كلينتون تناشد العالم الانتباه للكارثة الإنسانية في القرن الأفريقي

قالت: علينا معالجة الأزمة الغذائية والأمن الغذائي معا

TT

في وقت تتواصل فيه أزمة المجاعة في الصومال وتبعاتها في القرن الأفريقي، من أزمة إنسانية تؤثر على حياة 12 مليون شخص، ناشدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون العالم الانتباه إلى تلك الأزمة. وقالت كلينتون في خطاب مخصص للأزمة في القرن الأفريقي إن «هذه أسوأ كارثة إنسانية طارئة في العالم»، معتبرة أن على المجتمع الدولي معالجة «الأزمة الغذائية والأمن الغذائي» معا. وأضافت أنه «من الضروري أن نساعد دول القرن الأفريقي على تخطي الأزمة الحالية، ولكن أيضا العمل على منع تكرارها». يذكر أنه بعد ثلاث سنوات من مواسم زراعية سيئة وارتفاع أسعار الغذاء واستمرار الأزمة السياسية في الصومال، وصلت الأمور إلى كارثة إنسانية.

وتحدثت كلينتون في «المعهد الدولي لبحث سياسة الغذاء» المختص بالأمن الغذائي وسط العاصمة الأميركية، من أجل تسليط الضوء على المجاعة التي أدت حتى الآن إلى مقتل 29 ألف طفل. وقالت كلينتون إن الأمن الغذائي «جزء أساسي من التنمية العالمية، علينا خفض المجاعة وسوء التغذية»، مشددة على أهمية معالجة الأزمة الطارئة الآنية. واعتبرت كلينتون أن ما يدور في القرن الأفريقي أزمتان «أزمة غذاء وأزمة لاجئين»، حيث يتدفق اللاجئون من الصومال إلى كينيا وإثيوبيا للهروب من المجاعة التي تسيطر على البلاد. وشرحت كلينتون أن مخيم داداب في كينيا أصبح فيه الآن أكثر من 420 ألف لاجئ صومالي، كما أن «مئات الآلاف يتركون منازلهم ويسيرون لمئات الأميال من أجل الوصول إلى مخيمات اللاجئين».

وشرحت الوزيرة الأميركية أن هناك «سباقا لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح، لكن هناك الكثير الذي علينا القيام به، وبسرعة». وهناك خطوات قصيرة الأمد ومستعجلة يجب القيام بها من أجل إنقاذ أهالي الصومال والمتضررين في إثيوبيا وكينيا، وشددت كلينتون على أن الحاجة الأولية الماسة هي للأموال. وقد وصلت المساعدات الأميركية للقرن الأفريقي هذا العام إلى 580 مليون دولار، لكن هناك حاجة لأكثر من مليار دولار إضافية لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية. وبينما ناشدت كلينتون الدول المانحة تخصيص منح جديدة للقرن الأفريقي، حرصت أيضا على دعوة كل من يهتم بهذه الأزمة إلى إعطاء المساعدات للمنظمات الدولية المعنية، إذا كانت الأمم المتحدة أو غيرها من منظمات تزود المحتاجين بالمساعدات الغذائية والطبية.

وشددت كلينتون على أن «الصومال هي قلب هذه الأزمة، خاصة أنها تفتقد حكومة قادرة على التعامل مع هذه الأزمة، وأن مجموعة الشباب الإرهابية تمنع المنظمات غير الحكومية من القيام بعملها هناك». وأضافت كلينتون «الكثير يعتمد على الشباب، إنني أناشد المجموعة الاستماع إلى مطالب المجتمع الدولي وإلى نداءات شعوبها» للسماح بالمساعدات الخارجية وعدم تهديد أعضاء المنظمات الإنسانية. وتحدثت كلينتون عن أهمية التوصل إلى حل سياسي في الصومال لنجدة أهاليها وتحقيق طموحاتهم للأمن والاستقرار.

أما على المدى البعيد، فقالت كلينتون إنه من الضروري «كسر هذه الحلقة ومساعدة الدول المتضررة على ضمان الأمن الغذائي». وأكدت كلينتون على أن هذه العملية لا يمكن أن تنتظر انتهاء الأزمة الحالية، بل يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من عملية الإغاثة الحالية. وعددت كلينتون الطرق المتاحة لكسر الحلقة المفرغة التي تؤدي إلى أزمات المجاعة في القرن الأفريقي، مشيرة إلى أهمية تحسين أنظمة الزراعة ودعم المزارعين والعمل على كل مراحل الزراعة من الإنتاج إلى الاستهلاك. ولفتت إلى الخطوات التي قامت بها إثيوبيا وكينيا في هذا الصعيد، وأهمية تكثيف جهود البلدين. وذكرت أنه خلال أزمة المجاعة خلال عامي 1992 و1993، تضرر 13 مليونا من سكان إثيوبيا، لكن هذا العام انخفض هذا العدد إلى 5 ملايين. وبينما أقرت كلينتون أن هذا العدد ما زال كبيرا ولا يمكن القبول به، فإنه «يظهر تحسن الوضع وإمكانية إيجاد الحلول».

وشددت كلينتون على أن الحلول متاحة لضمان الأمن الغذائي في القرن الأفريقي «لكن المطلوب العزيمة». ولفتت إلى أنه على الدول القيام بدورها في تزويد المنح والقيام بالمساعدة، بينما على القطاع الخاص القيام بدوره في مواصلة الابتكارات من حيث قطاع الزراعة والتغذية. وأضافت أنه على «الدول الأفريقية الحد من العقبات التجارية وفتح المجال التجاري الزراعي» من أجل تطوير القطاع الزراعي. وخلصت للقول إن «الوصول إلى الكفاءة الزراعية سيعني عهدا من السلام والاستقرار والازدهار»، مما يستدعي بذل جميع الجهود لتحقيق هذا الهدف.