«المجتمع المريض» و«ثقافة الخوف» في تناول صحافة بريطانيا بعد أحداث الشغب

مواقف وقرارات كاميرون تتصدر الصحف البريطانية والعالمية

TT

واصلت الصحف البريطانية تناولها لأحداث الشغب التي شهدتها بريطانيا في الأيام الأخيرة وركزت على مواقف وقرارات رئيس الوزراء كاميرون, مع عرض لمقالات تحليلية بحثت أسباب الشغب ودوافعه.

وتصدر عنوان بالبنط العريض «مجتمعنا المريض» الصفحة الأولى لصحيفة «الدايلي تلغراف» في عددها الصادر أمس والذي تحدث كاتبه اندرو جيليغان عن محدثي الشغب قائلا إنهم «كانوا كما قال لنا البعض من الطبقة الأكثر فقرا في بريطانيا لكننا فوجئنا في المحاكم بأن منهم طلبة جامعات، وابنة رجل أعمال ثري وطفل في الحادية عشرة من العمر». ويضيف: «هنا في قاعات المحاكم نرى (المرض) كما سماه كاميرون الذي ينخر المجتمع البريطاني».

«الغارديان» تحدثت عن إمكانية تجدد الضغط الذي يواجهه رئيس الوزراء حول خطة تقليل عدد رجال الشرطة في لندن ضمن خطته الوطنية لخفض النفقات. ورغم أن الهدوء عاد لشوارع لندن فإن السؤال الصعب الذي يواجه كاميرون وحسب الصحيفة هو لو أن نفس الأحداث وقعت بعد تطبيق قرار التقليص في عدد أعوان الشرطة فكيف سيكون الوضع؟ نقابة الشرطة أجابت بأنه سيكون «كارثيا» بالتأكيد.

كما صرح مسؤول حكومي لـ«الغارديان» بأنه على وزارة الداخلية أعادة النظر في خططها الرامية إلى قيمة المبلغ الذي قطعته من ميزانية الشرطة والذي يبلغ ملياري جنيه إسترليني.

كما أصدرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أوامرها لرؤساء الشرطة بإلغاء كل العطلات لأعوان الشرطة معتبرة دعم وجودهم في شوارع البلاد أولوية.

صحيفة «التايمز» البريطانية قامت كما بقية الصحف البريطانية بتغطية شاملة في متابعة لأحداث لندن وعرضت آخر تصريحات كاميرون ومنها قراره بتقديم تعويضات للأشخاص والمؤسسات ومختلف المتضررين من أحداث الشغب والعنف التي شهدتها بريطانيا في مقال عنونته بـ«رئيس الوزراء يعد بتعويض لكل الضحايا».

في نفس السياق وعرضا لقرارات كاميرون قالت «الإندبندنت» إن رئيس الوزراء البريطاني أكد أن كل من تتم إدانته بتورطه في أحداث الشغب والعنف يجب أن يسجن، وأنه يجب العمل على إعادة النظام للبلاد «مهما تطلب الأمر». كما جاء في مقال آخر لنفس الصحيفة أن البلديات قد تفرض رحيل بعض المتساكنين عن منازلهم غير الخاصة والتي عادة ما تمنحها الدولة لضعاف الحال إذا ما ثبت تورطهم في أعمال الشغب. وفي مقال آخر تحدثت الصحيفة عما سمته بـ«الهجوم المعاكس» للشرطة التي تقوم بحملات توقيف وتفتيش منازل بحثا عن المتهمين بالشغب. كما خصصت الصحيفة نصف صفحتها الأولى لصورة الأب الآسيوي المسلم الذي فقد ابنه خلال الأحداث وعنونتها بقوله «كان ولدا جيدا، وقف من أجل أبناء منطقته والآن قتل. لماذا؟». وتحدثت «الإندبندنت» في مقال موسع حول القتيل وتفاصيل ساعة صدمه بسيارة عمدا خلال الأحداث.

صحيفة «الدايلي مايل» أيضا تحدثت عما سمته بـ«هجوم» الشرطة التي تقوم بدوريات توقيف نحو القائمين بأعمال الشغب.

صحيفة «لوموند» الفرنسية عنونت مقالا رئيسيا عن أحداث لندن بـ«الليلة الهادئة الأولى في لندن منذ السبت»، وافتتحت الصحيفة مقالها بأن الشرطة في بريطانيا لا تمتلك قوة نظامية مخصصة تحديدا لمواجهة أعمال الشغب أو الاحتجاجات التي قد تكون خطيرة. وتحدثت الصحيفة عن عودة الاستقرار للوضع الأمني في بريطانيا. ورغم هذا الاستقرار وعودة الأمور إلى مجاريها فإن الصحيفة تحدثت عما سمته بـ«ثقافة الخوف» التي تسود المجتمع البريطاني الآن على خلفية ما حدث في الأيام الماضية. كما تحدثت الصحيفة عن محاكم لندن التي أمضت طيلة الليل تحاكم المتهمين بالشغب والذين كانوا بالمئات ومنهم حتى شبان صغار وطفل في الحادية عشرة من عمره حسب الصحافة البريطانية.

أما صحيفة «نيورك تايمز» الأميركية فقد عرضت مواقف رئيس الوزراء البريطاني مركزة على وصفه لمن قاموا بالشغب بعصابات. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يشد بجهود الشرطة إلا الأربعاء وأنه وللمرة الأولى يعترف بتقصيرهم وبالنقد الذي وجه لهم في تعاملهم مع أحداث الشغب وأن مسؤولي الشرطة اعترفوا بأنهم لم يسخروا سوى أعداد قليلة من رجال الشرطة عند بداية النهب والشغب. و«في البداية الشرطة تعاملت مع الوضع على أنه مسألة إعادة نظام أكثر من أنه أساسا أعمال إجرامية».