تبادل الاتهامات بين أجهزة الاستخبارات الأميركية حول مسؤولية هجمات سبتمبر

البيت الأبيض ينفي تسريب معلومات لإنتاج فيلم حول مقتل بن لادن

TT

بعد عقد من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة، ما زالت هناك أسئلة كثيرة حول الأسباب التي سمحت لمرتكبي الهجمات بتنفيذها. وقبل نحو شهر من إحياء الذكرى العاشرة للهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، تبادل مديرون سابقون لأجهزة استخبارات أميركية الاتهامات حول مسؤولية عدم القدرة على إفشال الهجمات التي أدخلت الولايات المتحدة في حربين طويلتين.

ووجه مستشار مكافحة الإرهاب لدى البيت الأبيض السابق، ريتشارد كلارك، اتهامات لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، معتبرا أن الوكالة أخفت معلومات حول دخول اثنين من المتهمين بتنفيذ التفجيرات للولايات المتحدة. وكانت «سي آي إيه» قد عملت سابقا على تجنيد المشتبهين الذين قتلوا لاحقا في التفجيرات. ولكن هذا أمر يفرضه جملة وتفصيلا مدير الـ«سي آي إيه» السابق جورج تينيت.

وبينما تستعد وسائل الإعلام الأميركية لبث برامج وثائقية والكشف عن معلومات جديدة حول هجمات 11 سبتمبر التي أدت إلى مقتل نحو 3 آلاف أميركي وأجنبي، ما زالت وكالات الاستخبارات الأميركية تعاني من شعور بالذنب في الفشل في رصد منفذي الهجمات ومنعها. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس معلومات عن برنامج وثائقي يظهر فيه كلارك ولم ينشر بعد. ويقول كلارك في البرنامج إنه يتوقع أنه كان هناك «قرار رفيع المستوى في (سي آي إيه) يمنع الناس من تبادل المعلومات».

ويذكر أن اللجنة التي شكلت في البحث بهجمات 11 سبتمبر كانت قد انتقدت «سي آي إيه» لفشلها في إعلام الدوائر الأميركية المعنية بأن المواطنين السعوديين، نواف الحزمي وخالد المحضر، عاشوا في سان دييغو قبل التورط بالتخطيط للهجمات. ولكن كلارك وغيره من المسؤولين الأميركيين حينها لم يتهموا «سي آي إيه» بتعمد عدم الكشف عن تلك المعلومات حينها.

والبرنامج الوثائقي الذي يبث حول المجموعة التي كانت مسؤولة عن رصد زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، في هجمات 11 سبتمبر، يأتي في وقت تعمل فيه شركة إنتاج أميركية على إنتاج فليم حول مقتل بن لادن. ولكن هناك انتقادات وجهت للبيت الأبيض خلال الأيام الماضية، بعد أن اتهم بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية بتسريب معلومات سرية حول عملية مقتل بن لادن.

ونفى البيت الأبيض اتهامات تتعلق بتعاون وزارة الدفاع الأميركية مع منتجي فيلم حول مقتل بن لادن من خلال تزويدهم بمعلومات سرية عن العملية، ووصف تصريحات نائب جمهوري في هذا الصدد بأنها «سخيفة».

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن «الأمر لا يتعلق بمعلومات مصنفة في خانة السرية، وكنت آمل أن تهتم لجنة شؤون الأمن الداخلي في مجلس النواب بأمور أهم من مناقشة فيلم، في وقت نستمر فيه في مواجهة التهديد الإرهابي». وقد أثار العمل السينمائي، الذي ينوي أحد المخرجين إنتاجه حول بن لادن، جدلا سياسيا في الولايات المتحدة، على خلفية هذه الاتهامات. ووجه رئيس لجنة شؤون الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي الجمهوري، بيتر كينغ، اتهامات للبيت الأبيض بالكشف عن أسرار دولة، من خلال السماح للبنتاغون بالتعاون مع هوليوود لإنجاز هذا العمل السينمائي.