«الشاباك»: أبو سيسي كان مهندس صواريخ حماس

زعم أن اعترافات الغزي المخطوف من أوكرانيا تضمنت تأسيس أكاديمية عسكرية والإشراف على تطوير أسلحة

TT

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة ما قالت إنه نصوص من اعترافات المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي الذي اختطف في أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، قبل أن ينقل إلى إسرائيل، بتهمة العمل على تطوير القدرات العسكرية لحركة حماس، التي نفت مرارا علاقته بها.

وقالت وسائل إعلام من بينها صحيفتا «معاريف» و«يديعوت أحرونوت» وموقع «نانا 10»، إن أبو سيسي أسهم في إعادة بناء الآلة العسكرية لحماس بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي انتهى في يناير (كانون الثاني) 2009، من خلال المشاركة في تأسيس أكاديمية عسكرية لحماس كانت مهمتها تعليم طرق وتكتيكات الحرب، وتحسين مدى الصواريخ المحلية، والإشراف على تجارب صاروخية مختلفة بينها تجارب إطلاق صواريخ إلى عرض البحر. ونشرت الصحف اعترافات لم يتسن التأكد من صحتها من مصدر مستقل، تحدث فيها أبو سيسي بالتفصيل عن طريقة عمله في تطوير الصواريخ وزيادة مداها من جهة، وتطوير الصواريخ المضادة للدبابات من جهة أخرى.

ويقول جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي (الشاباك) إن أبو سيسي هو «مهندس» صواريخ حماس. وقال أبو سيسي حسب الاعترافات المنشورة بإذن من المحكمة، إن حركة حماس هي تنظيم عمودي ويتعلم من أخطائه، وقد وجد بعد العدوان على قطاع غزة في عام 2009 أن عمله كان فاشلا بعد أن فر عدد من مقاتلي حماس وفشل آخرون في اتخاذ قرارات أو في استخدام السلاح تحت الضغط. وبحسبه فإن هذا قاد إلى قرار بتطوير كل الإمكانيات العسكرية والإدارية والتقنية في حماس، فقررت الحركة إنشاء أكاديمية عسكرية تقوم بهذه المهمة يرأسها أبو سيسي.

واقر أبو سيسي بتجنيد حماس عشرات النشطاء ذوي الخبرة والمعرفة في علوم الفيزياء والهندسة الكهربائية من كل أرجاء القطاع، بهدف تنفيذ برنامج تطوير الصواريخ. وقالت «معاريف» إنه استنادا إلى محضر التحقيق فإن أبو سيسي سلم محققيه تفاصيل عن هيكلية كتائب القسام والأكاديمية العسكرية التي يتزعمها، وأسماء المئات من المتدربين والنشطاء الذين كان على اتصال بهم بطريقة أو بأخرى، وتفاصيل أخرى عن أسماء ناشطين في الخارج ودورات تدريبية عسكرية في الخارج كان يفترض أن يرسل لها بعض المتميزين. وقال أبو سيسي في أجزاء من التحقيق «عملت على تطوير خلايا الاحتراق والزعانف التي تؤدي إلى استقرار الصاروخ، كما طورنا صاروخ (البتار) المضاد للدبابات، وقاذفة (الياسين) وهي نسخة من قاذفة الـ(آر بي جي)، وأجرينا التجارب عليها في منطقة البرك في حي الزيتون».

وتحدث أبو سيسي عن صاروخ «الياسين» قائلا إنه وضع خططا لم تخرج إلى النور بعد لتطوير الصاروخ بطريقة تسمح له باختراق درع بسماكة تصل إلى 100 سم، وبالتالي القدرة على اختراق دبابة الميركافا. وأقر أبو سيسي أيضا بتطوير صواريخ جديدة بالاتفاق مع القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، الذي عمل تحت إشرافه، وقال إنه طور صاروخا جديدا يحمل اسم «البنا» يصل مداه إلى 22 كيلومترا، وكانت الخطط تقضي بأن يصل إلى 60 كيلومترا. وكشف أبو سيسي حسب التحقيقات عن امتلاك حماس صواريخ قادرة على إسقاط الطائرات، وقال «حسب ما سمعته من نشطاء في حماس فإنهم يملكون صواريخ مضادة للطائرات من طراز ايغل».

وساقت وسائل الإعلام الإسرائيلية اعتذارات زعمت أنها صدرت عن أبو سيسي لمحققيه، قال فيها إنه يعتذر ويتأسف على مشاركته في تطوير الصواريخ، وانتمائه للإخوان المسلمين ولحركة حماس. وأضاف «أعرف أن الصواريخ تقتل وتحصد حياة الإنسان ولا تفرق بين اليهود والعرب، لذلك أشعر بالندم والأسف على ذلك، وكلي أمل في العودة لعائلتي وأطفالي خارج غزة».

ونفى محامي أبو سيسي طال لينوي كل ما نسب إلى موكله في لائحة الاتهام، قائلا إنها أخذت منه بالقوة. وأضاف «موكلي عبارة عن مهندس كهربائي، وهو ليس مهندسا للصواريخ، وغير مرتبط بحماس، ولا يمتلك أي معرفة في مجال إنتاج الصواريخ». ولم تعقب حماس فورا على ما نشر.