كلينتون تدعو الدول إلى قطع تجارة النفط والأسلحة مع سوريا

واشنطن تشدد على أهمية التحالف الدولي في التعامل مع نظام الأسد

لقطة بثها موقع «أوغاريت» لمظاهرة في الحراك - حوران أمس (إ.ب.أ)
TT

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الدول التي لديها علاقات تجارية مع سوريا في مجال النفط والغاز والتي تبيع الأسلحة لسوريا إلى الكف عن دعم النظام السوري. وفي تصريحات شديدة اللهجة، اعتبرت كلينتون أن على تلك الدول أن «تختار أن تكون إلى الجانب الصحيح من التاريخ» والكف عن دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت كلينتون بعد اجتماع مع وزير الخارجية النرويجي يوناس جار ستور: «نحث تلك الدول التي ما زالت تشتري النفط والغاز السوري وتلك الدول التي لا تزال ترسل أسلحة للأسد وتلك الدول التي تعطيه دعمها السياسي والاقتصادي.. على الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ». وأضافت كلينتون في المؤتمر الصحافي في مقر وزارة الخارجية الأميركية أمس أنها والوزير النرويجي «قلقان بشدة من عنف نظام الأسد ضد الشعب السوري.. فالوحشية المتواصلة تثير التنديد الدولي». وأشادت كلينتون بتصريحات مجلس التعاون الخليجي وبيان جامعة الدول العربية، كما أنها اعتبرت بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول سوريا «مهما ومرحبا به».

وشرحت كلينتون السياسة الأميركية تجاه النظام السوري الآن، وهي «زيادة الضغوط والعزلة»، مشددة على أهمية الدول المقربة من سوريا أن تتخذ موقفا. واعتبرت أنه من الضروري أن تكف الدول المصدرة للنفط والغاز السوري عن ذلك. وردا على سؤال حول الموعد المفترض لفرض عقوبات ضد قطاع النفط والغاز السوري، ابتسمت كلينتون وأجابت «انتظروا ذلك». وبينما لم تحدد كلينتون الإجراءات الممكنة ضد سوريا في هذا الصعيد، طالبت في مقابلة مع قناة «سي بي سي» أول من أمس أن توقف الهند والصين التعامل مع قطاع النفط والغاز السوري، كما دعت «روسيا إلى التوقف عن بيع الأسلحة لنظام الأسد». وأكد وزير الخارجية النرويجي من طرفه «نحن جزء من الصوت الدولي الواسع والمتعالي في إرسال رسالة إلى الأسد». وأضاف: «أي نظام يستخدم جيشه ضد شعبه يعني أنه فقد الشرعية».

وصرحت كلينتون خلال المؤتمر الصحافي بأن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد «قد أوصل رسالة واضحة للحكومة السورية: يجب وقف العنف فورا وسحب القوات العسكرية ودعم الطموحات الديمقراطية للشعب السوري». وأكدت: «نحن نراقب الوضع عن كثب ونتوقع التحرك» من الحكومة السورية. وبينما امتنعت كلينتون عن الإجابة مباشرة على سؤال حول عدم مطالبة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما برحيل الأسد عن السلطة، شددت على المطالبة بـ«انتقال إيجابي» للحكم في سوريا. ولكن كانت جميع تصريحات كلينتون أمس موجهة إلى أهمية دور الدول الأخرى، في الشرق الأوسط وبشكل أوسع، على اتخاذ خطوات للضغط على النظام السوري. وقالت: «لقد خضنا اتصالات واسعة جدا ودبلوماسية عالية في المنطقة وأبعد منها من أجل تشجيع الدول على التصريح علنا بموقف (من النظام السوري) واتخاذ إجراءات معنا». وأوضحت: «نحن نحاول وننجح في تقوية الجهود الدولية كي لا نسمح لأي طرف بالقول إن الموقف أميركي فقط أو غربي، بل هو بالفعل دولي».

وكانت كلينتون قد قالت في المقابلة التلفزيونية مساء أول من أمس: «إنني والرئيس (الأميركي باراك) أوباما نعمل جاهدين لتقوية الرأي الدولي، فعندما بدأنا بانتقادنا للأسد، الناس بصراحة قالت (الولايات المتحدة لا تتفق مع سوريا فهذا أمر متوقع)، ولقد قضينا الكثير من الوقت الدبلوماسي ونبذل جهودا لخلق تصريحات منددة من أصوات دولية متزايدة». وأضافت: «المهم أن يعلم الشعب السوري أن الولايات المتحدة إلى جانب الانتقال السلمي إلى الديمقراطية».