العبيكان يحسم الجدل: قتلى سوريا شهداء

اعتبر قاتلهم ظالما وفاسدا وقال إن منعهم من الصلاة في المساجد من أكبر الجرائم

TT

حسم الشيخ عبد المحسن العبيكان، الداعية السعودي المعروف، الجدل حول تسمية قتلى المتظاهرين ضد النظام في سوريا، واعتبرهم في العموم «شهداء» «لأنهم قتلوا ظلما». يأتي ذلك وسط جدل حول تصنيف قتلى المحتجين في مدن سوريا بالشهداء من قبل مشايخ وعملاء، حيث اعتبرهم البعض شهداء، فيما رفض البعض الآخر وأرجعوا السبب إلى أن «مطالبهم دنيوية وتتسبب في حروب داخلية».

وأوضح الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي السعودي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكم على شخص معين بالجنة أو النار لا يجوز، إلا من شهد لهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما إذا أردنا القول على ما يحصل في سوريا من هذا الأمر فهم شهداء إن شاء الله، لأن هؤلاء من أحداث قتلهم على الغالب أو أسباب قتلهم قتلوا ظلما». وأضاف «لا شك أنهم قتلوا ظلما ودون ذنب فقط، لأنهم طالبوا بحقوقهم»، واعتبر العبيكان قاتلهم ظالما ومفسد.

وحول ما يمارسه الجيش السوري ضد المواطنين من أبناء الشعب بالتضييق عليهم ومنعهم من المساجد وممارسة الشعائر الدينية في رمضان وخاصة في صلاة التراويح بهدف منع التجمعات، قال العبيكان «هذا من أكبر الجرائم، لقوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)».

وشهدت أحداث سوريا جدلا كبيرا حول تسميات المتظاهرين ضد النظام ما بين محتجين وإرهابيين وشهداء وغيرها من التسميات وصاحبت المواقع الإلكترونية لبعض المشايخ وطلاب العلم، ردود فعل حول اعتبار المقتولين في أحداث سوريا شهداء، على اعتبار أن البعض أرجع ذلك إلى أن ما تشهده الاضطرابات من مطالب هي مطالب حقوقية دنيوية، والبعض إلى أن خروجهم سبب فتنه.

وكان الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عائض القرني قد دعا علماء الدين المسلمين في كل مكان لأن يصدروا بيانا شافيا للأمة، «لأن كلمة الجهاد وردع الظالم واجب شرعي»، وقال «إن ما يجري في سوريا لم يحدث في أي مكان، فالنظام الجائر هناك يقصف المساجد والمصلون فيها يبكون ويدعون لله عز وجل وهذا أمر لم يفعله حتى الصهاينة»، ووصف القرني ما يمارس على المحتجين من قبل النظام بأنه «لا يقل وحشية عن نظام القائد المنغولي هولاكو».