة لدى سوريا للتشاور، لتحذو حذوه في اليوم التالي الكويت والبحرين. في حين دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق إلى «الوقف الفوري» للعنف، بينما قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن ما يجري في سوريا «جاوز الحد»، مطالبا بـ«وضع حد لهذه المأساة». وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد أصدرت بيانا يدعو لوقف العنف وتطبيق الإصلاحات.

وفي إطار متابعة مستجدات الأوضاع في سوريا وما يدور بشأنها من اتصالات ومشاورات، تلقى رئيس الجامعة العربية نبيل العربي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي أطلعه على نتائج محادثاته مع القيادة السورية، وما وصفه بـ«خارطة طريق» لمعالجة الأزمة الراهنة التي تمر بها سوريا. وكان هذا الموضوع أيضا محور المحادثة الهاتفية التي أجرها العربي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وفي بغداد، دعا أئمة وخطباء مساجد العراق «الخيرين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية والمخلصين من الشعوب الأخرى إلى فضح الممارسات التي يقوم بها النظام السوري وأفعاله الإجرامية ضد أبناء الشعب السوري الشقيق». وقالوا في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «العلماء الأعلام من أبناء العراق يتابعون بألم بالغ وشعور عميق بالمرارة الأحداث الدامية التي تحدث في سوريا وما يتعرض له أبناء الشعب السوري الشقيق من إجراءات تعسفية وقتل ممنهج لا لجريمة ارتكبوها أو فعل مخالف قاموا به سوى التعبير عن شعورهم بالظلم والإحباط ومطالبتهم بالحرية والإصلاح».

وأضاف البيان أن «الجريمة النكراء التي يتعرض لها أبناء الشعب السوري الشقيق أمام صمت البعض من الأنظمة والحكام ومباركة البعض الآخر تثير فينا الشك والاستغراب». وحيا البيان «أبناء الشعب السوري الشقيق وهم يتصدون للظلم والطغيان».

وفي الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة العراقية تلتزم الصمت حيال ما يجري في سوريا، فقد دعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي مؤخرا السلطات السورية إلى اتخاذ موقف جريء لوقف نزيف الدم.

إلى ذلك، تظاهر العشرات أمام السفارة السورية لدى تونس أول من أمس مطالبين «نظام الرئيس السوري بشار الأسد بوقف المجازر التي يرتكبها» وبطرد السفير السوري من تونس، كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت آسيا بلحسن عضو «الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات» التي نظمت المظاهرة للوكالة «نريد أن نظهر للشعب السوري أنه لم يعد هناك صمت وأننا نتحرك ضد المذبحة التي يرتكبها النظام». وأضافت «نحن نعد لمسيرة ضخمة بمشاركة جمعيات وأحزاب سياسية وفعاليات أخرى في المجتمع المدني»، من دون أن تحدد موعدها.

وفي 5 أغسطس (آب) الحالي تأسست في تونس جمعية تضامن مع الشعب السوري بمبادرة من عدة أحزاب ومنظمات غير حكومية وشخصيات مستقلة، وفق ما أعلن منسقها القاضي السابق مختار اليحياوي. وصرح اليحياوي لدى إعلانه تشكيل الجمعية التي أطلق عليها اسم «التنسيقية التونسية لدعم الشعب السوري»: «إننا نعلن دعمنا كفاح الشعب السوري من أجل حريته».

من جهته، طالب عضو «الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة» الصحافي سفيان الشورابي في رسالة إلى الحكومة الانتقالية التونسية بـ«استدعاء السفير التونسي في دمشق وطرد السفير السوري لدى تونس».

وقال الشورابي في رسالته إنه «إذا كان المجتمع المدني التونسي والحركات السياسية أخذت مواقف شجاعة دعما للشعب السوري في نضاله من أجل الديمقراطية فإن صمت وزارة الخارجية أمام المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري لا يمكن إلا أن يثير علامات الاستفهام والاستهجان».

وتستضيف تونس في 12 سبتمبر (أيلول) مؤتمرا للمعارضة السورية سيعقد فيها لأول مرة، كما أعلن المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني الأمين العام للحركة الديمقراطية السورية. وأكد اللاذقاني المقيم في لندن أمس، أن «المؤتمر يهدف إلى كسر الصمت العربي (..) وتوحيد المعارضة السورية في داخل وخارج سوريا وتحديد خطة عمل لمرحلة ما بعد بشار الأسد». وأضاف الكاتب ورئيس تحرير مجلة «الهدهد» أن نظام الرئيس بشار الأسد «يتهاوى» و«لن يصمد إلى ما بعد شهر رمضان».