ناشطون سوريون يطلقون صفحة لـ«الثورة البريطانية»

يسخرون فيها من تغطية الإعلام السوري للأحداث البريطانية

TT

أثار اهتمام الإعلام الرسمي السوري بأحداث الشغب التي تشهدها بريطانيا، شهية الناشطين السوريين للسخرية من رغبة الأعلام الرسمي السوري في التشفي من دولة غربية، حيث جهدت وسائل الإعلام السورية لا سيما الخاصة منها في تناولها للحدث البريطاني، للإيحاء للمشاهد بأن ما يجري في سوريا هو ذاته الذي يجري في بريطانيا. وعلى مدار الساعة كانت تكرر نبأ اعتقال السلطات البريطانية لأكثر من 700 بريطاني، وانتشار للجيش في أحياء العاصمة لندن. ويوم أمس كان التركيز على نية الحكومة البريطانية النظر في مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالأحداث.

وأنشأ مجموعة من الناشطين السوريين، على سبيل السخرية، صفحة على موقع «فيس بوك» استخدموا فيها شعارات المؤيدين للنظام والأخبار الرسمية على أنها أخبار بريطانية، فكان اسم الصفحة «بريطانيا الله إليزابيث وبس» على غرار شعار «سوريا لله بشار وبس» و«بريطانيا وطننا وأم تشارلز ملكتنا» المأخوذ عن شعار «سوريا بلدنا وأبو حافظ رئيسنا». وفي تذكير بقصة بثتها قناة «الدنيا» الخاصة منذ بداية الأحداث عن عثور قوات الأمن على حبوب هلوسة مهربة وموضوعة بعبوات بلاستيكية عليها لوغو قناة «الجزيرة» حيث اعتبرت حينها قناة «الدنيا» أن المؤامرة انكشفت وأن قناة «الجزيرة» ضالعة فيها. وكتب مدير صفحة «بريطانيا الله اليزابيث وبس»: «انكشفت المؤامرة الخارجية بالدليل القاطع: العثور على حبوب هلوسة في بريطانيا وعليها شعار قناة (الصنيا) الصينية ولسه عم تتهمونا بأنه ما في مؤامرة؟؟ شوفوا هالصورة وبدقة عالية لحتى ما يطلع حدا ويقول مفبركة بالفوتوشوب ونستمر معكم بفضح المؤامرة الصينية على ملكتنا بسبب موقفها الداعم للثوار وطالبي الحرية الصينيين حيث وجدنا هذه الحبوب في مكان إقامة المخرب المندس الصيني رابّي ياسّر». وربي يسر هو لقب نذير سلواية أحد المعتقلين من اللاذقية الذين عرض التلفزيون السوري اعترافاته عن ضلوعه في أعمال شغب في اللاذقية منذ عدة أشهر، وحينها بدا واضحا أن نذير سلواية غير متزن نفسيا. وكان يكرر بين جملة وأخرى عبارة «ربي يسر» فكان موضع تندر المعارضين والمؤيدين معا، المعارضين لأنهم رأوا فيه فبركة مكشوفة ومضحكة، والمؤيدين إذ اعتبروه نموذجا لقادة الثورة في سوريا.

وقد استعاد السوريون مع أحداث لندن قصة نذير سلواية بصيغة بريطانية، إلى جانب قصص أخرى، إذ نقل أيضا تصريح عن مستر بن مستهلم من تصريح الفنان الكوميدي السوري دريد لحام. ويقول الخبر: «الفنان مستر يقول في تصريح لقناة (البي بي سي الشريفة): أنا ضد الفتنة التي يحاول أن يشعلها الصينيون البوذيون.. وأقول للعالم أجمع نحن البريطانيين كلنا سواء بروتستانتيين أو كاثوليكيين أو أرثوذكس مع الملكة إليزابيث للأبد.. وليس من وظيفة الجيش البريطاني تحرير أي أرض محتلة وإنما مساعدة الأمن والشبيحة the Ghosties في القضاء على أهل الفتنة..!!».

وفي استحضار لما قالته وسائل الإعلام السورية عن رفع علم إسرائيل في حي باب السباع في حمص، ذكرت صفحة «الثورة البريطانية»: «اتصلت مواطنة بريطانية من مدينة توتنهام وأكدت أنها وسط إمارة سلفية مسيحية سيطرت على المدينة وأن علم الحزب الشيوعي يرفرف في سماء توتنهام وطالبت بتدخل الجيش والأمن لإنزال العلم الشيوعي والقضاء على الإمارة السلفية المسيحية المتشددة».

وفي حين «يتوعد رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرونذافي بالزحف على المتظاهرين بالملايين لتطهير بريطانيا هاوس هاوس.. كورنر كورنر.. زنغا زنغا.. بيرسن بيرسن.. لحتى تتطهر البلد من الدنس والأنجاس»، ينقل بحسب الصفحة تلفزيون «الإخبارية البريطانية» خبرا مفاده «لا توجد مظاهرات وإنما بعض التجمعات من الناس الذين خرجوا من الكنيسة فوجدوا أن الضباب انقشع والشمس سطعت فهتفوا بحمد الله وحب الملكة إليزابيث ثم تفرقوا دون أي اشتباك فيما بينهم»، في تندر على ما قالته قناة «الإخبارية» السورية إحدى المرات عن عدم وجود مظاهرة في الميدان وأن الناس خرجوا إلى الشارع ليعبروا عن فرحهم بهطول المطر.

كما تنقل صفحة الثورة البريطانية عن محلل له صورة المحلل السوري طالب إبراهيم بعد تلوين شعره بالأصفر وتسميته «البروفسور المخضرم الفطحل ستيودنت أبراهام Student Abraham» أنه صرح «كل هتاف لا يتضمن حبنا الأبدي لملكتنا هو مؤامرة ودعم لجهات خارجية مغرضة وقتالهم فرض عين وهو أولى من قتال العدو». كما تنقل عن «قس قساوسة بريطانيا ماي بووت my boot فتواه «بحرمان الخروج يوم الأحد في أي تجمعات أو مظاهرات لأنها قد تكون وسيلة للمندسين كي يندسوا بينهم ويطلقوا النار عليهم.. وأن أي مخالفة لهذا الأمر الإلهي ستحل على المخالف لعنة الرب إلا إذا كانت تهتف بحياة الملكة إليزابيث»، في إشارة إلى فتوى علماء سوريا بحرمان التظاهر. كما تنقل عن الملكة «العظيمة المقدسة الحكيمة» أنها «تنتقد وتستنكر وتشجب التصريحات السورية التي هددت بسحب الشرعية من النظام الملكي البريطاني وتقول إن هذه التصريحات تتجاهل العصابات المسلحة التي تروع المواطنين وتجبرهم على حرق بيوتهم وتخريب محلاتهم بأنفسهم».

أما هتافات وشعارات «ثوار لندن» بحسب الصفحة فهي «كلنا روبن هود.. ولندن لنا ستعود» و«يا ويليام مانك منا.. خود هاري وارحل عنا» و«لا هريسة ولا معمول.. حتى ترجع ليفربول» و«الكاثوليك عالفاتيكان.. والإسلام عالباكستان» و«مانشستر حرة حرة.. اليزابيث اطلعي برا»...

أما كلام المؤيدين فقد ارتكز على انتقاد «المشككين في أن بريطانيا هي دولة ممانعة» وقالت الصفحة على لسانهم: «نحن الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لديها عيد استقلال لأننا منذ فجر التاريخ «نمانع» ضد أي غزو خارجي.. والآن يحاولون القضاء على تاريخ دولتنا الممانع باستقدام بعض المندسين والمخربين والمغرر بهم.. لكن طالما ملكتنا فوق رؤوسنا فلن نهابكم.. من أنتم».