حزب الله ينتقد الحملة الإعلامية «المسعورة» لاتهامه بمحاولة زرع قنبلة بمنطقة شرق بيروت

مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط» : ترجيح فرضية عمل أمني كان قيد التنفيذ في انفجار أنطلياس

الرئيس اللبناني ميشال سليمان مترئسا مجلس الدفاع الأعلى (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على مجهولين بجرم «الاشتراك مع المتوفيين حسان نصار وإحسان ضيا في تجهيز عبوة وتفجيرها في مرأب للسيارات في منطقة أنطلياس (شرق بيروت)، وإحداث أضرار مادية وتخريب في السيارات والممتلكات، وجرح عدد من الأشخاص»، محيلا الادعاء إلى قاضي التحقيق العسكري المناوب، وذلك على خلفية انفجار غامض وقع أول من أمس، في منطقة أنطلياس شرق بيروت، من دون أن تعرف الأسباب والخلفيات التي تقف وراءه.

وعلى خلفية إشارة عدد من وسائل الإعلام إلى انتماء أحد القتيلين إلى صفوف حزب الله، قال حزب الله إن «بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية دأبت منذ مدة وعند كل حادثة، على المسارعة إلى زج اسم حزب الله في إطار خطة اتهامية مبرمجة تفبرك الوقائع وتحورها سعيا لتشويه صورة الحزب، وتوهين صدقيته أمام جمهوره العربي واللبناني»، معتبرا أن «هذا ما حصل أول من أمس من خلال الحملة الإعلامية المسعورة لاتهام الحزب بما جرى في انفجار أنطلياس».

وشدد الحزب، في بيان صادر عن دائرته الإعلامية، على أنه يهيب بالوسائل الإعلامية «توخي الدقة والموضوعية وعدم الانزلاق إلى التضخيم والمبالغة والتحوير، لأن ذلك يضر بمصداقيتها أولا، ويسهم في أجواء الشحن والتوتير التي لا تخدم البلد وأهله»، داعيا «الجهات الرسمية المعنية إلى تحمل المسؤولية في وضع الضوابط الكفيلة بذلك والمتابعة المستمرة لضمان عدم استمرار الوسائل المذكورة في نهجها التضليلي».

وكانت عبوة ناسفة بحوزة الشابين حسان نايف نصار (من بلدة حولا الجنوبية) وإحسان علي ضيا (من بلدة بافليه الجنوبية) انفجرت فيهما عند الساعة العاشرة والنصف من صباح أول من أمس، داخل مرأب للسيارات في أنطلياس، مما أدى إلى مقتلهما على الفور وتطاير أشلاء أحدهما على مسافة بعيدة وتحطم واجهات محلات تجارية وزجاج عدد من السيارات التي كانت متوقفة في المكان، بينها سيارة تعود لنجل القاضي في مجلس شورى الدولة ألبير سرحان.

في موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أمس أن «العبوة التي انفجرت في أنطلياس تزن 150 غراما، وهي موصولة بحلقة ومزودة بمعجونة، وموصولة بطريقة بدائية بكرات من الحديد». وقال: «ما استنتجناه أن الشخصين كانا يتشابكان، حيث إن الإصابات تدل على أنهما كانا في مشادة، فالأول أصيب في بطنه والآخر قطعت يداه، وهذا يدل على أنهما كانا على مسافة قريبة كلاهما من الآخر، ولو كانا بعيدين لما حصلت الإصابات بهذا الشكل».

ولفت شربل إلى أن «ما يمكن استنتاجه من المعطيات الأولية يدل على أن الشخصين كانا يريدان مالا من شخص ثالث، وأن المستهدف كان شخصا ثالثا، وهذا ما تدل عليه التحقيقات».

وفي سياق متصل، كشفت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» عن أن «المعلومات الأولية المستقاة من خبراء المتفجرات، تشير إلى أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة وليس عن قنبلة كما سبق أن تردد، بدليل تهشم جثة أحد القتيلين والأضرار المادية التي خلفها الانفجار، وبدليل العثور على كرات حديدية صغيرة كانت العبوة محشوة بها مع المواد المتفجرة». وأوضحت أنه «في ظل غياب الدليل القاطع حتى الآن عن سبب وجود القتيلين في منطقة أنطلياس وهما يتجولان بعبوة ناسفة، فإن القراءة الأمنية والتحليل يرجح فرضية عمل أمني كان قيد التنفيذ، لكن حسم هذه المسألة رهن نتائج التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية بإشراف القضاء العسكري».