بريطانيا تمنع حاخاما عنصريا من دخول أراضيها بسبب دعوته لقتل العرب

أجاز كتابه التخلص حتى من الأطفال «الأغيار»

TT

أبلغت سلطات الحدود البريطانية حاخاما يهوديا من إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، أمرا يمنعه من الدخول إلى بريطانيا بسبب انتمائه لفكر إرهابي ودعواه إلى قتل العرب.

وقال مصدر مقرب من الحاخام، يوسف أليتسور، إنه كان ينوي زيارة لندن وعددا آخر من المدن البريطانية بناء على دعوة منظمات يمينية متطرفة، يهودية وغير يهودية، لغرض إلقاء سلسلة محاضرات حول نظريته المعادية للعرب. وقبل أن يسافر إلى لندن، أرسلت سلطات الحدود البريطانية كتابا توضح فيه أنه شخصية غير مرغوب فيها خلال السنوات الثلاث المقبلة، لأن «القانون البريطاني يمنع دخول من يؤيد أفكارا تناصر الإرهاب وتحرض على الكراهية».

وأليتسور رجل دين يهودي يسكن في مستوطنة يتسهار القائمة على أراضي نابلس المحتلة، ويعتبر أحد كبار رجال الدين اليهود المستوطنين في الضفة الغربية، وقد اعتقل في إسرائيل وفتح ضده ملف تحقيق بسبب كتاب أصدره بالاشتراك مع رفيقه، الحاخام يتسحاق شبيرا، وفيه يحلان قتل العدو الفلسطيني، بمن في ذلك «الأطفال الذين يتوقع أن يتربوا على كراهية اليهود، ويمكن أن يصبحوا مخربين عندما يكبرون».

وصدر الكتاب في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام، ووزعت منه آلاف النسخ في الاحتفال التأبيني للحاخام مئير كهانا، مؤسس نظرية «التخلص ممن بقوا من الفلسطينيين في إسرائيل»، في الذكرى السنوية لاغتياله. والمؤلفان هما مديرا المدرسة الدينية لمستوطنة «يتسهار»، المعروفة بتطرف المستوطنين فيها واعتداءاتهم الدموية على الفلسطينيين في القرى المجاورة.

ويحمل الكتاب اسم «توراة الملك – أحكام مصيرية للعلاقات بين إسرائيل وبقية الأمم»، ويعطي تفسيرات لأحكام التوراة تمنح اليهودي المتدين الحق في قتل أعدائه. وعندما أثار الكتاب ضجيجا، رد الكاتبان بأنهما لم يحددا أي عدو يقصدان، ولكن نشرة داخلية في المستوطنات أكدت أن القصد هو «أعداء اليهود في كل الأزمنة، وخصوصا اليوم حيث يتربص الفلسطينيون باليهود مسنودين من الشعوب العربية».

ويوجه الكتاب اليهود إلى ضرورة ممارسة القتل وعدم الخوف مما ورد في الوصايا العشر.. «لا تقتل». ويقول إن هناك وصايا نوح السبع تقول إن على اليهودي تقع مسؤولية محاربة من لا يطبق الوصايا العشر من الأغيار. فإذا كان أمامك قاتل، فواجبك أن تقتله. وإذا وجدت سارقا، فواجبك أن تحاسبه على قدر سرقته. وإذا جاءك عدو يريد قتل اليهودي فعليك أن تقتله قبل أن يفعل، حتى لو كانت عملية قتله ستؤدي إلى قتل أبرياء أو حتى قتل أصدقاء لليهود. وهنا يصلان إلى البند الذي يجيز قتل أطفال الأعداء الذين يتربون على كراهية اليهود، خوفا من أن يكبروا ويصبحوا قتلة لليهود أو مخربين في ممتلكاتهم.

والكتاب يثير نقاشات حادة، منذ صدور، في المجتمع الإسرائيلي وحتى في المجتمعات اليهودية في العالم. واعتبرته جمعيات حقوقية وقانونية مادة تحريض دموي سامة، ودعت إلى محاسبة المؤلفين بسببه. وفي المقابل تجندت قوى اليمين المتطرف، متدينين وعلمانيين، إلى جانب المؤلفين، وأصدر عشرات الحاخامات بيان مساندة يعتبرون فيه الكتاب قيمة دينية عالية، وقبل سنة اعتقل أليتسور وشبيرا بتهمة التحريض على القتل والإرهاب في إسرائيل، واعتقل عدد من مؤيدي الكتاب وسط حملة احتجاج واسعة لرجال دين يهود من اليمين يتضامنون مع المؤلفين.

والموقف البريطاني منه يعتبر تطورا مثيرا للاهتمام، وجاء مفاجئا للإسرائيليين، ولكن شريك أليتسور (شبيرا) أعلن أنه سيحل محل أليتسور في المحاضرات في بريطانيا، لأنه لم يتلق أمر منع مثله.