الحريري ردا على سليمان: المحكمة تحمي لبنان.. والحوار يبدأ بحسم مسألة السلاح غير الشرعي

أوساط رئيس الجمهورية لـ «الشرق الأوسط»: لا قطيعة ولا تواصل بين الرجلين لكن العلاقة قائمة

TT

شدد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري على أن «الباب الوحيد للحوار، يبدأ من حسم مسألة السلاح غير الشرعي، وليس من المحاولات المعروفة لاستدراج قضية المحكمة الدولية إلى طاولة الحوار من جديد»، وذلك في رد مباشر منه على اعتبار رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن دعوته للحوار تأتي من أجل «التوافق على سبل حل المسائل الخلافية العالقة واستشراف الحلول للمشاكل المستقبلية قبل استفحالها».

وأوضح الحريري، الذي أورد ملاحظتين اثنتين في بيان خصصه للرد للمرة الأولى بشكل مباشر على مواقف الرئيس سليمان التي أدلى بها خلال إفطار رئاسي أقامه أول من أمس في بعبدا، أن «تحديد وظيفة الحوار الوطني بالتوافق على سبل معالجة المسائل الخلافية العالقة، يعيد فكرة الحوار إلى نقطة الصفر، ويضمر الدعوة إلى إدراج بنود على جدول أعمال الحوار سبق بتها واتخاذ القرارات بشأنها، لكنها مع الأسف بقيت حبرا على ورق بفعل سياسات التسلط على كل ما يتصل بحق الدولة في بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية».

وكان سليمان لفت إلى أن «الدعوة إلى الحوار لا تهدف إلى تحسين شروط فريق بعينه في وجه فريق آخر أو تغليب منطق على آخر». وقال: «حسبي أن الإقبال على الحوار عملية وطنية لا عملية تفاوضية يدفع إليها دفعا عبر أطراف خارجية أو أحداث دامية».

وتعليقا على قول سليمان بأن «تطور الأحداث في محيطنا العربي وتداعياتها الممكنة على النسيج اللبناني وحال الترقب المترافقة مع مسار المحكمة الدولية وما يمكن أن يؤججه من عصبيات وما يمكن أن يزرعه من بذور فتنة طائفية، يسبب قلقا عميقا بين المواطنين ويسبب انكماشا اقتصاديا واجتماعيا»، أكد الحريري أنه «خلافا لرأي الرئيس سليمان، فإن تطور الأحداث في محيطنا العربي وحال الترقب المترافقة مع مسار المحكمة الدولية، يفترض ألا يكون سببا لإثارة القلق لدى اللبنانيين». واعتبر أن «معظم اللبنانيين يجدون في الحراك الشعبي العربي فرصة لتعميم الديمقراطية في الحياة السياسية العربية وانكفاء زمن الأنظمة القمعية والشمولية، بمثل ما يجدون في المسار الذي تتقدم فيه المحكمة الدولية سبيلا لحماية لبنان من الجريمة السياسية المنظمة وتحقيق العدالة بأرقى صورها».

وكان الحريري أشار في مقدمة رده إلى أن ملاحظتيه على مواقف سليمان تأتيان من باب «الصراحة»، وقال: «نحن لا نريد أن نضع نيات الرئيس سليمان موضع الشك، ونحن أكثر الناس معرفة بحقيقة هذه النيات وما كان يفصح فيه بالسر وترجمه في العلن من خلال خطاب القسم».

ويأتي رد الحريري على سليمان بعد اتهام قوى «14 آذار» رئيس الجمهورية بتغطيته «الانقلاب» الذي قام به فريق «8 آذار» والذي أطاح بحكومة الحريري. وفيما أوضحت أوساط مقربة من رئيس الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» أن «العلاقة قائمة بين سليمان والحريري وإن كان ليس هناك من تواصل مباشر في الفترة الأخيرة بعد سفر الحريري»، نفت مصادر نيابية في تيار «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» الحديث عن «قطيعة» بين الرجلين، وقالت: «لا قطيعة، والتواصل قائم لكن ظروف وجود الرئيس الحريري خارج لبنان هي التي تحكم العلاقة اليوم».

ورفضت إعطاء بيان الحريري الكثير من الأبعاد، مشيرة إلى أنه «تضمن ردا على نقطتين أساسيتين: إعادة توظيف قناعتنا بالحوار، والتأكيد على أن المحكمة الدولية ليست هي من تخرب الاستقرار، وكان لا بد من إيراد هذا التوضيح».