رئيس الحكومة الليبية يبحث مع كي مون هجمات الناتو على المدنيين

تيار ليبيا الوسط يدين هجوم «الأطلسي» على قرية ماجر.. ويصفه بالمجزرة

TT

أجرى الدكتور البغدادي علي المحمودي، أمين اللجنة الشعبية العامة الليبية (رئيس الحكومة)، اتصالا هاتفيا مع بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، حيث تناقشا حول هجمات الناتو، واضعا الأخير في صورة المجازر البشعة ضمن عمليات الإبادة الممنهجة التي يقترفها حلف الناتو الصليبي ضد الشعب الليبي، والتي كانت آخرها مجزرة قرية ماجر في شعبية زليتن، والتي راح ضحيتها أكثر من 85 شهيدا وشهيدة، ولم يشهد تاريخ الحروب مثيلا لها.

من جهته، أبلغ أمين عام الأمم المتحدة، المحمودي بأنه سيدعو مجلس الأمن لعقد جلسة خاصة خلال الساعات القادمة لمناقشة ما تتعرض له الأحياء السكنية والمواقع المدنية من قصف عشوائي أدى إلى قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية في ليبيا.

إلى ذلك، سادت أمس التكهنات عن حل سياسي محتمل بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، مع توقعات وزارة الخارجية اليونانية بوصول وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى أثينا لتسليم رسالة من العقيد القذافي إلى المسؤولين اليونانيين. ولم تكن هذه الزيارة مقررة من قبل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية إن الحكومة تجري اتصالات وثيقة بهذا الشأن مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. ولم يتضح ما إذا كان العبيدي يعتزم زيارة دول أوروبية أخرى أثناء وجوده خارج ليبيا، أم لا. وأغلقت اليونان سفارتها في طرابلس، وأنشأت مكتب اتصال في مدينة بنغازي معقل الثوار، ومع ذلك، فهي لا تزال تحافظ على علاقاتها مع طرفي النزاع.

من جهة أخرى، أدان تيار «ليبيا الوسط من أجل السلام»، في بيان أعلنه من العاصمة المصرية القاهرة أمس، ما وصفه بالمجزرة البشعة التي ارتكبها حلف الناتو في قرية ماجر قرب مدينة زليتن، فجر يوم التاسع من شهر رمضان الحالي.

ونعى تيار ليبيا الوسط أهالي وأسر الضحايا منددا بتجاوزات قوات التحالف الجوية والبحرية المستمرة في الأراضي الليبية منذ أكثر من خمسة أشهر.

ووصف البيان ما حدث في زليتن (157 كيلومترا شرق طرابلس) بأنه يعد ضمن سلسلة من الخروج المستمر عن نص قرارات مجلس الأمن، مؤكدا أن ذلك لا يخدم حماية الليبيين، بل يخدم أغراضا أخرى لا تحترم حرمة ليبيا، ولا تؤدي إلى إيقاف الاقتتال فيها.

ودعا التيار في بيانه، كل المنظمات الدولية والإنسانية وجامعة الدول العربية بخصوص حماية الليبيين من حلف شمال الأطلسي، مؤكدا على أن حل الأزمة الليبية لن يكون بالترهيب والسلاح، وإنما بالحوار السلمي بين الليبيين أنفسهم تحت رعاية دولية.

وفى طرابلس، أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام، فيما جدد المهندس جاد الله عزوز الطلحي، المقرب من الزعيم الليبي معمر القذافي، دعوته ومناشدته إلى الذين حملوا السلاح، وإلى الغيورين على هذا البلد، للبدء في حوار وطني شامل، يتوافق فيه الليبيون على ما يرتضونه لمستقبل بلدهم.

وطالب الطلحي في بيانه بتسوية الخلافات بين أبناء الوطن، محذرا من أن ليبيا هكذا مهددة في وجودها ذاته، ومتوسلا للشعب الليبي بألا يتيحوا الفرصة لمن يتحينون بهم الفرص. وناشد كل أبناء الشعب الليبي وقف الاقتتال قائلا «جنبوا هؤلاء الشباب تجربة سبق خوضها، وكان الثمن فيها باهظا.. كان الثمن فادحا، والثمن فادح من أي طرف كان، الضحايا هم ليبيون، وليبيا هي الخاسرة.. أرجوكم يكفي ما سال من دماء، يكفي ما لحق بليبيا من دمار، إذا كان المستهدف مصلحة ليبيا وطموحات الليبيين فالطريق بين واضح، والوسيلة واحدة لا بديل عنها، الحوار. وهناك جهود من بينها جهود أفريقية مخلصة تبذل من أجل حل يحقق الطموحات المشروعة للشعب الليبي، تصور يبدأ بوقف فوري وفعال لإطلاق النار، وعمل جاد لتخفيف المعاناة التي لحقت بكل مناطق ليبيا، وجميع الليبيين، والبدء في حوار وطني شامل، يتوافق فيه الليبيون على ما يرتضونه لمستقبل بلدهم».

وأضاف الطلحي «إنني على يقين من أننا نحن الليبيين إذا وضعنا السلاح جانبا فسنجد سبيلنا للتوافق والاتفاق بأيسر وأسرع مما يتصور كثيرون، هذا إذا كان المستهدف مصلحة ليبيا، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي، أما إذا كان ما يحرك أشقاءنا طموحات شخصية موظفة عن دراية، أو عن غفلة من أعداء هذا البلد لتحقيق مطامع، فيجب ألا يقدم الليبيون أرواح أولادهم ثمنا».