ضابط مخابرات ليبي اعتقله الثوار يزعم أن القذافي لا يزال قويا ويعتمد على إسناد القبائل

المعارضة تقر بأن كتائب العقيد ما زالت تسيطر على البريقة.. ومقتل 11 من الثوار

ليبيات يحملن لافتات تدعو إلى إغلاق القنوات الفضائية التابعة للعقيد القذافي التي تبثها الأقمار الصناعية العربية خلال مظاهرة في بنغازي مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

قال ضابط بالمخابرات الليبية ألقت المعارضة المسلحة القبض عليه، إن نحو 70 في المائة من الليبيين في طرابلس، معقل العقيد معمر القذافي، ما زالوا يؤيدونه، وإنه ليس معرضا لخطر السقوط قريبا. جاء ذلك، بينما أقرت المعارضة بأن قوات القذافي ما زالت تسيطر على المرفأ النفطي والمصفاة في ميناء البريقة الشرقي الاستراتيجي رغم التقدم الذي أحرزه الثوار.

وقال العميد الهادي العجيلي، الذي وصف نفسه بأنه عضو في جهاز المخابرات الليبي، إن معظم مناطق طرابلس هادئة، مضيفا أن هناك بعض المعارضة للقذافي، لكنه يعتبر أنه في أمان.

وقال العجيلي (54 عاما) وهو أب لستة أبناء ألقت المعارضة القبض عليه وهو يرتدي ملابس مدنية خلال توغلها شمالا نحو بلدة الزاوية على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس، إن القذافي لا يزال يتمتع بدعم القبائل ذات النفوذ ولا يزال قويا جدا.

وسمح لوكالة «رويترز» بالحديث إلى العجيلي الذي تم نقله في شاحنة صغيرة داخل مبنى خراساني صغير في قرية شلغودة بعد قليل من إلقاء القبض عليه، وبدا العجيلي رابط الجأش ومتحديا.

وتكررت مقاطعة المعارضين الغاضبين للمقابلة للتنديد بالقذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 40 عاما.

وقال العجيلي إن هناك معارضة للقذافي في بعض مناطق طرابلس مثل تاجوراء وسوق الجمعة، وأشار إلى أنه سمع بوجود مظاهرات هناك، ووصف هذا بأنه مشكلة، وأضاف أن الحكومة تتعامل معها وحين يخرج الناس عما هو مسموح به يعتقلون.

وحين سأله أحد أعضاء المعارضة كيف يستطيع أن يفعل هذا بأبناء بلده، ابتسم العجيلي وقال إن الحقيقة أنه لا توجد مشكلات في ليبيا، وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض عليه حين كان يقود سيارته من طرابلس إلى بلدة نصر التي تقول المعارضة إنها سيطرت عليها. وقال العجيلي وهو يتفحص كل مقاتل من المعارضة يدخل المبنى إنه مجرد مسؤول إداري.

لكن أحد مقاتلي المعارضة صاح فيه قائلا: «قل الحقيقة» وعرض وثيقة وقعها العجيلي تفوض بالقيام باعتقالات.

وقال العجيلي إنه تم إرساله إلى نصر للمساعدة في الإشراف على عملية الحكومة في مواجهة تقدم المعارضة نحو الزاوية التي شهدت انتفاضتين فاشلتين ضد القذافي خلال الانتفاضة المستمرة منذ ستة أشهر.

وينتمي كثير من المعارضين الذين يشاركون في التقدم نحو الزاوية للبلدة، وتوقع العجيلي قتالا شرسا، غير أنه أشار إلى أن قوات القذافي غير مزودة بأسلحة ثقيلة هناك.

وقال العجيلي إن القذافي له أكثر من ألف رجل هنا وأغلبهم من المجندين، وتابع أن الزعيم الليبي يحشد رجاله هناك منذ بدأت المعارضة التحرك.

وقال له أحد المعارضين: «لا تكذب. أنت تعلم بوجود مرتزقة أفارقة هناك». وينفي القذافي الاستعانة بمرتزقة، بينما يأمل معارضوه أن يسقط في مواجهة القصف الجوي لحلف الأطلسي وتقدم وحدات المعارضة والانشقاقات والعزلة الدولية.

لكن العجيلي قال إنه لا توجد مؤشرات على تعرض الزعيم لخطر فقد زمام سيطرته على الحكم قريبا، وأضاف أن القذافي معرض للخطر، لكن إسقاطه سيكون صعبا لأن القبائل أساسية وهو يتمتع بدعمها.

وبدا العجيلي مسترخيا. وفي إحدى المراحل قدمت له عناصر المعارضة عصير التفاح، لكن بعد ذلك ببضع دقائق بدأ يتصبب عرقا حين اتهمه معارض بأنه يصف المقاتلين «بالجرذان» وهو التعبير الذي يستخدمه القذافي لوصفهم، وأقسم العجيلي أنه لم يقل هذا.

إلى ذلك، أقر متحدث باسم المعارضة الليبية أمس بأن قوات القذافي ما زالت تسيطر على المرفأ النفطي والمصفاة في ميناء البريقة الشرقي الاستراتيجي رغم التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة.

ويتقاتل الجانبان منذ عدة أشهر للسيطرة على البريقة التي تبعد 750 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس.

ويرى المعارضون أن تأمين البلدة يعد نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ نحو ستة أشهر ويأملون في استئناف صادرات النفط من هناك في أسرع وقت ممكن.

وقال مقاتلو المعارضة إنهم استولوا أول من أمس على جزء من مدينة البريقة النفطية، في حين تحاول قوات المعارضة في الغرب التحرك صوب الزاوية في مسعى للزحف نحو العاصمة طرابلس معقل القذافي.

وفي وقت لاحق أمس، قالت مصادر طبية إن المعارضة على الجبهة الشرقية خسرت 11 مقاتلا في معارك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية للسيطرة على البريقة الاستراتيجية.

وأفادت المصادر الطبية بمستشفى في إجدابيا إلى الشمال الشرقي، أن نحو 50 مقاتلا أصيبوا يومي الخميس والجمعة، وأن مدنيا واحدا في البلدة شبه المهجورة قتل عندما أصاب صاروخ أطلقته القوات الموالية للقذافي منزلا.