وزير داخلية كردستان: اجتماع خلال أيام لاحتواء التوتر في جلولاء والسعدية

مصدر عسكري عراقي ينفي وقوع جرائم ضد الأكراد

كريم سنجاري («الشرق الأوسط»)
TT

فيما تتسارع الأحداث في منطقة جلولاء والسعدية بمحافظة ديالي باتجاه المزيد من التصعيد السياسي، وسط شكاوى الأكراد في المنطقة من تزايد أعمال القتل والتشريد بحقهم، نفى مصدر عسكري في بغداد وقوع جرائم ضد الكرد في هذه المناطق، مؤكدا أن الجيش العراقي قادر على ضمان أمن الجميع.

وفي اتصال مع كريم سنجاري، وزير داخلية إقليم كردستان، قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن القيادة الكردستانية دعت في نداءات سابقة الحكومة العراقية إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تطبيع الأوضاع الأمنية في منطقتي جلولاء والسعدية، اللتين يتعرض فيهما السكان الكرد إلى تهديدات أمنية خطيرة، ودعا المكتبان السياسيان لحزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، حكومة الإقليم إلى القيام بدورها من أجل معالجة الموضوع، ولذلك أرسلنا برسالة إلى أعضاء اللجنة الوزارية العليا التي تضم وزارتي البيشمركة والداخلية بإقليم كردستان، ووزارتي الدفاع والداخلية بالحكومة العراقية، لعقد اجتماع عاجل لمناقشة هذا الوضع، ووجهنا رسالة إلى قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال لويد أوستن، بالمضمون نفسه، وقد تلقينا ردا إيجابيا منهم، ولذلك سنعقد اجتماعا في غضون الأيام القليلة المقبلة لمناقشة هذا الموضوع بجدية من أجل وضع الحلول العاجلة لها».

من جهته وجه المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكرستاني، مؤيد طيب، أصابع الاتهام إلى اللواء الأول من الجيش العراقي وفوج الطوارئ من الشرطة، «لتعاونهما مع العصابات والعناصر المرتكبة للجرائم»، على حد قوله. وقال طيب في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «لقد وجهنا خطابات إلى الجهات المسؤولة من أجل وضع حد للجرائم التي ترتكب في المنطقة ضد السكان الكرد، حيث إن العمليات المسلحة هناك أوقعت لحد الآن 176 قتيلا، وتسببت في هجرة 1400 عائلة من ديارهم ومعظمهم من الأكراد، بل إنه حتى المواطنون العرب والتركمان المتعاطفون مع الكرد يلقون جزاء القتل نتيجة تعاطفهم وتعاونهم مع أكراد المنطقة، وهذه الأمور لم تعد متحملة، لذلك رفعنا باسم كتلة التحالف مذكرة إلى الرئاسات الثلاث في الدولة، طالبنا فيها بالتحرك الفوري لوقف أعمال القتل والتهجير والاعتداء على المواطنين الكرد والمناصرين لحقوقهم المشروعة، إلا أن ما يؤسفنا هو تفاقم الأمور نتيجة تعاون اللواء الأول من الجيش العراقي وفوج الطوارئ من الشرطة مع العصابات والعناصر المرتكبة للجرائم». وأضاف طيب: «إن الكرد في هذه المناطق طالبوا بإرسال قوات من البيشمركة لحمايتهم، لكننا ننتظر الجواب والإجراءات من الحكومة المركزية تجاه انحياز الجيش والشرطة إلى المسلحين، ونتمنى أن لا نضطر إلى إرسال هذه القوات». وكشف طيب عن أن البرلمان العراقي «سيرسل خلال الأيام المقبلة لجنة لتقصي الحقائق في المنطقة، وستعد تقريرا لمشاهداتها الميدانية بعد معاينة الأوضاع، وسيعرض التقرير للمناقشة داخل مجلس النواب، ونحن ننتظر نتائج تلك اللجنة وما تتوصل إليه، عندها سنحدد موقفنا (كتلة التحالف) من مسألة عرض الموضوع على جلسة برلمانية خاصة لوقف التدهور الأمني هناك».

من جهته، نفى مصدر عسكري عراقي مسؤول حصول جرائم وأعمال قتل وتهجير مقصودة للمواطنين الكرد في بعض مناطق ديالي مثل جلولاء والسعدية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «ما يشاع عن عمليات قتل وتهجير واعتداء على المواطنين الكرد في بعض مناطق ديالي، وخصوصا جلولاء والسعدية، أمر مبالغ فيه، حيث إن غالبية سكان منطقة السعدية هم من العرب، وبالتالي فإن المجاميع الإرهابية لا تفرق بين عربي وكردي عندما تروم ارتكاب جرائمها». وحول وجود الجيش العراقي هناك وطلب التحالف الكردستاني تشكيل لجنة تحقيق وإرسال قوات البيشمركة بهدف حمايتهم، قال: «إن مسألة تشكيل لجنة تحقيق تتعلق بالجهات الحكومية الرسمية أما على صعيد إرسال قوات البيشمركة فإن وجود الجيش هناك يشكل ضمانة لحماية الجميع». نافيا تعاون عناصر من الجيش أو الشرطة مع جهات مسلحة لقمع الكرد، معتبرا أن «كلاما من هذا النوع يقصد به التصعيد لأغراض أخرى، لأن الجيش، كما قلنا، يؤدي واجبه المهني دون تمييز».