بارزاني يوجه رسالة إلى نوشيروان مصطفى لاستئناف الحوار مع أحزاب السلطة

قيادي كردي معارض لـ«الشرق الأوسط»: المفاوضات غير مجدية دون إبداء نيات جدية للإصلاح

TT

استأنف حزبا السلطة بإقليم كردستان، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، جهودهما المشتركة من أجل جر أحزاب المعارضة الكردية إلى طاولة المفاوضات مجددا بهدف الاتفاق على مشروع إصلاحي لإنهاء الأزمة السياسية بكردستان، والتقى لذلك وفد رفيع المستوى من الحزبين بأطراف المعارضة الثلاثة في مدينتي أربيل والسليمانية، فيما ذكر مصدر قيادي معارض «أن الوفد حمل رسالة إلى رئيس المعارضة نوشيروان مصطفى من الزعيم الكردي بارزاني بهدف إقناعه بإنهاء مقاطعة جلسات الحوار بين الطرفين والشروع بجولة أخرى من المفاوضات الخماسية للخروج من الأزمة التي حدثت نتيجة المظاهرات الشعبية التي عمت خلال الشهور الماضية الكثير من المدن الكردستانية، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من وقفها بالقوة».

وقال رئيس وفد حركة التغيير المعارضة قادر الحاج علي الذي تتزعم حركته جبهة المعارضة في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» من مكتبه بالسليمانية إن «وفد أحزاب السلطة ضم كلا من سعدي أحمد بيرة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني ومحمود أحمد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي وهما عضوان بوفدي السلطة، وأجرينا معهما محادثات تركزت حول القضية الأساسية المتعلقة بالمشروع الإصلاحي في كردستان، وكانت الأجواء ودية وإيجابية، ولكننا أبلغناهم بأننا لن نعود إلى طاولة المفاوضات من دون تلمس نيات جدية من أحزاب السلطة باتجاه الشروع بالإصلاحات الحقيقية، في مقدمتها تنفيذ المطالب الأربعة التي تقدمنا بها سابقا والتي تتعلق بإنهاء العقوبات السياسية والفصل التعسفي لأنصار وأعضاء المعارضة، ووقف قطع أرزاقهم، والمطالبة بإحالة المتهمين بقتل المتظاهرين إلى المحاكمة، وإعادة القوانين التي شرّعت في ظل أجواء الأزمة والمتعلقة بمجلس الأمن القومي والقوانين المتعلقة بالانتخابات والمظاهرات، وهذه أمور ليست عسيرة أو عصية على التنفيذ، ومن الممكن إذا كانت هناك نيات حسنة من أطراف السلطة أن تنفذ، خاصة أنها تشكل الجزء الأساسي من مطالب الشعب والمعارضة، ومن دون ذلك فليس هناك أي جدوى لاستئناف المفاوضات مرة أخرى». وأضاف القيادي الكردي المعارض «مرة أخرى عرضوا علينا مسألة إعادة صرف ميزانية أحزاب المعارضة المتوقفة بأمر من حزبي السلطة، وجددنا لهم نحن مرة أخرى موقفنا من هذه المسألة وقلنا بأن مسألة الميزانية ليست قضية أساسية، بل هي ثانوية لا نهتم بها، بقدر من نهتم بالمشكلة الأساسية وهي نية أحزاب السلطة بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، فإذا وجدنا منهم خطوات عملية وحقيقية نحو التوجه للإصلاحات عندها لا مانع لدينا مطلقا من العودة إلى المفاوضات».

وكشف الحاج علي عن رسالة وجهها رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى رئيس المعارضة نوشيروان مصطفى نفى إطلاعه على مضمونها، ولكنه أشار إلى أنها تتعلق بنفس الدعوة الموجهة إلينا حول استئناف المفاوضات، وقد اتصلنا بمصطفى فرحب بالرسالة ودعا الوفد إلى زيارته بمنزله.

وكان حزبا السلطة قد اجتمعا في وقت سابق بكل من قيادة الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية وهما طرفان في المعارضة الكردية بهدف إقناعهما باستئناف المحادثات المتوقفة، ولكن مصادر داخل الحزبين الإسلاميين أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن موقف المعارضة بأحزابها الثلاثة هو موقف موحد ويتلخص بتقدم حزبي السلطة بخطوات عملية باتجاه الإصلاحات كشرط للموافقة على استئناف المحادثات للاتفاق على مشروع إصلاحي ينهي الأزمة السياسية بكردستان. وأكدت تلك المصادر «أن المعارضة علقت مفاوضاتها بسبب تملص حزبي السلطة من تنفيذ النقاط الواردة بالمشروع الإصلاحي وعلى الأخص النقاط الأربع المطروحة وهي نقاط أساسية في الأزمة، ولم يأت هذا الموقف من فراغ، بل كان تعبيرا عن احتجاج أطراف المعارضة على موقف أحزاب السلطة وتهربها من التزاماتها تجاه المشروع الإصلاحي، ولذلك فإن المعارضة لن تعود إلى طاولة المفاوضات من دون وجود نيات حقيقية من أطراف السلطة للشروع بتلك الإصلاحات».